دعا شيوخ ووجهاء ومواطنون في محافظة البلقاء الى الحد من مظاهر التبذير في الولائم التي تقام عن الشخص المتوفى او ما يسمى بـ «فطرة الميت».
وطالبوا اهل المتوفى ان كانوا مقتدرين ماليا التبرع بالاموال عن روح الميت للايتام والارامل وانفاقها في اوجه اخرى قد تفيد المدارس والمستشفيات كصدقة جارية.
وطالب الشيخ محمد عبودي العوايشة ايقاف عادة ما يعرف بفطرة الميت والتي عدها عادة سيئة تنفق فيها الأموال على غير المستحقين.
وقال العوايشة إنه لا مانع من اقامة افطار مختصر لاقارب الميت لتذكره والدعوة له وتوثيق صلة الرحم بينهم.
ودعا الى استغلال الاموال في شراء كسوة العيد للايتام والارامل والمحتاجين او توزيعها لوجه الله في المساجد وغيرها بما ينفع المجتمع.
واوضح الشيخ علي مفلح العلاوين ان فطرة الميت كانت تقام عن روح الشخص المتوفى، اخذت بالتلاشي تدريجيا في منطقة عيرا بحيث يقتصر الموضوع على اقامة افطار في اول يوم برمضان عن روح المتوفى يتم دعوة اقاربه وجيرانه بعيدا عن التبذير والتكاليف الباهضة.
وقال الشيخ فالح الرحامنة ان اقامة الولائم عن روح الشخص المتوفى كانت تجري كعادة في الخمسينات والستينات والسبعينات حيث كانت تسمى بـ «غرة رمضان» الا انها اصبحت تتلاشى وتندثر في منطقة يرقا تدريجيا لقناعة اهل المتوفى بالتصدق عن روحه على محتاجين من نفس العشيرة او من ابناء المجتمع المحلي.
وانتقد الناشط الاجتماعي صخر الزعبي اقامة ما يعرف بفطرة الميت التي يدخل فيها نوع من التبذير حيث تبلغ تكلفة الوليمة الواحدة نحو 5000 دينار، ويتم دعوة شخصيات وذوات وليس اشخاص محتاجين للافطار، داعيا الى ايقاف هذه العادة التي بات المواطنون يعدونها نوعا من التباهي والتفاخر داخل العشيرة الواحدة وبين العشائر الاخرى.
وبين رئيس منتدى درة البلقاء الوجيه عبد الله خريسات ان اقامة الوليمة عن روح الشخص المتوفى في شهر رمضان عادة سيئة يدخل فيها الترف والنفاق والرياء والمجاملات الكاذبة متسائلا لماذا لم يدع رحم الشخص المتوفى من النساء والارامل والاطفال والايتام باقامة افطار مختصر يقتصر على المقربين ويكونون بذلك حازوا الاجر والثواب.
وقال مدير عام مؤسسة نماء للتنمية وبناء القدرات اشرف الشنيكات ان الولائم التي يقيمها اهل المتوفى في اول رمضان يأتي بعد وفاته هي للاسف «كلمة حق يراد بها باطل» فالعنوان جميل وهو عمل خيري لوجه الله وعن روح فقيد العائلة ولكن الواقع مختلف تماما حيث ان المدعوين للافطار ليسوا من المحتاجين والفقراء وانما في غالبية الافطار يكونون من الاقارب والمعارف والعلاقات الشخصية والنخب المجتمعية وبالتالي لا يكون اجر هذا الطعام قد وصل لعدم اطعامه لفقير او محتاج حقيقي.
وانتقد الشنيكات قيام غالبية اصحاب الافطارات برمي بقايا الطعام في الحاويات، لان الزائد عن الحاجة يكون كبيرا ولا يوزع للمحتاجين، بل يتم التخلص منه، وهو اسراف شديد يترتب عليه اثم بدل سعي اهل المتوفى للاجر والثواب.
واضاف إنه يفضل التبرع بثمن الولائم او اي مبلغ في مقدور العائلة من اجل عمل خيري حقيقي من كسوة للفقراء قبل الاعياد او طرود غذائية للمحتاجين والايتام وغيرها من اوجه العمل الخيري الذي يعود بالاجر والثواب.
وطالب رئيس جمعية نشامى ونشميات البلقاء انس كلوب باستغلال تكاليف فطرة الشخص المتوفى لاغراض اخرى قد تكون في المساجد او المدارس او الانفاق على الاسر العفيفة.
واوضح ان اقامة الوليمة عن الشخص المتوفى تكون بهدف توثيق العلاقات مع الشخصيات والذوات والمعارف بحجة اقامة فطرة للميت.
وبين مفتي محافظة البلقاء الدكتور هاني العابد ان ما ينفع الشخص بعد موته هو ولد صالح يدعو له او صدقة جارية او علم ينتفع به بين الناس.
وقال الدكتور عابد الافضل لذوي الشخص المتوفى البحث عن حاجات المجتمع بمدارسهم ومساجدهم ومستشفياتهم وحاجات الاسر العفيفة وان يكون من باب الصدقات الجارية عن المتوفى اضافة الى الدعاء له والاستغفار بعيدا عن مظاهر الاسراف التي ترهق اهل المتوفى من جهة وينتفع منها غير المستحقين من جهة اخرى.
ودعا الدكتور عابد الى عدم التبذير والقاء الطعام الزائد من اقامة الولائم في سلة النفايات بل ان توضع بطريقة حضارية بحيث ينتفع منها الاشخاص المحتاجون لان الله عز وجل نهى عن التبذير.