أعلن برنامج الأغذية العالمي، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، النتائج الأولية لدارسة "تقييم أثر نموذج الوجبات الصحية المقدمة ضمن البرنامج الوطني للتغذية المدرسية".
واستهدفت الدراسة التي جاءت بدعم من البنك الدولي، طلبة المدارس ضمن المراحل التعليمية الأساسية (الصف الأول وحتى السادس الأساسي) خلال العام الدراسي الماضي، في المناطق المستهدفة بالنموذج الصحي للبرنامج الوطني للتغذية المدرسية في الأردن.
وأظهرت النتائج الأولية أن نموذج الوجبة الصحية يساهم بخفض متوسط عدد أيام الغياب عن المدرسة، ويزيد التنوع الغذائي ومستويات الطاقة عند الأطفال، أما على صعيد السيدات العاملات في المطابخ الإنتاجية، فكشفت النتائج عن زيادة في الدخل، واستعداد أكبر للمشاركة في سوق العمل، وارتفاع نسبة التقبل لدى الذكور (الأزواج) فيما يتعلق بنسبة أُجور النساء.
وأكد وزير التربية والتعليم الدكتور عزمي محافظة خلال مشاركته في جلسة العمل الخاصة بإعلان نتائج الدارسة، أن للتغذية المتزنة العديد من الآثار الإيجابية على تنمية الطلبة جسميًا وعقليًا ونفسيًا واجتماعيًا، وعلى عوامل الدافعية للتعلم وحب الاستطلاع ونزعة الاستكشاف، التي تعتبر الأساس في عملية النمو المعرفي، مما ينتج عنه طلبة أصحاء يشكلون نواة مجتمع يتسم أفراده بالقدرة على المشاركة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والحد من مشكلتي الفقر والبطالة وانتشار الأمراض بين أفراد المجتمع.
وبين أن البرنامج الوطني للتغذية المدرسية في الأردن يقدم وجبات مدرسية لـ 520 ألف طالب وطالبة في أغلب مديريات التربية والتعليم ومخيمات اللاجئين، ويُنفذ من خلال نموذجين، "الوجبة الصحية" والبسكويت بنوعيه (بسكويت بتمر والبسكويت المدعم).
وأشار إلى أن نموذج الوجبة الصحية يتضمن تقديم حبة معجنات وحبة خيار وحبة فاكهة (موز أو تفاح) في 11 مطبخًا إنتاجيًا لمدة 60 يومًا في الفصل الدراسي الواحد، مبينًا أن هذا النموذج إضافة إلى دعم الطلبة فإنه يوفر فرص عمل للنساء العاملات في هذه المطابخ الإنتاجية لتعبئة الوجبات وغسل الخضار والفواكه، الأمر الذي يساعد في تعزيز الشراكة المجتمعية وتحسين الوضع المعيشي للعاملات، فيما يقدم نموذج البسكويت للطلبة على مدار 50 يومًا خلال الفصل الدراسي الواحد حسب خطة إجرائية يتم تعميمها على المديريات المستهدفة بالمشروع.
وأوضح أن دراسة تقييم الأثر ومقارنة تأثير نموذج الوجبة الصحية مع نموذج بسكويت التمر / البسكويت المدعم، جاءت بالشراكة بين الوزارة ووحدة تقييم الأثر الإنمائي التابعة للبنك الدولي، ومكتبي التقييم والبرامج المدرسية التابعين لبرنامج الأغذية العالمي، مبينًا أن هذه الدراسة تأتي استجابة للحاجة المتزايدة من جانب الوزارة والجهات المانحة للكشف عن أدلة عالية الجودة حول أداء البرنامج الوطني للتغذية المدرسية وتأثيره على المستفيدين، حيث ستسهم نتائجها في اتخاذ القرارات البرامجية والسياسة المتعلقة بالتغذية المدرسية في الأردن، وستدرج كذلك في قاعدة الأدلة الدولية، ما يجعل الأردن دولة رائدة في جهودها لتقييم تدخلات التغذية المدرسية.
وأعرب الدكتور محافظة عن شكره لكل من ساهم في إنجاح هذه الدراسة، متمنيًا استمرار التنسيق والتعاون وتكثيف الجهود بين الجهات ذات العلاقة لما فيه من فائدة تعود على الطلبة وتنعكس إيجابًا على صحتهم الجسمية والنفسية والعقلية.
من جانبه، بين الممثل المقيم لمكتب برنامج الأغذية العالمي في الأردن ألبرتو كوريا منديز، أن تقييم الأثر يكشف عن منافع ملموسة لنموذج الوجبة الصحية لدى الأطفال المستفيدين والسيدات العاملات في المطابخ، مشيرا إلى أن توسيع نطاق هذا النموذج سيوفر سنويًا ما قيمته 10 ملايين دولار من الفواكه والخضروات من حوالي 1500 مزارع محلي، ويدعم سبل عيش 450 خبازاً وعاملاً، ويوظف 1250 امرأة في 50 مطبخا إنتاجيا في مختلف أنحاء الأردن.
وأكد التزام برنامج الأغذية العالمي بمواصلة دعم وزارة التربية والتعليم للوصول إلى نموذج وجبات صحية موسع ومستدام بما يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للتغذية المدرسية.
ويتألَّف تقييم الأثر من مُكوّنين رئيسيّين؛ المكوّن الأول يبحث فيما إذا كان الأطفال الذين يتلقَّون وجبات صحيّة يستفيدون من منافع أكبر من البسكويت المحشو بالتمر، أما المكوّن الثاني من تقييم الأثر، فهو يستكشف ما إذا كانت السيدات اللواتي يعملن في المطابخ الإنتاجية لإعداد الوجبات يشهدن أي تغييرات في نمائهنَّ الاجتماعي والاقتصادي، مقارنة مع السيدات اللواتي لم تُعرض عليهنّ فرصة عمل لدى البرنامج.
يشار إلى أن تقييم الأثر، الذي تم إجراؤه بالشراكة مع إدارة تقييم الأثر الإنمائي (DIME) لدى البنك الدولي، يعد أحد الركائز الأساسية لمجموعة الأدلة التي يستثمر فيها برنامج الأغذية العالمي ووزارة التربية والتعليم لإرشاد وتوجيه التوسع في نموذج الوجبات الصحية.
واشتمل حجم العيّنة على 473 مدرسةً، و599 امرأةً ممَّن تقدَّمن بطلبات للعمل في المطابخ الإنتاجية وعائلاتهنّ.