قد لا تكون الساعة الإضافية في عطلة نهاية الأسبوع بديلا عن النوم المنتظم الجيد ليلا، لكن بحثا جديدا كشف أنها قد تساعد في تقليل الاكتئاب.
وأظهرت دراسة جديدة أن الاستلقاء في عطلة نهاية الأسبوع يمكن أن يساعد في تقليل احتمالية الإصابة بالاكتئاب إلى النصف تقريبًا.
الاكتئاب هو اضطراب مزاجي يتسم بالحزن أو الشعور بالحزن، إلى جانب سلسلة من الأعراض الجسدية مثل انخفاض الطاقة والنوم المتقطع وتغيرات الشهية.
وقلة النوم الناتجة عن مرض طبي آخر أو مشاكل شخصية يمكن أن تؤدي إلى التعب أثناء النهار وتجعل تشخيص الاكتئاب أسوأ.
أيضا إن عدم القدرة على النوم الذي يستمر لفترة طويلة من الزمن قد يكون دليلا مهما على أن الشخص قد يكون مصابًا بالاكتئاب.
الغفوة وعلاقتها بتقليل الاكتئاب
من كان يعلم أن البقاء في السرير لمدة ساعتين قد يكون علاجا فعالا لحالات لاكتئاب؟، هذا ما أظهرته دراسة جديدة نُشرت في مجلة Sleep Medicine.
وفقًا للدراسة التي أجرتها جامعة يونسي في كوريا الجنوبية، فإن الأشخاص الذين يحصلون على غفوة في عطلات نهاية الأسبوع لديهم معدلات اكتئاب أقل من أولئك الذين لا يفعلون ذلك.
وذكرت الدراسة أن الأشخاص الذين ينامون ساعة أو ساعتين إضافيتين فقط في عطلات نهاية الأسبوع معرضون لخطر أقل، لكن معدل الاكتئاب ارتفع بالنسبة لأولئك الذين حصلوا على أكثر من ساعتين إضافيتين.
في هذه الدراسة، استخدم الباحثون فقط بيانات من مسح صحي لعام 2016 شارك فيه جميع المشاركين البالغ عددهم 5500 شخص من كوريا الجنوبية.
واكتشف العلماء أن الحصول على ساعتين إضافيتين يعني أن الناس كانوا أقل عرضة بنسبة 48٪ لتشخيص حالة الصحة العقلية.
بالمثل، كشفت النتائج أن أولئك الذين حصلوا على ساعة إضافية من النوم في عطلة نهاية الأسبوع قللوا من مخاطرهم بمقدار الثلث.
مع ذلك، وجد الباحثون أن فوائد تحسين الحالة المزاجية تتحقق فقط إذا حددت نفسك بما لا يزيد عن ساعتين إضافيتين مما كنت تحصل عليه بانتظام في الأسبوع.
واكتشفوا أن أولئك الذين انغمسوا في نوم إضافي أكثر من هذا رأوا أن فرصهم في الاكتئاب تزداد بالفعل بنسبة 16%، ما يشير إلى أن هناك مكانًا لطيفًا.
صحيفة "الجارديان" البريطانية علقت على الدراسة بأن الدراسات المختلفة تعطي نتائج مختلفة، إن لم تكن متناقضة بالضرورة.
وجدت دراسة النوم لعام 2019 أن الاستلقاء في عطلة نهاية الأسبوع لا يمنح أي فوائد للصحة الأيضية للأشخاص الذين يعانون من نقص النوم خلال أيام الأسبوع.
لكن يبدو أن هناك أبحاث أخرى تظهر أن النوم التعويضي يمكن أن يبطئ معدل الوفيات المرتفع على المدى الطويل لمن يعانون من قلة النوم بانتظام.
رغم اختلاف نتائج الأبحاث، فالأكيد أن الحصول على قسط ضئيل من النوم باستمرار هو أمر سيء حقًا لأي شخص، وله تأثير سلبي على الحالة المزاجية والتركيز والذاكرة والوزن والجهاز المناعي وعمرك.
لكن أيضا الكثير من النوم هو أمر سيء، ولا بد من الحصول على عدد ساعات نوم كافية، وإن حدث العكس فإن الاستلقاء ساعة إضافية أو ساعتين قد تحسن مزاجك.
وفقًا لـNHS، أكبر موقع إلكتروني صحي في المملكة المتحدة، يحتاج معظم البالغين بين 6 إلى 9 ساعات من النوم كل ليلة.
كما يوصي الأطباء بأن يحاول الناس الذهاب إلى الفراش والاستيقاظ في أوقات مماثلة كل يوم.
وجدت دراسة سابقة أن الحصول على قسط من النوم لمدة 5 ساعات أو أقل كل ليلة يضاعف من خطر الإصابة بالخرف.
في حين أن السبب الدقيق غير معروف، يُعتقد أن قلة النوم قد تمنع الدماغ من التخلص من السموم التي تساهم في تدهور الوظيفة الإدراكية.