حذر أطباء مختصون من تفشي السمنة بين المراهقين والأطفال، مؤكدين أن 41% من السعوديات يعانين من السمنة، وتوقعوا في مؤتمر صحفي أن يبلغ عدد من يعانون من السمنة في السعودية في الفئة العمرية من (5-19 عاماً) 1.864.250 فرداً بحلول 2030، وأن نسبة البدانة لدى الفئة العمرية من (10-19 عاماً) بلغت 17.1% خلال 2017، ويُتوقع أن ترتفع النسبة في 2023 إلى 23.3%، وأن يعاني 22555 فرداً ممن تتراوح أعمارهم بين 5 و19 من السمنة بحلول 2030 على مستوى العالم.
وأشارت دراسة حول الصحّة والتغذية لدى المراهقات السعوديّات إلى أن 77.6% منهنّ، من عمر 16-18 عاماً، يعانين من نقص الحديد، و18.2% منهنّ زائدات الوزن، و11.5% مصابات بالسمنة. ورجَّحت الدراسة أنهنّ غالباً لا يتناولن وجبة الإفطار ويتبعن نظاماً غذائياً عالي السكريات نتيجة تناول كميات كبيرة من الوجبات السريعة والمشروبات الغازية. من ناحية أخرى، أكدت دراسة جديدة لمنظمة الصحة العالمية نشرت في دورية لانسيت العلمية ارتفاع معدلات البدانة لدى الأطفال والمراهقين 10 أضعاف على مستوى العالم خلال الـ40 عاماً الماضية، ودعت الدراسة الحكومات إلى اتخاذ إجراءات فورية للحد من تسويق الأطعمة والمشروبات غير الصحية والمليئة بالسعرات الحرارية والسكريات الموجهة للأطفال ومنع توافرها في المدارس.
ندوات علمية لا تتوقف.. البدانة كارثة
أوضح المشرف العام على فرع الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع بجدة الدكتور سامي صالح عيد في المؤتمر الصحفي الافتراضي الذي نظمته الجمعية بالتعاون مع شركة طبية عالمية أن الجمعية تهدف من خلال تنظيم المؤتمر إلى زيادة نشر الوعي الصحي لدى كافة شرائح المجتمع في السعودية، خصوصاً في ما يتعلق بمضار ومخاطر السمنة على المجتمع بشكل عام وعلى فئة المراهقين ممن تتراوح أعمارهم بين (10 و19 سنة) من الجنسين. وشدد على أهمية دور الجمعية كجمعية طبية وعلمية متخصصة في مجال طب الأسرة والمجتمع في دعم البرامج والمساعدة على إنجاحها، والعمل على تحقيق أهدافها بما يسهم بعد عناية الله في وقاية مجتمعنا من مخاطر الإصابة بالأمراض والحد من انتشارها، ولفت في الوقت نفسه إلى الأهمية البالغة لدور الإعلام بمختلف وسائله في نشر الوعي الصحي في المجتمعات ومدى تأثيره الإيجابي على مختلف الفئات العمرية من المواطنين والمقيمين.
طبيب الأسرة .. خط الدفاع الأول
سلّط الدكتور ميلفن دي سوزا الضوء على الأبحاث الطبية العالمية التي تؤكد مدى الخطورة التي تسببها السمنة على فئة المراهقين على مستوى العالم وخصوصاً في السعودية، ما استدعى الشركة والقائمين عليها للمشاركة والتعاون مع الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع والأطباء المتحدثين لإقامة المؤتمر التوعوي للتحذير من المرض والتعريف بطرق وآليات علاجه، لاسيما أن الارتباط الوثيق بين السمنة لدى المراهقين يؤدي إلى زيادة خطورة الإصابة بداء السكري لدى الجنسين في المرحلة المبكرة للبلوغ. وألمح إلى ضرورة تكثيف البرامج التوعوية للمراهقين والآباء في ما يتعلق بالتغذية المتوازنة والنشاط الحركي وعلاج السمنة في مراحلها المبكرة بالعلاجات الفاعلة والمعتمدة.
وقدّم استشاري طب الأسرة نائب رئيس الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع بالمملكة الدكتور أشرف أمير محاضرة علمية وتعريفية بعنوان «دور طبيب الأسرة في مكافحة السمنة»، أوضح من خلالها أهمية الدور الذي يقدمه طبيب الأسرة لمجتمعه من خلال متابعته حالات المراجعين من أفراد الأسرة سواء كانوا أطفالاً أو صغاراً أو كباراً وحتى شيوخاً أثناء مراجعاتهم الدورية لمراكز الرعاية الصحية الأولية والمستشفيات، إذ يعتبر طبيب الأسرة هو خط الدفاع الأول لحماية المجتمع من مخاطر هذه الأمراض وعلاج المشكلة قبل حدوثها وبالتالي الحد من انتشارها وتفاقم مضاعفاتها.
واختتم البرنامج العلمي للمؤتمر الصحفي الافتراضي بمحاضرة قدمها استشاري الغدد الصماء للأطفال بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض الدكتور بسام بن عباس الذي سلط الضوء من خلالها على أهمية ملاحظة أوزان المراهقين والأطفال في المجتمعات، حيث تزيد نسبة السمنة في الأطفال نتيجة قلة النشاط البدني والحركي، إضافة إلى تناول الأطعمة السريعة التي تحتوي على كمية عالية من السعرات الحرارية وحذر الدكتور بسام الآباء والأمهات من انخراط الأطفال في الألعاب الإلكترونية وإهمال الأنشطة الرياضية ما تنتج عنه زيادة نسبة السمنة بين المراهقين. وتناولت دراسة أجريت في جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحيّة (KSAU-HS) العلاقات بين الأنماط الغذائيّة ومستويات دخل الأسرة والاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونيّة وعدم ممارسة الرياضة بمقدار كافٍ.