جو بايدن .. فقد زوجته ورضيعته بشكل مأساوي بعد شرائهما شجرة الميلاد
عاش جو بايدن منافس الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الجارية حاليًا حياة عائلية مأساوية كما تم وصفها بعد أن فقد زوجته الأولى وطفلته الصغرى عام 1972، إضافة إلى وفاة نجله بيو بعد معاناته من سرطان المخ، والذي كان قد عمل لفترتين كنائب عام لولاية ديلاوير، واختار ألا يترشح لفترة ثالثة.
وفارقت زوجة بايدن، نيليا، البالغة من العمر 30 وابنته ناومي التي كانت في عمر الـ 13 شهراً، الحياة بعد عودتهما من شراء شجرة عيد الميلاد قبل أيام قليلة من حلوله عام 1972، في حادث سير مروّع، حين اجتاحت مقطورة جرار محملة بالذرة سيارتهما الشيفروليه العائليّة.
وتناثرت في الشارع بمسرح الحادثة منشورات وملصاقات من حملة سيناتور ديلاوير الشاب المُنتخب، كانت محملة في السيارة. ونجا من تلك الفاجعة ابنا جو بايدن، جوزيف "بو" بايدن الثالث، وروبيرت هانتر بايدن. وبعد 40 سنة من المأساة توفي "بو" جراء إصابته بسرطان الدماغ.
وجاءت الفاجعة بعد أن تم انتخاب بايدن لأول مرة في مجلس الشيوخ عام 1972، لكنه استقال في البداية من مقعده قبل أن يؤدي القسم ليكون مع نجليه في المستشفى غير أنه أدى القسم في النهاية بالمستشفى وهو بجوار نجليه في سريريهما.
ولكن قبل ذلك فإن نيليا زوجة بايدن كانت قد أبدت سعادتها الغامرة بانتخاب زوجها في مجلس الشيوخ، وسألته استنادًا لـ "ذا نيوز جورنال": "جوي، وماذا بعد (هذا الفوز)؟ الأمور جيدة جداً".
وعندما كان السيناتور المنتخب في واشنطن العاصمة يقابل العاملين في مكتبه الجديد قبل أسبوع من عيد الميلاد، تلقّى مكالمة هاتفية أخبرته بموت زوجته وطفلته. وعن ذلك ذكر بايدن فيما بعد في خطاب ألقاه لخريجي جامعة ييل، "إثر تلك المكالمة تبدّل عالمي برمّته وإلى الأبد".
وكان السيناتور الجديد وقتها قد خطط في أن تقوم زوجته الراحلة، بتنظيم وترتيب شؤون مكتبه في "الكابيتول هيل" (مبنى مجلس الشيوخ الأميركي). وبهذا الشأن قال بايدن في خطابه بجامعة ييل "بوسعي الآن تذكّر أمي – السيدة الطيبة – وهي تنظر إليّ بعد أن غادرنا المستشفى وتقول "جوي، سيحمل هذا الأمر الفظيع الذي حلّ بك أمراً خيّراً إن سعيت جاهداً إليه".
كما قال بايدن في كتابه "أوعدني يا أبي" الصادر عام 2017: "في البداية بدا الألم عصيّاً على الاحتمال، واستلزمني وقت طويل كي أشفى منه، بيد أني نجوت من ذاك البلاء المعذَّب. أكملت طريقي، بفضل كثير من الدعم، وأعدت بناء حياتي وحياة أسرتي".
ووفق وسائل إعلام أميركية فإن حياة جو بايدن قد شابها عدد من المآسي الشخصية بدءا من والده الذي انهارت حياته العملية بينما كان جو لا يزال طفلا، مرورًا بحادث السيارة، ثم النزيف في المخ الذي تعرض له وكاد أن يقتله عام 1988 بعد استبعاده من سباق الرئاسة.
وتزوج بايدن مرة ثانية من جيل جيكبس، التي كانت آنذاك طالبة في جامعة ديلاوير، بعد 5 أعوام من ذاك الحادث المميت، وقد التقيا إثر موعد مدبر، وعقد الثنائي قرانهما في 17 يونيو (حزيران) 1977 في كنيسة الأمم المتّحدة بمدينة نيويورك. وحضر كلّ من ولديه، بو وهانتر، حفل الزفاف وشهر العسل. وفي ما بعد، أطلق هانتر على وليدته اسم ناومي، تيمناً بشقيقته الراحلة وتكريماً لها.
ويُقال وفق مهتمين بالشأن الأميركي إن مسار التعافي المستمر لجو بايدن من صدمة موت زوجته الأولى وطفلته الصغرى قد لعب دوراً حاسماً في حياته المهنية كرجل سياسي. ويظهر ذلك جليّاً في طريقة كلامه مع الجماهير في مسائل تتعلّق بالحزن والأسى والفقدان، وصولاً إلى تعبيره عن وجهة نظره بموضوع الرعاية الصحيّة.