جراءة نيوز - عمان:
احتضنت قلعة صلاح الدين الأيوبي في القاهرة مساء الأربعاء احتفالية ثقافية وسياسية وفنية بمناسبة ذكرى فتح مؤسسها لمدينة القدس الشريف وطرد الصليبيين قبل 825 عاما، ليحمل المكان والزمان بمصر بعد الثورة رمزية مهمة ودلالات خاصة.
واحتشد المئات -وأغلبهم من الشباب وطلاب الجامعات- لمتابعة الاحتفالية التي أقيمت تحت عنوان "القدس نحميها معا.. نستعيدها معا"، وساهم في إشعال حماسة المشاركين خصوصية المناسبة ومشاركة رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل ونخبة من الشخصيات السياسية والثقافية والفنية ومن الأزهر الشريف،وفي كلمة حماسية طالب مشعل ببدء التخطيط لمشروع تحرير فلسطين والقدس، مؤكدا أن هذا الحدث الاحتفالي يجمع بين عبقرية المكان والزمان بمصر العظيمة، بشعبها وقيادتها المنتخبة وحضارتها وثقافتها وأزهرها وإبداعها وتاريخها.
وأضاف "لقد عادت مصر بعد أن غابت وافتقدناها عقودا طويلة، وغابت معها حقوق الأمة، وحين تعود مصر تعود الأرض والمقدسات والأمة لتحرير القدس".
وأشار مشعل إلى أن احتفال هذا العام في قلعة صلاح الدين، تجتمع فيه دلالة الزمان والمكان في مصر بعد الثورة بذكرى تحرير القدس وبنصر أكتوبر وبتحرير سيناء بعد سنوات من الهزيمة، وأصبح على الكيان الصهيوني أن يحسب ألف حساب للأمة في عهدها الجديد.
وقال "يجب أن نشتغل بالمشاريع الكبرى، ومشروع التحرير بدأ بعماد الدين زنكي ونور الدين محمود ثم صلاح الدين الأيوبي، ومعه علماء وقضاة وشعراء وحركة الإحياء كمسيرة متكاملة"،وخاطب مشعل الرئيس المنتخب محمد مرسي قائلا "أتت بك الثورة.. أدعوك ومعك زعماء الأمة كلها، العربية والإسلامية، من اليوم إلى التخطيط لمشروع تحرير فلسطين والقدس والأقصى وكنيسة القيامة".
وأكد أن "البندقية أمانة لا يتخلى عنها أحد، والمقاومة طريقنا، ولا يعيد الحقوق إلا الدماء والتضحيات، وذلك ثابت على مر التاريخ، ومثاله مقاومة الأزهر للاحتلال الأجنبي، فمسيرة الأمة هي الجهاد والمقاومة لاسترداد الحقوق المسلوبة"،وأشار إلى أن فلسطين تبدأ بنفسها قبل أن تدعو الأمة إلى الوحدة، فواجبنا توحيد الصف الفلسطيني وفق خطة إستراتيجية جديدة قائمة على المقاومة وامتلاك أدوات القوة، والجمع بين معادلة الفعل الفلسطيني والعربي والإسلامي.
وأكد مشعل أن مصر قائدة وستظل كذلك، ودعاها إلى سرعة النهوض وتوحيد الصف الوطني، وقوة وحدتها وعلمها وتقدمها، كي تعود دولة كبرى يسودها التكافل والتعاون، ونهضتها ضرورة عربية وإسلامية لتعيد التوازن،من جانبه أكد وزير الثقافة المصري محمد صابر عرب أن "فلسطين قضية مصر والعرب المحورية وعلى رأس أولوياتها، ولا بد أن تعود الحقوق العربية المسلوبة، ويجب أن تكون على رأس أجندتنا جميعا بالمحافل الدولية، وأن تبذل كافة الجهود لاستعادتها".
وقال رئيس مؤسسة القدس الدولية رضا فهمي إنه لا بد من مواجهة المخططات الصهيونية بشكل عملي، وفي هذا الإطار يأتي تشكيل تنسيقية للعاملين من أجل القدس الثلاثاء، شارك بها أكثر من 30 منظمة تعمل للقضية، وتوحد الجهود والصفوف لقضية منسية تم تغييبها بفعل أزمات، وآن أوان استعادتها لتتصدر المشهد العربي والإسلامي.
وأضاف "لا بد من وضع إستراتيجية ممنهجة ومجدولة حتى تعود الأرض المقدسة إلى أحضان الأمة، ويجب أن يرفع عن أهلها كل أشكال الظلم والتمييز"،وأكد مستشار الرئيس المصري عصمت سيف الدولة أن "اختلال الموازين الدولية لا يعني استسلامنا للهزيمة والخضوع، والتاريخ يؤكد أن النصر بعد الهزيمة وإن استمرت لقرون أو عقود"، رافضا زرع ثقافة التخويف والإحباط وتقليل الذات، ومؤكدا أن "المقاومة علمتنا التحرر ورفض الانكسار".
"الجزيرة"