بشكل مفاجئ، أعلنت وزارة الداخلية التابعة لنظام الأسد أنها مستعدة لتأمين إصدار جواز سفر للسوريين داخل المناطق التي يسيطر عليها خلال يوم واحد فقط، حتى دون الحاجة إلى حجز الدور، مقابل دفع مبلغ مالي كبير، رغم أن مسؤولي النظام كانوا يتحدثون قبل أيام أنهم يتأخرون بمدة تسليم جواز السفر لعدم وجود كمية كافية من دفاتر جوازات السفر المطبوعة.
ونشرت الوزارة على موقعها الرسمي، أمس الأربعاء أنه يمكن للراغبين بالحصول على خدمة جواز سفر فوري، وذلك بعد تسديد بدل خدمة ورسم بقيمة 100 ألف ليرة سورية.
وبينت الوزارة في إعلانها "أن جواز السفر الفوري يتم استخراجه بغض النظر عن حجز الدور على المنصة الإلكترونية الخاصة بجوازات السفر، ويسلم الجواز لصاحب العلاقة بنفس اليوم.
وزعمت الوزارة إلى "أن هذه الخدمة تأتي تلبية لرغبة المواطنين بالحصول الفوري على خدمة جواز السفر.
وكانت وزارة الداخلية أعلنت في الـ 18 من الشهر الجاري عن إنشاء نافذة خاصة على موقعها الإلكتروني لتسجيل المواطنين المقيمين في دمشق وريفها على طلبات الحصول على جوازات السفر والاستعلام عنها.
وتُعدّ مصر وبيلاروسيا المقصد الأساسي، والوجهة الرئيسية لمعظم السوريين طالبي الجوازات داخل سوريا وخارجها.
وبحسب مؤشر "هينلي باس بورت” (henleypassport) لتصنيف ترتيب جوازات السفر عالمياً، فإن جواز السفر السوري يقع في الترتيب الأخير بقائمة الجوازات التي تسمح لحامليها بالوصول إلى وجهات دون تأشيرة مسبقة (فيزا)، ولا يستطيع السوري الدخول سوى إلى 29 دولة فقط من دون تأشيرة، بينما تتطلب بقية الدول الحصول على "فيزا” لدخولها.
ومع ذلك فهو الأعلى سعرا في العالم للسوري الذي يريد استصداره من خارج سوريا، حيث يصل بين 400 دولار و1200، أما في الداخل فالسعر الرسمي هو 30 ألف ليرة سورية، غير أن سماسرة النظام ومسؤولية لهم سعر آخر بحسب "الزبون وحاجته"، ففي بعض الأحيان يصل السعر مئة ألف أو مئتين، ولكن يبدو أن النظام أراد بهذا القرار أن يحدد حصته من مال السوريين بشكل رسمي دون أن يترك ذلك لسماسرته ومسؤولية.
كما يأتي قرار وزارة الداخلية اليوم، في ظل أزمة طلب غير مسبوق من قبل السوريين على استخراج جوازات السفر للهروب من جحيم نظام الأسد، ورغم ذلك يخرج مسؤولوه ومسؤولو حلفائه بشكل دوري للتصريح بأن النظام يقوم بتهيئة الظروف المناسبة لعودة السوريين.
وكان آخر تلك التصريحات لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نقلته وكالة سانا يقول فيه: بعض الدول تعرقل عودة المهجرين السوريين إلى بلدهم رغم تهيئة الحكومة السورية الظروف المناسبة لذلك، ما أغضب مئات السوريين الموالين الذين علقوا على التصريح ووصفوه بالكاذب وبالمنفصل عن الواقع.