آخر الأخبار
  وفاة دهسا و4 اصابات بحوادث على طرق داخلية وخارجية   مهم من التربية بشأن الرواتب المتأخرة للمعلمين الجدد   طقس لطيف اليوم وبارد نسبيًا غدًا   احمد الشرع: هيكلة جديدة للجيش السوري خلال أيام .. وما لا يقل عن نصف المواطنين السوريين يعيشون حالياً في الخارج   توضيح حول تعديل اسعار خدمات الاتصالات في الأردن   حسّان: الأردنيون المسيحيون والمسلمون يجسدون معاني المودة والتعاضد والتكافل   وفاة الفنان الأردني القدير هشام يانس   أحمد الشرع: وجود مليشيات بسوريا كان "عامل قلق" لكل دول المنطقة، وأنقذنا المنطقة من حرب عالمية ثالثة   العيسوي يلتقي أبناء عشيرة المهيدات وشباب عشائر التعامرة   هؤلاء مستثنون من قرار الحد الأدنى للأجور   هل يوجد في الأردن "أرز" مصنع من البلاستيك؟ الغذاء والدواء توضح ..   إرتفاع متوقع خلال الشهر القادم بأسعار "المحروقات" في الاردن   قرار صادر عن "مدير عام الجمارك" حول دوام موظفي مركز جمرك المنطقة الحرة في الزرقاء   هام من "وزارة الاوقاف" للمسجلين لأداء فريضة الحج   الأردنيان "جو حطاب وأبن حتوته" يلتقيان بالشرع   المملكة على موعد مع تساقط الثلوج في هذا الموعد   وزير الأوقاف يكشف عن موعد إعلان أسماء الحجاج الذين انطبقت عليهم الشروط لأداء فريضة الحج   البنك الأردني الكويتي يوقع اتفاقية تفاهم مع غرفة صناعة الأردن لإنشاء المركز الوطني للطاقة والاستدامة البيئية في الصناعة   مكافحة الفساد: إحالة 176 ملفا تحقيقيا إلى القضاء في 2024   الضمان: تطبيق قرار الحد الأدنى للأجور (290) ديناراً بداية 2025

فتيات دار الحنان في اربد يَعْرِضْنَ أجسادَهنَّ العارِيةِ على قارعة الطريق والتنمية ...؟؟؟!!!

{clean_title}

جراءة نيوز - عمان:

 

الدكتور منتصر بركات الزعبي

 

اقسم باللهِ ،وإنَّه قسمٌ لو تعلمونَ عظيمٌ ،أنَّني شاهدتُ قبلَ يومين ،وعندَ منتصفِ الليلِ :سيقانًا وأفخاذًا وأياديَ وأعناقًا عاريةً ؛في فتنةٍ مثيرةٍ وعرضٍ جسديٍّ بالغِ الرُخْصِ لفتياتٍ في مقتبلِ العمر ما بين [15 – 16] عامًا ؛بمشهدٍ مخزٍ باتَ عارآ على الأردنِّ والأردنييِّن ،ولكنْ ليسَ على شاطئِ البحر الميِّتِ أو خليجِ العقبةِ أو شواطئِ العراةِ في فرنسا ؛بلْ في أحدِ شوارعِ مدينةِ اربدَ عروسِ الشمالِ صاحبةِ الصونِ والعفافِ ،وكان ذلك على مَدخلِ مُستشفى الأميرةِ رحمةَ ،أثناءَ خروجي مِن المستشفى في ضاحيةِ الحسينِ بصحبةِ زوجتِي ،الذي هالَها ما رأتْ فلطمتْ وجهَها وصرَختْ في وَجهِي يااالَلآخلاق !

