استخدام مواني العقبة لتوريد البضائع لمشروع نيوم
أكد الرئيس التنفيذي لشركة تطوير العقبة، حسين الصفدي، أن مشاركة الشركة في ملتقى الاستثمار السنوي في دبي خلال شهر آذار الماضي تأتي في إطار تعزيز تنافسية العقبة الخاصة وتأكيد دورها الريادي كمنطقة استراتيجية إقليمية ولوجستية وتجارية وموقع استراتيجي مهم مؤثر بالمنطقة العربية.
وقال الصفدي، الأربعاء، إن المزايا والحوافز والإمكانيات المتوفرة في العقبة تعزز دورها الاستثماري والاستراتيجي المهم، ولا سيما أنها تضم شركات عالمية ومنظومة موانئ متقدمة، لافتا إلى أنها تنفرد بامتلاك فرص استثمارية ثمينة وقيّمة حتى في ظل التنافسية العالية بالمنطقة، وذلك بفضل الخطط التنظيمية والتطويرية الدقيقة المعدّة مسبقاً إلى جانب ما يتمتع به الأردن من أمن واستقرار اقتصادي وبيئة استثمارية جاذبة على درجة عالية من التنافسية، ما يعزز من قيمة الجدوى الاقتصادية للمشاريع الاستثمارية في العقبة بشكل خاص والأردن بشكل عام، بحسب بترا.
وبين الصفدي أن الشركة عرضت من خلال الوفد المشارك في الملتقى الفرص الاستثمارية المتاحة بالعقبة، مستغلين المزايا الموجودة، سيما اتفاقيات التجارة الحرة الموقعة مع دول أميركا الشمالية وأوروبا والتي تميز الأردن والمنطقة الاقتصادية ليتم استغلال هذه الخاصية في الإعفاءات الجمركية وبعض الإعفاءات الأخرى، التي مكنت الشركة من عقد لقاءات مع مستثمرين في دول الشرق الأقصى لغاية إقامة مصانع استراتيجية في العقبة.
وأشار إلى أنه تم التعريف الشامل بالبنية التحتية ومنظومة موانئ النفط والغاز والصوامع والحاويات بالعقبة، مؤكدا أنها تتيح للشركة التواصل مع أي جهة سواء حكومية أو خاصة من الدول الإقليمية بعقد اتفاقيات، وأنه يتم التركيز حاليا على المجال الصناعي بالدرجة الأساسية، لأن الهدف الرئيس هو خلق فرص عمل نوعية للشباب في هذا القطاع.
وحول مشاريع تطوير العقبة، أوضح الصفدي أن الشركة حققت جملة من الإنجازات في قطاعات متعددة توجت مؤخرا بتوقيعها على عدد من الاتفاقيات مع مجموعة موانئ أبوظبي، شكلت علامة بارزة في مجال التعاون الاستراتيجي بين البلدين الشقيقين لتطوير منطقة مرسى زايد، وإنشاء محطة متطورة للسفن السياحية والمرافق السياحية والترفيهية والسكنية وغيرها من المشاريع.
وأكد أن العمل في الميناء السياحي سيبدأ في نهاية شهر أيار المقبل، مشيرا إلى أن تشغيل مبنى الميناء السياحي المؤقت سيكون مع نهاية هذا العام كحد أقصى بنظام رقمي متقدم لمنظومة الموانئ.
ولفت إلى أنه سيتم تحديث وتطوير مطار الملك حسين الدولي والميناء متعدد الأغراض، ما سيسهم في تعزيز جاذبية مدينة العقبة كوجهة رئيسة على البحر الأحمر، بالإضافة إلى مشاريع استثمارية استراتيجية؛ إذ أن الشركة في المرحلة النهائية من المفاوضات لإتمام صفقتين لإنشاء مصنعين رئيسين لصناعات كيماوية نوعية وصناعات نوعية على أراضي المنطقة الجنوبية.
وأكد الصفدي حرص الشركة، خلال المفاوضات مع المستثمرين، على توفير 300 فرصة عمل نوعية للشباب، وسيتم تدريبهم من خلال المستثمرين الصناعيين، لافتا إلى أن التصدير أيضا سيكون من خلال العقبة لدول أميركا الشمالية وأوروبا، متوقعا أن يكون حجم التصدير بحوالي 250 مليون يورو من خلال منظومة الموانئ الموجودة في العقبة لدول العالم.
وكشف عن قرب إنشاء مركز العقبة الإقليمي التقني من قبل القطاع الخاص، وذلك لأهمية القطاع الإلكتروني والرقمي والتكنولوجي، حيث أنهت "تطوير العقبة" الموافقات لبدء المستثمر في إنشاء المركز على أن يتم استقبال خط انترنت من أوروبا عبر أرض العقبة، ويتم من خلاله إتاحة الفرصة للعقبة لتصدير خدمة الإنترنت للدول المجاورة كالعراق والسعودية أو أي دولة.
