آخر الأخبار
  ماذا نعرف عن المتحوّر الجديد للإنفلونزا المنتشر في 34 دولة؟   مهم حول رفع اشتراك الضمان   جمال السلامي يعبّر عن شعورٍ ممزوج بالحسرة والفخر بعد مباراة النشامى   أجواء باردة نسبيًا في أغلب المناطق حتى الثلاثاء   الأرصاد: لا حالات مطرية متوقعة حتى 25 كانون الأول   هل سيخضع السلامي للضريبة؟   تأخير بدء امتحانات الطلبة في لواء البترا السبت   الأرصاد: مربعانية الشتاء الأحد .. واستعدوا لأبرد فترات السنة   الأردن يتسلم رئاسة الدورة 45 لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب   سان جورج الفحيص- يطلق موسماً احتفالياً بعيد الميلاد المجيد   الأردنيون يستقبلون "النشامى" ابطال الوصافة التاريخية لكأس العرب   الانقلاب الشتوي يبدأ الأحد 21 كانون الأول 2025… ومربعينية الشتاء تدخل أبرد أيام العام   ولي العهد للنشامى: رفعتم معنويات كل الأردن .. والمرحلة القادمة مهمة   النشامى يعودون إلى عمان الجمعة بعد وصافة كأس العرب 2025   تقرير فلكي حول إمكانية رؤية هلال شهر رجب   أجواء باردة في أغلب المناطق الجمعة   الامن العام يحذر مجدداً من هذه المدافئ   السلامي: لا يمكن مؤاخذة أبو ليلى أو غيره على الأخطاء   حسان للنشامى: رائعون ومبدعون صنعتم أجمل نهائي عربي   البوتاس العربية" تهنّئ المنتخب الوطني لكرة القدم بحصوله على لقب وصيف كأس العرب

من القصر إلى المعتقل .. ما الذي ينتظر البشير في ”سجن كوبر“؟

{clean_title}

في سجن كوبر، استقر المقام بالرئيس المعزول عمر البشير، بعد ثلاثين عامًا قضاها في قصره الرئاسي بالعاصمة الخرطوم، وسط الحراسات الأمنية المشددة التي كانت تطوف القصر وما جاوره من مؤسسات الدولة ليلًا ونهارًا لحمايته.

واليوم، بعد الإطاحة بالبشير من قبل وزير الدفاع السابق ونائبه الأول الفريق أول عوض بن عوف الأسبوع الماضي، وترحيله إلى سجن كوبر، اختلف وضع الحراسة المشددة، حيث أصبح الهدف منها معاقبته بدلًا من حمايته بعكس ما كان يحدث في عهده السابق.

ورغم أن السجن لا يمارس مع الذين يأتون إليه تعذيبًا يذكر، إلا أنه يعتبر من السجون التي اشتهرت بتنفيذ أحكام الإعدام على خلفيات سياسية، حيث شهد السجن في عام 1959 إعدامات ضباط شباب بقيادة البكباشي علي حامد، بعد فشله في محاولة انقلابية على حكم إبراهيم عبود آنذاك.

وبعدها توالت سلسلة الإعدامات، حيث أعدمت قيادات الحزب الشيوعي السوداني عام 1971 في أعقاب فشل الانقلاب الذي قاده الرائد هاشم العطا، حيث أعدم أمين عام الحزب عبد الخالق محجوب، وأمين عام اتحاد نقابات عمال السودان وعضو اللجنة المركزية لاتحاد العمال العالمي الشفيع أحمد الشيخ.

وفي عهد الرئيس الأسبق جعفر نميري شهد السجن أيضًا تنفيذ حكم الإعدام على زعيم الحزب الجمهوري محمود محمد طه.

وبالرغم من أن السجن يضم عدة أقسام متنوعة بداخله، إلا أن السودانيين لا يعرفون الكثير عنه سوى أنه بيت للمعتقلين السياسيين والأشخاص الذين انتهى بهم الأمر إلى الإعدام بتهم جنائية خطيرة للغاية، أو من هم اعتقلوا في قضايا كبيرة كأصحاب ”القروض" البنكية الضخمة وغيرهم.

وللسجن ”سيئ السمعة" تاريخ حافل في مسلسل الاعتقالات السياسية منذ الاستعمار البريطاني، فقد شيده البريطانيون في العام 1903، إبان فترة استعمارهم للسودان، بأمر من الجنرال كتشنر باشا، للزج بالسياسيين والطلاب الوطنيين فيه، عندما بدأت أصوات ترتفع في وجه المستعمر للمطالبة برحيله عن البلاد.

ومن أبرز الذين زجت بهم السلطات البريطانية في سجن ”كوبر"، إبان الاحتلال، زعيم الاستقلال إسماعيل الأزهري مع قيادات بالحركة الوطنية، قبل أن يصبح رئيس أول حكومة وطنية بالسودان، وقيادات حركة جمعية اللواء الأبيض، بجانب مجموعة من الضباط السودانيين الذين اشتبكوا مع القوات البريطانية وقتها وانتهى بهم الأمر إلى الإعدام رميًا بالرصاص داخل السجن.



وفي حكم البشير، استمرت حلقات مسلسل هذا السجن ”المخيف" السيرة للسودانيين أنفسهم، حيث انتهجت الأجهزة الأمنية السودانية ذات النهج الذي كانت تتبعه بريطانيا في قمع السياسيين وأصوات الرأي المعارضة آنذاك.

ومن أبرز الرموز السياسية التي مكثت في سجن ”كوبر" حسن الترابي، الأمين العام السابق لحزب المؤتمر الشعبي، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في السودان، والصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي، بجانب فاروق عيسى رئيس تحالف قوى الإجماع الوطني، وغيرهم من القيادات الحزبية التي كانت تنتقد نظام البشير وسياساته .

ويقع السجن، الذي تقدر مساحته بما يقارب خمسة آلاف متر مربع، على شارع رئيسي لمدينة الخرطوم بحري، وفي موقع قريب من جسر القوات المسلحة الذي يربط العاصمة بمدينة الخرطوم بحري، وقد بني على طريقة السجون البريطانية.