آخر الأخبار
  الترخيص المتنقل "المسائي" للمركبات بلواء بني كنانة الأحد   أمانة عمان: 4600 موظف و200 ورشة جاهزة للتعامل مع الحالة الجوية   مهرجان الزيتون يعلن إعادة الرسوم لأصحاب الأفران والمخابز   المصري: مديونية البلديات تجاوزت 630 مليون دينار   الاردن 6.4 مليار دينار حجم التداول العقاري خلال 11 شهرا   الهيئة البحرية تحذر: امواج واضطرابات قد تؤثر على حركة الملاحة   تنظيم الطاقة توجه بإدامة تزويد الكهرباء والغاز   الأمانة تنشر فرق الطوارئ بجميع مناطق العاصمة   المدافئ .. إهمال صغير يقود إلى حوادث قاتلة   ولي العهد يهنئ الأمير عمر بن فيصل   الإدارة المحلية تدعو للابتعاد عن مجاري الأودية   ظاهرة نادرة في البترا تؤكّد دقّة التوجيه الفلكي بالعمارة النبطية   مديرية الأمن العام تجدّد تحذيرها   رئيس وزراء قطر: مفاوضات إنهاء حرب غزة تمر بمرحلة حرجة   الاشغال: 110 فرق و135 آلية و20 كاسحة ثلوج للتعامل مع الحالة الجوية   النشامى بعد قرعة المونديال .. مستعدون للتحدي ومتفائلون   الأردن يلتقي الكويت في كأس العرب السبت   زخات متفرقة من المطر السبت   الأردن يرحب بقرار الجمعية العامة الذي يمدّد ولاية (أونروا)   تحذير "عالي الخطورة" من الأرصاد للعقبة ومعان والأغوار والبحر الميت

فتيات دار الحنان في اربد يَعْرِضْنَ أجسادَهنَّ العارِيةِ على قارعة الطريق والتنمية ...؟؟؟!!!

{clean_title}

جراءة نيوز - عمان:

 

الدكتور منتصر بركات الزعبي

 

اقسم باللهِ ،وإنَّه قسمٌ لو تعلمونَ عظيمٌ ،أنَّني شاهدتُ قبلَ يومين ،وعندَ منتصفِ الليلِ :سيقانًا وأفخاذًا وأياديَ وأعناقًا عاريةً ؛في فتنةٍ مثيرةٍ وعرضٍ جسديٍّ بالغِ الرُخْصِ لفتياتٍ في مقتبلِ العمر ما بين [15 – 16] عامًا ؛بمشهدٍ مخزٍ باتَ عارآ على الأردنِّ والأردنييِّن ،ولكنْ ليسَ على شاطئِ البحر الميِّتِ أو خليجِ العقبةِ أو شواطئِ العراةِ في فرنسا ؛بلْ في أحدِ شوارعِ مدينةِ اربدَ عروسِ الشمالِ صاحبةِ الصونِ والعفافِ ،وكان ذلك على مَدخلِ مُستشفى الأميرةِ رحمةَ ،أثناءَ خروجي مِن المستشفى في ضاحيةِ الحسينِ بصحبةِ زوجتِي ،الذي هالَها ما رأتْ فلطمتْ وجهَها وصرَختْ في وَجهِي يااالَلآخلاق !

 أمَّا أنا فقدْ انتابَني نوبةُ تشنجٍ وتوترٍ،وانفعالٍ ، خاصةً عندما رأيتُهنَّ يقمْنَ (بالتمخترِ) بكلِ ثقةٍ وثباتٍ ،يُماحِكْنَ دوريةَ للشرطةٍ كانتْ على مقربةٍ من المكانِ ،يُدخْنَ السجائرَ ،ويوزعْنَ الابتساماتِ ،على مَنْ تجمَّع مِنَ الشبانِ الذينَ وَقفوا في حالةِ استنفارٍ قُصوى ،وهمْ يَزأرونَ كالعلوجِ ،احتَوشُتهم الشياطين مِنْ كلِّ جانِبٍ ،ُتزَيِّنُ لهم المنكرَ ،وتحبِبُ إليهم الفحشاءَ ، وتؤزُّهم إلى المَعصيةِ أزَّاً ،ينظرونَ إليهنَّ بعيونِهم الشرِهَة ، ويسلقونَهنَّ بنظراتِهم الخبيثهِ التي تتفحصُ جميعَ تفاصيلِ أجسادِهنَّ ،كلٌ منهم يبحثُ عنْ فرصةٍ لنهشِ تلكَ الأجسادِ التي أصبحتْ ميناءً لهؤلاءِ الشبابِ ،ترسو عليهِ عيونُهم الجائعةِ وغرائِزُهم المكبوتةِ ،وفسحةُ أملٍ لإطلاقِ شهواتِهم المسعورةِ.

 

أقدِّم هذهِ الشهادةَ المعززةَ بالقسمِ عَبرَ وسائلِ الإعلامِ ؛كي أضعَ النِقاطَ على الحروفِ ونقفَ على حقائقِ الأمورِ لا على عواهِنِها ،لأنَّ الأمرَ جِدُّ جَلَل فهو يَمسُّ شريحةً مُهمَّةً في مُجتمعِنا الأردنيّ.

