اكتشف علماء هنود طفرات طفيفة في بعض عينات فيروس كورونا "يمكنها أن تتجنب الاستجابة المناعية”، لكنهم أكدوا أن الأمر يتطلب مزيداً من الدراسة. ولكن ما مدى خطورة تلك الطفرات؟
تتميز النسخة الهندية من فيروس كورونا بأنها تجمع بين طفرتين مختلفتين، الطفرتان كل واحدة على حدة، معروفتان سابقا، فـ E484Q شبيهة بنسخة E484K التي ظهرت في بريطانيا وجنوب إفريقيا والبرازيل. كما أن طفرة L452R متواجدة أيضا في نسخة كاليفورنيا CAL.20C. لكن المقلق الآن هو أن النسخة الهندية تضم الطفرتين معا وهو أمر لم يسجل من قبل، لذلك يجري الحديث عن "متحورة مزدوجة”.
وفي نفس السياق وجود طفرتين معا في نسخة واحدة من فيروس كورونا لا يعني بالضرورة أن تكون هذه النسخة معدية أكثر أو أشد خطورة من غيرها. فتأكيد هذا الأمر يحتاج لمزيد من البحث، وذلك لعدم توفر معلومات كافية تمكن من التقييم الحقيقي لهذه النسخة الجديدة.
وقال شاهد جميل رئيس اللجنة وعالم الفيروسات الهندي البارز "نرى طفرات في بعض العينات يمكنها أن تتجنب الاستجابات المناعية”. ولم يذكر ما إذا كانت تلك الطفرات حدثت في السلالة الهندية أم في غيرها.
وأضاف "ما لم تقم بتجارب في المختبر، فلن يمكنك الجزم بذلك. في هذه المرحلة، لا يوجد سبب للاعتقاد بأنها تنتشر أو أنها يمكن أن تكون خطيرة، لكننا ذكرناها تحديداً حتى نضعها نصب أعيننا”.
ولم تعلن منظمة الصحة العالمية أن السلالة الهندية "مثيرة للقلق” كما فعلت إزاء سلالات متحورة أخرى تم رصدها أول مرة في بريطانيا والبرازيل وجنوب إفريقيا. لكن المنظمة قالت في 27 أبريل/نيسان إن تتبع تسلسل جينوم سلالة (بي.1. 617) يشير إلى معدل نمو أعلى من السلالات الأخرى في الهند.
لكن لحد الآن لا توجد معلومات كافية وموثوقة بخصوص "المتحورة المزدوجة” التي ظهرت في الهند. لذلك فمن الممكن أن تغير منظمة الصحة العالمية من تقييمها بعد توفرها على معلومات كافية بهذا الخصوص.
الخبراء الألمان يطمأنون
يقول ريشارد نيهير، رئيس مجموعة الأبحاث الخاصة بتطور الفيروسات والبكتريا بجامعة بازل في سويسرا "انطلاقا من البحوث القليلة لا يمكننا لحد الآن استنباط أحكام موثوقة، لكن علينا مراقبة الوضع عن كثب” ويضيف أن نسخة B.1.617 تستحق الاهتمام أكثر من غيرها.
أيضا رئيس قسم الفيروسات في مستشفى برلين شارتيه، كريستيان دورستن لا يرى أي سبب للقلق من النسخة الهندية من فيروس كورونا. ويؤكد على أنه بقليل من الجهد يمكن إحداث تعديلات طفيفة للجيل القادم من اللقاحات حتى تصبح قادرة على مواجهة النسخ المتحورة من الفيروس أيضا.
ووفق دراسة بريطانية جديدة فإن التطعيم يقلل خطر الإصابة بالعدوى إلى الثلثين. وحتى الذين يصابون بالفيروس رغم حصلوهم على اللقاح، فإن احتمال إصابتهم بأعراض خطيرة جراء الإصابة بالفيروس تنخفض أيضا إلى الثلثين. وهو ما يؤكد على الأقل أن هذه الفئة من المرضى غير معدية كثيرا لغيرها.