اسم وحيد شغل خلال الساعات الماضية العراقيين، إنه الطفل "محمد أيوب". فقد اختطف مجهولون صباح أمس الثلاثاء الطفل ابن الناشط العراقي أيوب الخزرجي، من منطقة الغدير في بغداد، تاركين رسالة لأبيه، تشترط عودته من أربيل إلى العاصمة العراقية لتحرير ابنه.
فيما دشن ناشطون وصحفيون عراقيون حملات على مواقع التواصل من أجل الضغط على الحكومة العراقية لمعرفة الخاطفين والجهة التي تقف خلفهم.
من جهته، روى والد الطفل البالغ من العمر 10 سنوات، للعربية نت تفاصيل ما جرى، قائلا "خرج ابني في حوالي الساعة الحادية عشرة صباح أمس للتسوق وجلب بعض الأغراض للمنزل ومنها الخبز، لكنه منذ ذلك الحين لم يعد".
رسالتان عبر تويتر وإنستغرام
كما أوضح أنه استيقظ من نومه في حدود الساعة الواحدة ظهراً ليفاجأ برسالتين أرسلت له عبر تويتر وإنستغرام. وأضاف أنه مهدد وملاحق، لذا سافر إلى مدينة أربيل منذ أربعة أشهر بسبب تعرضه لأكثر من أربع محاولات اغتيال بسبب مواقفه الداعية إلى ضرورة محاسبة الفاسدين ومحاربة الإرهاب والقتلة.
وبقلب محروق، تحدث الخزرجي عن ابنه الوحيد واصفا إياه بالطفل الهادئ الذي لا يغيب طويلا عن البيت، قائلا: "عندما نكلفه بعمل صغير يذهب ويعود سريعا".
الأحزاب والميليشيات الطائفية
إلى ذلك، رأى أن مشاركته في الاحتجاجات المدنية منذ العام 2011 في العراق، وراء خطف ابنه، مضيفا أنه اعتقل عام 2015 بسبب كتاباته ضد الأحزاب والميليشيات الطائفية.
كما أوضح أنه سيعود إلى العراق ويسلم نفسه للخاطفين مقابل ابنه، مؤكدا أن جميع الأجهزة الأمنية باتت على علم بالأمر وأنها تعمل جاهدة من أجل العثور على طفله.
وكان الوالد المصدوم غرد في وقت سابق على تويتر مؤكدا، عملية الخطف، بعد أن شكك البعض بصحة الخبر، كاتبا "ابني الوحيد يا ناس".
محطات عنيفة
يذكر أن تظاهرات العراق كانت شهدت منذ انطلاقتها في الأول من أكتوبر من عام 2019، محطات عنيفة واغتيالات وحوادث خطف طالت نشطاء وإعلاميين، وسط مناشدات لسحب السلاح المنفلت، وحماية المدنيين من عمليات الخطف والتعديات الحاصلة بشكل مستمر.
وتعالت الأصوات في البلاد مطالبة بمحاسبة القتلة الذين اغتالوا بالرصاص الغادر وكاتمات الصوت حناجر شبان صدحت بعد انطلاق التظاهرات احتجاجا على الفساد والمحاصصة في البلاد والتدخل الخارجي.
ودفعت تلك الأجواء وعمليات الترهيب والتهديد التي طالت عددا من الناشطين، بعضهم إلى الهروب إلى إقليم كردستان، حيث الوضع الأمني أكثر انضباطا.