قال الأكاديمي الإسرائيلي إيال زيسر إن عملية طوفان الأقصى التي شنتها حركة حماس في السابع من أكتوبرتشرين الثاني، هو بداية عصر جديد سيرافق الاحتلال في السنوات القادمة، مضيفا أنه عصر كله حروب ومفاجآت استراتيجية.
وأضاف البروفيسور زيسر، وهو نائب رئيس جامعة تل أبيب والخبير في التاريخ الحديث لسوريا ولبنان والصراع العربي الإسرائيلي، "أننا قبل هجوم "حماس" فضلنا أن ندفن رؤوسنا في الرمال وأخبرنا أنفسنا أن عصر الحروب الكبرى قد انتهى، لأنه لا توجد قوة عسكرية أخرى في المنطقة من حولنا قادرة على مفاجأتنا ومهاجمتنا نظراً لقوتنا العسكرية وفي ضوء تفوقنا التكنولوجي والاستخباراتي والعملياتي على جيراننا.
وتابع: "ومن هنا الاستنتاج الذي يبدو واضحاً، وهو أنه من الممكن الاكتفاء بجيش صغير وذكي، وأنه لم تعد هناك حاجة لتركيز الجهد على محاولة التحذير من الحرب أو الاستعداد لها.
وأضاف في تحليل كتبه في صحيفة يسرائيل هيوم العبرية، أنه في السابع من أكتوبرتشرين الأول، سقطت على الاحتلال حرب لم يشهدوا لها مثيلًا منذ النكبة، واحتلت "حماس" مستوطنات غلاف غزة، واصفًا: "حيث لم نعرف شيئاً كهذا في أي من الحروب التي خضناها على مر السنين ضد جيوش العدو النظامية، وكل هذا على يد "حماس"، لأن حزب الله أيضاً بأعجوبة لم ينضم إلى اليوم الأول"
وتابع، جاءت الحرب مفاجأة لكل من كان يعتقد أن "حماس" هي مجموعة من العصابات التي نشمئز منها، وأن كل ما تريده هو تثبيت حكمها في القطاع. وأن عصر الحروب وعصر المفاجآت قد انتهى، ليس بالنسبة لنا فقط، بل في تاريخ البشرية جمعاء.
ورأى أنه عندما غزت روسيا أوكرانيا قبل عامين كان ينبغي أن يضيء ذلك لنا ضوء التحذير، لأن الهجوم الروسي كان بمثابة مفاجأة كبيرة لجميع أجهزة الاستخبارات الغربية التي فشلت، رغم الإمكانات التكنولوجية المتقدمة المتاحة لها، في التنبؤ بتحركات الجيش الروسي، وحتى في وقت سابق في قراءة مزاج ونوايا فلاديمير بوتين. وهكذا اندلعت حرب في قلب أوروبا لم يتوقعها أحد، وأحدثت دماراً وخراباً على نطاق لم تشهده أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وأكد أن النقطة ليست في تحليل "ما بعد الوفاة" للهجوم الذي تعرض له الاحتلال في 7 تشرين الأول/أكتوبر، بل في ما ينتظر الاحتلال في المستقبل، وأن من يتصور أن الحرب على غزة وتدمير قطاع غزة، سيمنع حماس أو حزب الله في المستقبل من العودة هو مخطئ، وفق قوله.
وأضاف أن الحروب والمفاجآت سترافق الاحتلال لسنوات عديدة، وعلى الاحتلال التجهيز والاعتماد على نفسه، وليس على الاستخبارات التي تفشل دائما في التنبؤ بنوايا العالم.