طالب الشيخ ماهر المعيقلي، إمام وخطيب المسجد الحرام، وخطيب يوم عرفة، حجاج بيت الله بأن يكثفوا من الدعاء لأنفسهم ولآبائهم ولإخوانهم في فلسطين.
وقال الشيخ ماهر المعيقلي في خطبة يوم عرفة من مسجد نمرة بجبل الرحمة في عرفات: "إن من كان من أهل التقوى تحققت له العاقبة الحميدة والفوز الأكيد، والله تعالى يقول في كتابه العزيز (وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)، ويقول كذلك (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا)".
وأضاف الشيخ ماهر المعيقلي: "التقوى هي إخلاص العبادة لله، ومن لطف الله بالناس أن أرسل إليهم سيدنا محمد بالرسالة المحمدية"، مشيرا إلى أن "حج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلا، فقال الله (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ)".
وأشار ماهر المعيقلي إلى أن "النبي نُزّل عليه في يوم عرفة قوله تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)".
واستهل المعيقلي خطبة عرفة بقوله: "الحمد لله، الحمد لله الحكيم الخبير العليم القدير يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا، والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره، ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين، ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء، فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل، أنزل القرآن رحمة بالخلق وإصلاح لأحوالهم".
وشدد الشيخ ماهر المعيقلي على أن الحج شعيرة وليس مكاناً للشعارات السياسية ولا التحزبات.
ووجه رسائل لللحجاج قائلا: "ادعوا الله لأنفسكم ولوالديكم ولمن له صلة بكم فمن دعا لأخيه بظهر الغيب قال له الملك الموكل به آمين ولك بالمثل، وكذلك ادعوا لإخواننا في فلسطين الذين مسهم الضر وتألموا من أذى عدوهم سفكا للدماء وإفسادا في البلاد ومنعا من ورود ما يحتاجون إليه".
خطبة عرفة وتوافد حجاج بيت الله الحرام منذ وقت مبكر إلى مسجد نمرة في مشعر عرفات اليوم للاستماع إلى خطبة عرفة، وأداء صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً؛ اقتداءً بسنة النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم.
ويُعد المسجد ثاني أكبر مسجد مساحةً بمنطقة مكة المكرمة بعد المسجد الحرام، وشهد في عهد الدولة السعودية وتحديداً في عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود أضخم توسعاته، وبتكلفة بلغت 237 مليون ريال، على طولٍ بلغ 340 متراً من الشرق إلى الغرب، وعرضٍ يقدر بـ 240 متراً من الشمال إلى الجنوب، ومساحة تجاوزت 110 آلاف متر مربع، إلى جانب ساحة مظللة خلف المسجد تقدَّر مساحتها بـ8000 متر مربع.