يستخدم البعض من أولياء الأمور أساليب العنف في تربية أطفالهم، كنوع من المحاولة على السيطرة عليهم وعلى تصرفاتهم سواء داخل البيوت وأثناء التعاملات في التجمعات العائلية وبين محيط الأصدقاء، البعض منهم يعتقد بإنها الطريقة المثلى للتحكم في الطفل لتقويم سلوكه، ولكن ربما تؤثر على حالته النفسية وتخلق منه شخصا عدوانيا.
وكانت إحدى الأمهات أرسلت سؤالا لدار الإفتاء المصرية، عبر موقعها الإلكتروني على موقع «فيسبوك»، تتساءل عن رأي الشرع والدين في استخدام العنف ضد الأطفال بغرض التربية: «بستخدم العنف والضرب لتقويم سلوكه وعلشان ميكسفنيش قدام الناس ويكون متربي كويس».
وقالت دار الإفتاء، إنه لا يجوز استخدام العنف ضد الأطفال، كونه يترك آثارا سلبية على الطفل وتكوينه النفسي، مشيرة إلى أن من أعظم الأعمال وأفضلها هي تربية الآباء للأبناء، فضلا عن كونها واجبة على الآباء ومسؤولية يسئلون عليها أمام الله، فالاستهانة بالتربية يعود أثرها بالسلب على المجتمع بأسره.
أصول التربية السليمة في الإسلام
«الأصل في معاملة الأولاد الرفق والحكمة»، عبارة وضحت من خلالها دار الإفتاء المصرية، أصول التربية والتعامل بين الآباء وأطفالهم كما حث الإسلام عليها، وما كان يدعو به الرسول صلى الله عليه وسلم.
وحددت دار الإفتاء الحالات التي يستعمل فيها الحزم وليس العنف، في بعض الأمور كنوع من التأديب والتوجيه، مع الاحترام الكامل لآدمية الأطفال ودون ضرب وإيذاء.
الإفتاء توضح حكم العنف في التربية
ونهت دار الإفتاء من أن يكون الحزم به نوع من الانتقام أو العقاب المؤذِ أو نوع من التعذيب، لما في ذلك من ترك آثار سلبية جسدية ونفسية، ومخالفة للهدى النبوي ولمقاصد التربية؛ إذ أن غرض الحزم هو لفت نظر الابن المخطئ إلى موضع الخطأ والضرر؛ حتى يستدل على الصواب.
وأكدت أن طرق التربية بالتدريب والترغيب والتحفيز في النجاح والتفوق، اعتنى بها علماء التربية وهو ما يغني عن اللجوء إلى العنف، ويرجع فيه إلى أهل الخبرة والاختصاص.