جراءة نيوز-عمان-زياد الغويري :
شكى احد اطباء الامتياز من واقع مرير ومعاناة حقيقية عبر رسالة وصلت لزاوية رسالة الى المحرر شرح فيها واقع اطباء الامتياز وحقيقة معناتهم والتي أشارت الى أن وزارة الصحة مكافئة تكتفي براتب 97 دينار شهريا خلال سنة الأمتياز في حين لا يزيد راتبه في مشافي الجامعات عن 150 دينار أما مستشفيات الخدمات الطبية الملكية فلا تدفع شيئا
وتاليا نص الرسالة :
البداية انا احد الأطباء خريجي الجامعات الاردنية / كلية الطب، قبل الحديث عن معاناة اطباء الامتياز اود ان اوضح المقصود بـسنة الامتياز للاطباء ( الطب البشري) : هي المدة التي يقضيها الطبيب بعد حصوله على درجة البكالوريوس في الطب والجراحة العامة مباشرة بعد تخرجه ولمدة 12 شهرا وذلك للحصول على مزاولة المهنة الدائمة والتسجيل الدائم بنقابة الاطباء.
وخلال هذه السنة يعمل طبيب الامتياز في احدى مستشفيات وزراة الصحة او الخدمات الطبية الملكية او المستشفيات الجامعية او مستشفيات القطاع الخاص وتوكل لطبيب الامتياز مسؤولية معاينة المرضى الجدد فور وصولهم للمستشفى بالتعاون مع الطبيب المقيم ومتابعة حالات المرضى في القسم ومتابعة الفحوصات الخاصة بهم وكذلك ادخال المرضى وكتابة السيرة المرضية و كتابة تقارير خروج المرضى تحت اشراف المقيم المسؤول او الاخصائي بالاضافة الى المناوبات الليلة شهريا .
بعد هذه المقدمة البسيطة اود الحديث هنا عن معاناة الكثير من أطباء الامتياز خلال هذه السنة ، بعد انهاء 6 سنوات من الدراسة والمثابرة والحصول على هذه الدرجة العلمية المرموقة فما هي النتيجة؟! تكافئنا وزارة الصحة الاردنية براتب او حتى انه ليس براتب وانما "مكافئة" مادية بسيطة بل "مذلة" وهى 97 دينار اردني شهريا خلال سنة الامتياز!
لماذا؟ ايعقل ان طبيب عمره 24 عاما ان ياخذ 97 دينارا في الشهر لا تكفي للمواصلات والاكل؟! ايعقل بان يطلب الشاب مصروفه من اهله بعد ان اصبح "طبيبا"؟!،باي حق واي قانون واي عرف؟! بعرف الفساد والمفسدين الذين يتقاضون رواتبا بالالاف الدنانير! ام بعرف انه الطبيب حديث التخرج لا يستحق ان ياخذ راتبا يستطيع ان يؤمن به احتياجاته الاساسية من مواصلات واكل وكتب ومراجع ورسوم امتحانات عالمية!.
الا نستحق ذلك؟! هل يقبل العامل المصري ( ولهم كل الاحترام والتقدير) الذي لا يحمل اي شهادة باقل من 10 دنانير مقابل 8 ساعات عمل؟ ،فكيف لي ان اقبل ب اقل من 4 دنانير في اليوم وانا احمل شهادة الطب! الهذه الدرجة اصبحنا ممتهنين! ولا تقف الامور على هذه الحد وانما تتعدى الحدود لتصل بتاخر صرفها لمدة طويلة 3 شهور مثلا! اي كل 3 تحصل على جزء من هذه المال البخيس! .
ولا تقف المشكله هنا وانما يمكن ان لا يتم صرفها على الاطلاق بحجة عدم توفر ميزانية ولا يستطيع الطبيب ان يطالب بالمال وذلك بسبب التوقيع على ورقة عدم مطالبة الوزارة باي التزام مالي مقابل السماح لنا بالعمل في مستشفيات وزارة الصحة! اما المستشفيات الجامعية فتدفع 150 دينار شهريا لبعض الاطباء ويحرم جزء كبير من الاطباء لعدم توفر ميزانية و يحدث نفس الشي في المستشفيات الخاصة كذلك!.
اما مستشفيات الخدمات الطبية الملكية فلا تدفع شيئا اي ان الطبيب المدني يكون غير مدفوع الاجر لمدة 12 شهرا خلال الامتياز! اي مهزلة هذه! انها شهادة الطب وليست اي شهادة اخرى مع احترامي لجميع الشهادات العلمية ولكن مهنة الطب اكثرها سموا ومسؤولية كبيرة على عاتق الطبيب وكل هذا من دون مقابل في السنة الاولى من العمل!.
قبل ان انهي عرض القضية اود ان ارد على كل شخص يقول " ما انت في بداية حياتك ليش مستعجل على رزقك" واقول لمثل هؤلاء الاشخاص نحن لا نطلب راتبا ضخما وانما راتبا يكفي لسد الاحتياجات الاساسية ولو تعلم كم صرفنا على دراستنا في الجامعة فلن تتجرأ ان تسال هذه السؤال! .
لا يسعني الا ان اقول حسبي الله ونعم الوكيل والله الغني عن مال وزارة الصحة والحمد لله الذي اعطى المظلوم دعوة لا ترد وادعوا بها على كل ظالم ومسؤول يعرف معاناة اطباء الامتياز ويسكت عنها فالاحظ ان الكثير من وسائل الاعلام تعرض قضايا غير مهمة اما كمثل هذه القضية فلا تعرض على المسؤولين لماذا؟ في النهاية اود ان اقول : لا تلومونا على هجرتنا للخارج من اجل المال واذا بقي الوضع المادي للاطباء كما هو عليه فسياتي وقت نعلن فيه عن حاجتنا للاطباء بسبب هجرة الاطباء الى الخارج واللبيب بالاشارة يفهم!