منخفض البحر الأحمر وهو منخفض حراري ينشأ بين حرارة سطح المياه في حوض البحر الأحمر وحرارة اليابسة في شبه الجزيرة العربية والسودان.
ويعتمد تشكل المنخفض على الفروقات الحرارية في تشكله وتعمقه واضمحلاله أو انكماشه، ويعتبر منخفض البحر الأحمر هو امتداد فرعي من موطنه الأصلي وهو منخفض السودان الحراري.
وتنخفض قيم الضغط السطحي في الأوضاع الاعتيادية مع ازياد درجات الحرارة، وهذا يفسر سبب انكماش وضعف منخفض البحر الأحمر وتراجعه للجنوب ( نحو جنوب البحر الأحمر وشرق السودان) في فصل الصيف، وتعمقه وتمدده شمالاً في الخريف والشتاء والربيع.
ماهي ظروف تعمق وانكماش منخفض البحر الأحمر؟
- ظروف انكماش مُنخفض البحر الأحمر
عندما تشتد وطأة الحر في أشهر الصيف على شبه الجزيرة العربية، تصبح درجة حرارة اليابسة أكثر من حرارة سطح المياه في البحر الأحمر، مما يؤدي الى امتلاء الضغط الجوي وارتفاع قيمه في البحر، على حساب تعمق منخفض الهند الموسمي في شرق وجنوب شرق شبه الجزيرة العربية، وهذا ما يسمى بانكماش منخفض البحر الأحمر صيفاً وتراجعه للجنوب.
- ظروف تمدد مُنخفض البحر الأحمر
أما في فصل الخريف، وتحديداً في النصف الثاني من سبتمبر/أيلول، فتصبح الأجواء مُعتدلة أكثر في شبه الجزيرة العربية، ويبدأ الضغط السطحي بالامتلاء ( تتزايد قيم الضغط واضمحلال منخفض الهند الموسمي) نتيجة انخفاض درجة حرارة سطح الأرض في الجزيرة العربية، مما يولد بيئة مناسبة في البحر الأحمر لانخفاض الضغط السطحي فيه، وهذا ما يسمى بتعمق منخفض البحر الأحمر وتمدده شمالاً.
وتستمر الظروف الجوية المناسبة لمُنخفض البحر الأحمر خلال الفترة بين منتصف سبتمبر/أيلول وحتى بدايات مايو/أيار من كل عام.
كيف تنعكس تاثيرات مُنخفض البحر الأحمر على الاجواء؟
يوضح طقس العرب أن منخفض البحر الأحمر هو منخفض حراري، ولا تتبع خصائصه المنخفضات الجبهية ولا المدارية، ويعتمد في تمدده شمالا وشرقاً على حركة الأحواض العلوية الباردة التي تندفع من الشمال، ويكون تاثير مُنخفض البحر الأحمر على شكل :
- ارتفاع على درجات الحرارة وطقس جاف
يتسبب مُنخفض البحر الأحمر بارتفاع درجات الحرارة، ورُبما حدوث للموجات الحارة عندما يكون إمتدادهُ قوياً، كما يتسبب بسيادة أجواء جافة ومُغبرة، ورُبما تشكل للموجات الغُبارية في بعض الأحيان، نتيجة هبوب الرياح الشرقية إلى الجنوبية الشرقية.
- تشكل لحالات عدم الاستقرار الجوي عند توافر الظروف الجوية المُناسبة
في حال اندفاع الأحواض العلوية الباردة من الشمال نحو الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط وشمال مصر وتحركها شرقاً، يستجيب منخفض البحر الأحمر، تندفع الرطوبة من مناطق مدارية من القارة الافريقية وبحر العرب.
ويحدث التقاء بين التيارات الهوائية الدافئة الناتجة عن تمدد مُنخفض البحر الأحمر في طبقات الجو السُفلى، مع التيارات الهوائية الباردة في طبقات الجو العليا، تزامناً مع ارتفاع نسب الرطوبة في الغلاف الجوي.
عند حدوث هذا الإلقاء تنشأ احوال جوية غير مُستقرة ينتج عنها هطول للأمطار الرعدية، ويجدر بالذكر ان هذا هو المُسبب الرئيسي وراء ازدياد فرص تشكل السيول في فصل الخريف.