ولفت إلى أن تطوير العقبة ستعقد ورش عمل متخصصة للمهتمين والمعنيين تستضيف فيها المستثمرين من القطاع الخاص بالتشاركية بين كافة أطياف المجتمع المدني والجامعات والمعاهد لشرح دور وأهمية وعمل المركز ولفتح الآفاق والفرص الممكنة لتبادل المعلومة والمعرفة وأيضاً للتعاون مع الجامعات والمعنيين.
وزاد أنه تم توقيع مذكرة تفاهم بين المستثمر وإحدى أبرز الشركات المتخصصة العالمية لتزويد الانترنت ووضع العقبة ضمن خارطة المنظومة الإلكترونية للإنترنت الرقمية العالمية، وسيتم الإعلان رسميا عن المشروع بعد شهر رمضان، مشددا أن المشروع النوعي سيمكن العقبة من التنافسية الإلكترونية على مستوى إقليمي وعالمي وتحقيق أعلى مستوى بموضوع أمن المعلومات والأمن السيبراني لتكون العقبة من ضمن المدن الذكية العالمية.
وأكد الصفدي أن تطوير العقبة تسعى لتنظيم الملتقى الاقتصادي في العقبة، بمشاركة القطاعين العام والخاص والتواصل مع بعض الدول الإقليمية خلال الفترة المقبلة.
وبين أن العقبة ستحتضن كذلك معرض سوفكس في تشرين الأول من هذا العام بمطار الملك الحسين الدولي، لافتا إلى أن إقامة هذا المعرض العالمي في العقبة ستنعكس إيجابا على المدينة في جميع المجالات، ويبرز دورها كمنطقة اقتصادية مميزة على المستوى الإقليمي.
وأوضح أن شركة تطوير العقبة لم تركز على قضايا الاستثمار والتنافسية فقط، بل سعت إلى أن يكون لها دورها في المسؤولية المجتمعية، وأن تكون حاضنة لتسويق جميع المبادرات الخيرية في منطقة العقبة كوسطاء الخير خلال الشهر الفضيل، مشددا أنها تعمل بالتشاركية والتعاون مع الجهات الرسمية والمجتمعية والقطاع الخاص لخدمة العقبة الاقتصادية من جميع النواحي الاجتماعية والاقتصادية، والترفيهية، والسياحية، واستقطاب المستثمرين ورفع سوية العقبة وإعادة بريقها الإقليمي.
وقال الصفدي إن العقبة في حالة تطور وتطوير دائم، فالسياحة تنتظر ازدهارا كبيرا وأرقاما عالمية من خلال الميناء السياحي الجديد الذي سيتم إنشاؤه من قبل مجموعة موانئ أبو ظبي، بالإضافة لشركات سياحية ستستقطب سفنا عملاقة، سترفد العقبة ومنطقة المثلث الذهبي بالمنتج السياحي المطلوب.
ونوه إلى أن موقع العقبة الاستراتيجي ومنظومة الموانئ ومشروع (نيوم) يعزز البيئة التنافسية في العقبة، وسيتم استخدام العقبة وموانئها لتوريد البضائع والمواد الأساسية المطلوبة لمشروع (نيوم)، كون المشروع في المراحل الأولية، مشيرا إلى أنه تم استقبال وفد من نيوم الأسبوع الماضي، وكانت هناك جولة لمجموعة الموانئ وستستكمل المفاوضات مع جميع الأطراف بالمشروع لاستغلال موقع العقبة وتعزيز خدمة الشحن، ومنظومتي النقل، والتخزين، واستغلال العقبة وموانئها لخدمة الدول الإقليمية، وهناك مذكرات تفاهم واتفاقيات التجارة الحرة التي أبرمت سابقاً بين دول أميركا الشمالية وكندا، وبعض الدول الأوروبية تتيح للعقبة أن تكون مركزا لوجستيا إقليميا لتصدير البضائع.
وكشف الصفدي عن مفاوضات لإيجاد خط ملاحي مباشر من العقبة إلى الولايات المتحدة الأميركية لخدمة صادرات مصانع الألبسة تحديدا، والعمل مستمر لإقناع خطوط الملاحة في ربحية هذا الخط حال افتتاحه إذا ما تم تحويل كل صناعة الألبسة أو معظمها للتصدير عن طريق العقبة، وسيتم التعاون بهذا الخصوص مع غرفة صناعة الأردن، وغرف التجارة، وبعض المستثمرين من القطاع الخاص.