 أمَّا أنا فقدْ انتابَني نوبةُ تشنجٍ وتوترٍ،وانفعالٍ ، خاصةً عندما رأيتُهنَّ يقمْنَ (بالتمخترِ) بكلِ ثقةٍ وثباتٍ ،يُماحِكْنَ دوريةَ للشرطةٍ كانتْ على مقربةٍ من المكانِ ،يُدخْنَ السجائرَ ،ويوزعْنَ الابتساماتِ ،على مَنْ تجمَّع مِنَ الشبانِ الذينَ وَقفوا في حالةِ استنفارٍ قُصوى ،وهمْ يَزأرونَ كالعلوجِ ،احتَوشُتهم الشياطين مِنْ كلِّ جانِبٍ ،ُتزَيِّنُ لهم المنكرَ ،وتحبِبُ إليهم الفحشاءَ ، وتؤزُّهم إلى المَعصيةِ أزَّاً ،ينظرونَ إليهنَّ بعيونِهم الشرِهَة ، ويسلقونَهنَّ بنظراتِهم الخبيثهِ التي تتفحصُ جميعَ تفاصيلِ أجسادِهنَّ ،كلٌ منهم يبحثُ عنْ فرصةٍ لنهشِ تلكَ الأجسادِ التي أصبحتْ ميناءً لهؤلاءِ الشبابِ ،ترسو عليهِ عيونُهم الجائعةِ وغرائِزُهم المكبوتةِ ،وفسحةُ أملٍ لإطلاقِ شهواتِهم المسعورةِ.

 

أقدِّم هذهِ الشهادةَ المعززةَ بالقسمِ عَبرَ وسائلِ الإعلامِ ؛كي أضعَ النِقاطَ على الحروفِ ونقفَ على حقائقِ الأمورِ لا على عواهِنِها ،لأنَّ الأمرَ جِدُّ جَلَل فهو يَمسُّ شريحةً مُهمَّةً في مُجتمعِنا الأردنيّ.

 

ولِكَي أضعَ المواطنَ الكريمَ في الصورةِ وحجمِ الكارثةِ ،فقدْ قُمتُ بسؤالِ بعضِ سكانِ المنطقةِ والمحالِّ عن سببِ وجودِ هؤلاءِ الفتياتِ في مثلِ هذا الوقتِ المتأخرِ من الليلِ ؛فأفاجأ بأنَّهنَّ فتياتٌ تابعاتٌ لمؤسسةِ رعايةٍ حكوميَّةٍ تابعةِ لوزارةِ التنميةِ الاجتماعِيَّةِ اسمُها [دارُ الحنانِ] ،قدْ تمردنَ على القوانين والأنظمةِ المعمولِ بها لدى هذهِ المؤسسةِ ،وأنَّهنّ يخرجْنَ في مِثل هذا الوقتِ المتأخرِ مِن الليلِ ،يرتَعْنَ في الشوارعِ ،ويَعْرِضْنَ أجسادَهنَّ العارِيةِ ،كما لو كُنَّ على منصةٍ في إحدى دورِ الأزياءِ ،ثمَّ يّقمْنَ بالجلوسِ على قارعةِ الطريقِ للغادِي والرائِح .

لِمَ يحدثُ هذا التسيّبُ وهذا التواطئُ ،وهذا الإهمالُ والتقصيرُ بحقِّ شريحةٍ هي أحوجُ ما تكونُ للرعايةِ في مؤسساتِنا الاجتماعيَّةِ ؟! وأينَ هي وزارةُ التنميَةِ الاجتماعيَّةُ مِن كلِ ما يحدثُ ؟ وما الفائدةُ مِن وجودِها إذا كانت قدْ تخلَّت عن المَهامِّ المنوطةِ بها ؟! بالأمسِ القريبِ سمعْنا عن أحداثٍ مُرعبةٍ وقعتْ على خشبة المّسرح في وزارةِ التنميَةِ الاجتماعيَّةِ ،شخوصها موظفو الوزارة وأدواتهم كل من تقطعت بهم الأسباب من المشردين والأيتام ومجهولي النسب وما زالَ المسلسلُ مستمرًا دونَ الأخذِ بعينِ الاعتبارِ لِما يجري !!

