آخر الأخبار
  المصري مستغربًا: لماذا يتبع ديوان المحاسبة إلى الحكومة؟   الهميسات للنواب: مناقشة تقرير ديوان المحاسبة لا تسمن ولا تغني من جوع   النعيمات: كيف لرئيس ديوان المحاسبة مراقبة رئيس وزراء عينه دون مقابلة؟   المعايطة: انضمام المملكة في برنامج الدخول العالمي للولايات المتحدة سيكون له أبعاد سياحية إيجابية كبيرة للأردن   إيعاز صادر عن "رئيس الوزراء" .. وضريبة الدخل ستبدأ التنفيذ إعتباراً من صباح الاحد   بدء صرف 25 مليون دينار رديات ضريبية عن عام 2024 الأحد   بعد اتفاق تبادل الأسرى والمحتجزين في اليمن .. الخارجية الاردنية تصدر بياناً   مساعدات اوروبية جديدة للأردن بقيمة 500 مليون يورو   بلدية الزرقاء تتحرك قانونياً ضد المتورطين بسرقة المناهل   وزير المياه: الموسم المطري أفضل من العام السابق   تخريج دفعة جديدة من كتائب الشرطة المستجدين   "ديوان المحاسبة" 2024: 609 ملايين دينار كلفة الإعفاءات الجمركية   التربية: تدفئة 1249 قاعة امتحانية استعدادا للتوجيهي في الأجواء الباردة   مذكرة نيابية تطالب بدعم "النشامى" من مخصصات الترويج السياحي   استمرار دوام أسواق المؤسسة المدنية الخميس والجمعة   الصبيحي: 52 ألف موظف حكومي أحيلوا للتقاعد المبكر منذ 2020   دوام الضريبة السبت لتمكين المكلفين من التسديد قبل نهاية العام   ارتفاع الصادرات الأردنية لسوريا إلى 203 ملايين دينار   النواب يحيل تقرير ديوان المحاسبة إلى اللجنة المالية   إنخفاض فاتورة الأردن النفطية إلى 2.173 مليار دينار خلال 10 أشهر

لغز توزير مكرم القيسي لثلاث شهور .. ولعنة حقيبة وزارة الشباب

{clean_title}
جراءة نيوز - ماهر ابو طير يكتب ..

من اللافت للانتباه ان الحكومات المتتالية تتعامل مع بعض الوزارات، باعتبارها مجرد وزارات شكلية، والحكومات التي تعلن في برامجها، خططا وعناوين عامة، هي ذاتها التي لا تسمح بتنفيذ هذه الخطط، والعناوين، بسبب طريقة التوزير اساسا، ثم الفوضى الخلاقة التي نراها عند كل تشكيل او تعديل.

انا لا اتكلم عن هذه الحكومة حصرا، حتى لا تبدو القصة ثأرية لسبب او آخر، لكن دعونا نتأمل فقطـ، التغيرات على وزارة مهمة، مثل وزارة الشباب، التي يأتي اليها الوزراء عدة اشهر فقط، وهي شهور لا تكفي اساسا، لمعرفة ملفات الوزارة، بل ان اللافت للانتباه ايضا، ان كل وزير يأتي لهذه الوزارة وبعد ان يبدأ باستكشاف ملفات وزارته، يتم اخراجه، عبر الخبرة والتراكم وهذا ما شهدناه مثلا، في خروج وزير الشباب مكرم القيسي، الذي خرج من الحكومة بعد ثلاثة شهور وهي شهور بالكاد تكفي لاستبصار طبيعة الوزارة وملفاتها، فلا تعرف لماذا خرج، بل يتم ترك السؤال غامضا.

ليس ادل على ذلك من حكايات سابقيه،ايضا، فكل وزراء الشباب يأتون لثلاثة اشهر الى ستة اشهر، فلا يعرف احد لماذا يأتون ولماذا يخرجون، بل ان المشكلة الاكبر التي لا يتنبه اليها احد، هذه الاضرار التي يتم ايقاعها بالاشخاص عبر الايحاء انهم سبب عرقلة الحكومة، او تأخر الانجازات، فيتم اخراجهم، واشاعة الغموض حولهم، وكأن الدنيا سوف تمطر سمنا وعسلا بعد خروجهم، ولا تفسر لنا اي حكومة، لماذا يتم توزير شخص، لاربعين يوما، او ثلاثة اشهر، ثم احالته الى التقاعد؟!.

اضافة الى ما سبق، فإن دمج الوزارات، معا، ثم اعادة الفك والتركيب، ثم الدمج، ثم اعادة ايقاع الطلاق، لا ينم اساسا عن توجه لتوفير النفقات، كما يشاع، والسبب بسيط، اذا كثيرا ما تكون بعض الوزارات بحاجة الى تفرغ كامل، وتخصص وتعب وجهد، فكيف يمكن دمج وزارتين في وزارة واحدة، والطلب من وزير واحد،ادارة وزارتين معا، وهذا خلل شهدناه في كل الحكومات السابقة، وبدلا من التركيز على الانجاز والجهد والكفاءة، تتم مشاغلتنا بقصص الفك والتركيب، واعادة الفك والتركيب، وعقد القران بين وزارتين، ثم ايقاع الطلاق، وهكذا يضيع الوقت في هكذا قصص، وقد كان الاولى تركيز كل وزير على ملف واحد، او ملفات متقاربة، لكننا نشهد دمجا لوزارات لا يمكن التجسير بينها، مهما خرج علينا البعض ليقول ان هذا ممكن.

التعديلات على الحكومات مهمة بلا شك، وهي تظهر الدعم لاي حكومة، لمنحها القوة والحيوية، بعد تقييم الاداء، لكن علينا ان نسأل بصراحة على المعايير التي قررت اخراج هذا او ذاك، مثلما علينا ان نكرر السؤال الذي يتردد في الاردن، عن معايير التوزير في الاساس، وهكذا نصير امام سؤالين، اسباب التوزير، واسباب الخروج، خصوصا، اذ كثيرا ما دخل وزراء تحت حسابات بسيطة، او غير متوقعة، وكثيرا، ما خرج وزراء دون سبب مقنع.

مناسبة كل هذا الكلام، ما قيل مرارا، ان على الحكومات في الاردن، اعادة انتاج آلية جديدة للتوزير او لاخراج الوزراء، وهذه هي الدعوة التي تتكرر هنا، وتكررت امام كل الحكومات السابقة، وسوف تتكرر امام الحكومات اللاحقة، اي حدثونا بمعايير التوزير واسسها، ومعايير التعديلات على الحكومات واسسها، حتى لايذهب كثيرون فرقا في الحسابات، امام رأي عام لا يعرف حتى الان لماذا دخل هؤلاء، ولماذا خرجوا؟!.