ما إن حطت الطائرة التي حطت في مطار الملكة علياء وعلى متنها المتهم الفار عوني مطيع حتى تنفس رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز الصعداء محاولا طرد زفير الجو السياسي المحتقن الذي هدد على مدى الأسبوعين الماضيين "فرصته السياسية الطازجة"، فالحراكات في الشارع التي هيأت للرزاز الفرصة ليكون في الموقع التنفيذي الأول في البلاد هي نفس الحراكات التي هددت بإسقاطه بالقرب من مكتبه في الدوار الرابع.
لم يعد سرا في الأوساط السياسية الأردنية أن مطيع جلب معه من تركيا للرزاز "طوق نجاة" على الأرجح أن الرئيس كان وسيكون في أمس الحاجة إليه خصوصا مع استمرار جو الشحن السياسي ضد الرئيس الذي للإنصاف يجب القول إنه لا يتحمل وزر العديد من القنابل التي انفجرت تحت كرسيه أو تلك التي تستعد للانفجار، فيما يُعْتقد أن الرزاز "صائد الفرص" سيُحْسِن استقبال "التمريرة الأمنية الذكية" بجلب مطيع، إذ سيُسجّل منها الرزاز هدفا سياسيا أو أكثر لتنفيس احتقانات الشارع الذي لم يسمع منذ قضية الجنرال السجين محمد الذهبي عن أي قضايا فساد دسمة.
الرزاز الذي لجأ إلى تويتر مغردا بفرح عن "القول والفعل" وعن استدعاء مفردة جلالة الملك عبدالله الثاني بخصوص الفساد بشأن "كسر ظهر الفساد" قبل أن يلمح بذكاء سياسي بأن "للحديث بقية" في إشارة ضمنية يمكن تسييلها باتجاه أن عوني مطيع ليس سوى البداية في جلب "رؤوس فاسدة" تحدث الشارع عن ضرورة حلبها لتشكيل أرضية صلبة قبل الوقوف عليها لغايات إعادة بناء الثقة بين الدولة والمواطن.
الرزاز سعيد ومرتاح وهذا من شأنه أن يُفرّغه للتفكير بملفات أخرى لتشكيل حالة انفراج داخلية بالتزامن مع قانون العفو العام الذي بات قاب قوسين أو أدنى وهو ما سيُرِيح الناس.