حققتأسواق الإمارات بقيادة سوق أبوظبي للأوراق المالية أفضل أداء على مستوى البورصات العربية خلال الربع الأول من العام الجاري مدعومة بالعديد من المحفزات في مقدمتها الإعلان عن مزيد من الإدراجات المرتقبة يتقدمها «ديوا»، فضلاً عن قوة ومتانة الاقتصاد الوطني في التصدي للتوترات الجيوسياسية العالمية، إضافة إلى النجاح الاستثنائي لإكسبو دبي، وفقا لماأظهره مسح لـ البيان الاقتصادي.
ووفق المسح، ربح رأس المال السوقي لأسهم الإمارات ما يناهز 269 مليار درهم في الربع الأول موزعة بواقع 242.8 مليار درهم لسوق أبوظبي مع صعود مؤشره بنسبة 17.2%، فيما ربح سوق دبي المالي نحو 26 مليار درهم فيما ارتفع مؤشره بنسبة 10.3%. وتخطت القيمة السوقية للأسهم خلال الشهر الماضي حاجز 2.3 تريليون درهم وذلك للمرة الأولى في تاريخها موزعة بواقع 1.869 تريليون درهم لسوق أبوظبي و437.4 مليار درهم لسوق دبي.
وبحسب المسح، ارتفعت بورصة قطر خلال الفترة ذاتها بنسبة 16.4% وصعدت بورصة السعودية بنسبة 16% وبورصة الكويت بنسبة 15.7% وبورصة البحرين 15.4% وزادت بورصة الأردن بنسبة 4.5% وبورصة مسقط 1.8% وصعدت بورصة تونس بنحو 0.9%، فيما انخفضت بورصة مصر بنسبة 5.9%، وتراجعت بورصة الدار البيضاء بنحو 3.8%.
مستويات تاريخية
وقال رائد دياب، نائب رئيس إدارة البحوث والاستراتيجيات الاستثمارية في «كامكو إنفست» لـ«البيان الاقتصادي»، إن تحسن أداء أسواق الخليج بصفة عامة إلى جانب ارتفاع أسعار النفط عزز من نمو مؤشر مورجان ستانلي الخليجي بنسبة 17.7% بنهاية الربع الأول من العام الجاري مسجلاً أكبر مكاسب منذ الربع الثاني من العام 2009.
وأضاف دياب إن مؤشرات أسواق الإمارات حلقت خلال الربع الأول لمستويات قياسية مع اقتراب سوق أبوظبي من مستوى تاريخي جديد عند 10 آلاف نقطة وهو الأعلى على الإطلاق، فيما صعد سوق دبي لأعلى مستوياته في 50 شهراً منذ عام 2018، في الوقت الذي واصل المستثمرون الأجانب اقتناص الفرص وضخوا مزيداً من السيولة. وأوضح دياب أن الأساسيات المحلية للأسواق لا تزال قوية في ظل الطروحات العامة الأولية، ومن بينها «ديوا» التي أعلنت أخيراً زيادة حجم الطرح، متوقعاً أن تحافظ الأسواق المحلية على مكاسبها في الفترة القادمة بانتظار محفزات جديدة كالنتائج المالية للشركات المدرجة عن الربع الأول من العام الحالي، إضافة إلى نتائج محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا التي قد توقف الصراع وتعطي بعض الارتياح للمستثمرين.
حراك قوي
من جانبها، قالت خبيرة أسواق المال منى مصطفى، إن الأسواق الإماراتية واصلت تحطيم الأرقام وتسجيل مستويات قياسية وسط حراك قوي مع الاتجاه لطرح العديد من الكيانات الاقتصادية العملاقة وهو ما فتح شهية المستثمرين الأجانب والمحليين.
وأضافت منى إن الحراك القوي للاقتصاد الإماراتي مع انعقاد «إكسبو دبي» كان سبباً رئيسياً وراء النشاط القياسي للأسواق في الربع الأول، مشيرة إلى أن الأسواق المحلية باتت أكثر جاذبية من ناحية الاستثمار لا سيما وأن المستثمرين باتوا ينظرون إلى الشركات المدرجة من خلال عملياتها الاقتصادية ومدى استمراريتها وتوسعاتها التي ستصب في النهاية في عوائدها. وقالت منى إن الطريق مازال مؤهلاً للأسواق الإماراتية نحو المزيد من التقدم خصوصاً بالنسبة لسوق دبي لا سيما مع قرب إدراج «ديوا» والمتوقع في منتصف الشهر الجاري.