 

ولِكَي أضعَ المواطنَ الكريمَ في الصورةِ وحجمِ الكارثةِ ،فقدْ قُمتُ بسؤالِ بعضِ سكانِ المنطقةِ والمحالِّ عن سببِ وجودِ هؤلاءِ الفتياتِ في مثلِ هذا الوقتِ المتأخرِ من الليلِ ؛فأفاجأ بأنَّهنَّ فتياتٌ تابعاتٌ لمؤسسةِ رعايةٍ حكوميَّةٍ تابعةِ لوزارةِ التنميةِ الاجتماعِيَّةِ اسمُها [دارُ الحنانِ] ،قدْ تمردنَ على القوانين والأنظمةِ المعمولِ بها لدى هذهِ المؤسسةِ ،وأنَّهنّ يخرجْنَ في مِثل هذا الوقتِ المتأخرِ مِن الليلِ ،يرتَعْنَ في الشوارعِ ،ويَعْرِضْنَ أجسادَهنَّ العارِيةِ ،كما لو كُنَّ على منصةٍ في إحدى دورِ الأزياءِ ،ثمَّ يّقمْنَ بالجلوسِ على قارعةِ الطريقِ للغادِي والرائِح .

لِمَ يحدثُ هذا التسيّبُ وهذا التواطئُ ،وهذا الإهمالُ والتقصيرُ بحقِّ شريحةٍ هي أحوجُ ما تكونُ للرعايةِ في مؤسساتِنا الاجتماعيَّةِ ؟! وأينَ هي وزارةُ التنميَةِ الاجتماعيَّةُ مِن كلِ ما يحدثُ ؟ وما الفائدةُ مِن وجودِها إذا كانت قدْ تخلَّت عن المَهامِّ المنوطةِ بها ؟! بالأمسِ القريبِ سمعْنا عن أحداثٍ مُرعبةٍ وقعتْ على خشبة المّسرح في وزارةِ التنميَةِ الاجتماعيَّةِ ،شخوصها موظفو الوزارة وأدواتهم كل من تقطعت بهم الأسباب من المشردين والأيتام ومجهولي النسب وما زالَ المسلسلُ مستمرًا دونَ الأخذِ بعينِ الاعتبارِ لِما يجري !!

 

وزيرةُ التنمِيةُ الاجتماعيَّةُ السابقةُ سيئةُ الذكرِ"هالة لطوف" صاحبةُ الشتيمةُ الشهيرةُ "كلُّ الأردنِيين معاقون"وأثناءَ زيارتِها لدارِ الحنانِ ،رأتْ إحدى الفتياتِ محتشمة ،فقالتْ لها :هلْ أجبرَكِ أحدٌ على ذلك ؟!إذا كنتِ لا تريدينَه ،فما مِنْ أحدٍ يستطيعُ اجبارَكِ على ذلكَ ،فلكِ مُطلقُ الحريَّةِ ،انزعيه إن كنتِ لا تريدِينَهُ ،هذا ما أخبرتنِي بهِ مديرةُ الدَارةِ السابِقةِ وأقسَمَتْ على ذلِك !!فهلْ حقًا يَصلحُ هؤلاءِ لأنْ يكونوا أُمناءَ على الوطن وعِرضِهِ. وصدق من قال :

 

وَقالوا اِستَبانَت يا اِبنَ عُروَةَ اِبنَتُك فَقُلتُ لَهُم ما ذاكَ في حَقِّهِ نَقصُ

 

إذا كانَ رَبُّ البَيتِ بِالدُفِّ مولِـــــعاً فَشيمَةُ أَهلِ البَيتِ كُلِهِمِ الرَقصُ

 

كُلُّنا يعرفُ أنَّ أيّ أخلاقياتٍ غريبةٍ مُستنكَرةٍ ،وأيَّ تسللٍ للسلوكياتِ الهابطةِ يؤدي إلى انهيارِ الأخلاقِ ،ويؤكدُ ظاهرةَ التحللِ السلوكِيِّ ،وانتشارِ الرذيلةِ ،وخسارةِ الأمنِ الخلقِيِّ الذي يستتبعُ خسارةَ كلِ أمنٍ آخرَ، فالكلُ مدعوٌّ لرعايةِ حقِّ الدِّينِ والشرِف والكرامةِ ،وإنَّ الأعراضَ كلَّها بمنزلةِ عِرضِ الواحدِ مِنَّا ،فالكلُ يذودُ عنهُ ويحميهِ ،ويحافظُ عليهِ.

 

وعليهِ فيجبُ على مُؤسساتِنا الرَعويَّةِ التابعةِ لوزارةِ التنميَةِ الاجتماعيَّةِ ،ألاّ يطغى عليها التسيُّبُ والاستهتارُ والتمردُ مِن قبلِ هذهِ الفئةِ ،بذرائعَ هي أوهى مِن بيتِ العنكبوتِ ،لكفِ أيدي رجالِ الأمنِ عن تأديةِ واجبِهم في حمايةِ الأخلاقِ ،على ما هو أهمّ مِن الحفاظِ على سلامةِ النسيجِ الاجتماعِيِّ والأمنِ الخلقِيِّ ، منتبهين للنتائجِ المرعبةِ المخيفةِ لمثلِ هذهِ السلوكياتِ ،لبقاءِ المجتمعِ على خطِّ الإسلامِ القويمِ ،وفي أحضانِ أخلاقِه الكريمةِ القويمةِ الراقيةِ ،ويجبُ أنْ يتمَ ذلكَ قبلَ أنْ يتسعَ الخَرقُ على الراتِقِ ،وقبلَ أنْ تخرجَ الأمورُ عن السيطرةِ ،ويتحولَ إلمجتمعُ إلى مجتمعٍ آخرَ لا يقيمُ للأخلاقِ وزنًاً ،تعلو فيهِ كلمةُ الفسادِ وتتوارى خجولةً كلمةُ الصلاحِ .وصدقَ اللهُ العظيمُ إذْ يقولُ : (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)19النور

 

 

 

الصورة تعبيرية