ربما تساءلت يوماً لماذا يتم تغطية رأس الصقر بعد اصطياده؟ منذ أزمنة سحيقة توجّه العرب إلى استئناس وتربية الحيوانات المفترسة والجارحة؛ وذلك لأنها كانت وسيلة مهمة تساعدهم في عملية اصطياد الحيوانات حيث كان الصيد وسيلة الغذاء الأساسية منذ القدم. ومن أهمّ الحيوانات التي تم استئناسها في المنطقة العربية عامة، وفي شبه الجزيرة العربية على وجه الخصوص الصقر، والذي طالما امتاز بصفات القوة والكرامة وحجمه الكبير.
مع مرور عدة أزمنة شَهِد العالم تطوراً كبيراً في مناحي الحياة، وأصبحت هناك وسائل عديدة للحصول على الغذاء، أي أنها لم تعد مقتصرة على الصيد؛ ما قلل من الحاجة لاستئناس الحيوانات بغرض الصيد، لكن عادة استئناس الحيوانات لم تتوقف، ففي استئناس الصقور أصبح هناك لقب "الصقّار” والذي بات يُطلق على مربّي الصقور وعادة مايقوم هؤلاء الصقّارون بـ تغطية رأس الصقر بعد اصطياده.
وتطوّر الأمر لاحقاً لإقامة بطولات وفعاليات اجتماعية ورياضية للصّقارين هؤلاء، ومن هذه البطولات المعرض الدولي للصيد والفروسية، والذي يتسابق خلاله الصقّارون في إبراز صقورهم وأدائهم في الصيد والطيران وأمور أخرها يبرعون فيها.
والصقور المستأنسة دائماً ما تظهر رؤوسها مغطاة بقطعة مصنوعة من الجلد، والتي تبدو كالخوذة لمن يراها. ولهذه القطعة الصغيرة التي تخفي وراءها رأس وعينيّ الصقر بالغ الأهمية في عملية ترويضه وتربيته. فما التأثير الذي تُحدثه هذه الخوذة؟ ولماذا يتم تغطية رأس الصقر ؟
ما الفائدة من وجود الخوذة الجلدية و تغطية رأس و عين الصقر ؟
اشتهرت خوذة الصقر الجلدية باسم برقع الصقر، والتي تكمن فائدتها في أنها تساهم في بقاء الصقر في حالة من الهدوء؛ تجنباً لمهاجمته لصياده بصورة مفاجئة، ومحاولته إلحاق الضرر بنفسه أو بالصيّاد.
كما أنّ من المهم أن يكون هذا البرقع بحجم ملائم لحجم رأس الصقر:
فلا يكون ضيّقاً جداً حتى لا يؤدي إلى عادة الصيح لدى الصقر، كما لا ينبغي أن يكن البرقع واسعاً فيتمكن الصقر من الرؤية أثناء ارتدائه.
والبرقع ذو الحجم المثاليّ يساعد في بقاء الصقر راكداً ولا يقاوم أو يهاجم من حوله، ويجعله في حالة من الاطمئنان والراحة.
كما يفضّل أن يكون البرقع مصنوعاً من الجلد الطبيعي؛ وذلك لأن الجلد الصناعي يتلف خلال مدة زمنية قصيرة بالمقارنة مع الجلد الطبيعي، وذلك التلف يحصل عندما يتم سقاية الصقر بالماء ما يؤدي إلى تسرّبه إلى البرقع وإتلافه.