 

وزيرةُ التنمِيةُ الاجتماعيَّةُ السابقةُ سيئةُ الذكرِ"هالة لطوف" صاحبةُ الشتيمةُ الشهيرةُ "كلُّ الأردنِيين معاقون"وأثناءَ زيارتِها لدارِ الحنانِ ،رأتْ إحدى الفتياتِ محتشمة ،فقالتْ لها :هلْ أجبرَكِ أحدٌ على ذلك ؟!إذا كنتِ لا تريدينَه ،فما مِنْ أحدٍ يستطيعُ اجبارَكِ على ذلكَ ،فلكِ مُطلقُ الحريَّةِ ،انزعيه إن كنتِ لا تريدِينَهُ ،هذا ما أخبرتنِي بهِ مديرةُ الدَارةِ السابِقةِ وأقسَمَتْ على ذلِك !!فهلْ حقًا يَصلحُ هؤلاءِ لأنْ يكونوا أُمناءَ على الوطن وعِرضِهِ. وصدق من قال :

 

وَقالوا اِستَبانَت يا اِبنَ عُروَةَ اِبنَتُك فَقُلتُ لَهُم ما ذاكَ في حَقِّهِ نَقصُ

 

إذا كانَ رَبُّ البَيتِ بِالدُفِّ مولِـــــعاً فَشيمَةُ أَهلِ البَيتِ كُلِهِمِ الرَقصُ

 

كُلُّنا يعرفُ أنَّ أيّ أخلاقياتٍ غريبةٍ مُستنكَرةٍ ،وأيَّ تسللٍ للسلوكياتِ الهابطةِ يؤدي إلى انهيارِ الأخلاقِ ،ويؤكدُ ظاهرةَ التحللِ السلوكِيِّ ،وانتشارِ الرذيلةِ ،وخسارةِ الأمنِ الخلقِيِّ الذي يستتبعُ خسارةَ كلِ أمنٍ آخرَ، فالكلُ مدعوٌّ لرعايةِ حقِّ الدِّينِ والشرِف والكرامةِ ،وإنَّ الأعراضَ كلَّها بمنزلةِ عِرضِ الواحدِ مِنَّا ،فالكلُ يذودُ عنهُ ويحميهِ ،ويحافظُ عليهِ.

 

وعليهِ فيجبُ على مُؤسساتِنا الرَعويَّةِ التابعةِ لوزارةِ التنميَةِ الاجتماعيَّةِ ،ألاّ يطغى عليها التسيُّبُ والاستهتارُ والتمردُ مِن قبلِ هذهِ الفئةِ ،بذرائعَ هي أوهى مِن بيتِ العنكبوتِ ،لكفِ أيدي رجالِ الأمنِ عن تأديةِ واجبِهم في حمايةِ الأخلاقِ ،على ما هو أهمّ مِن الحفاظِ على سلامةِ النسيجِ الاجتماعِيِّ والأمنِ الخلقِيِّ ، منتبهين للنتائجِ المرعبةِ المخيفةِ لمثلِ هذهِ السلوكياتِ ،لبقاءِ المجتمعِ على خطِّ الإسلامِ القويمِ ،وفي أحضانِ أخلاقِه الكريمةِ القويمةِ الراقيةِ ،ويجبُ أنْ يتمَ ذلكَ قبلَ أنْ يتسعَ الخَرقُ على الراتِقِ ،وقبلَ أنْ تخرجَ الأمورُ عن السيطرةِ ،ويتحولَ إلمجتمعُ إلى مجتمعٍ آخرَ لا يقيمُ للأخلاقِ وزنًاً ،تعلو فيهِ كلمةُ الفسادِ وتتوارى خجولةً كلمةُ الصلاحِ .وصدقَ اللهُ العظيمُ إذْ يقولُ : (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)19النور

 

 

 

الصورة تعبيرية