في جريمة بشعة .. المؤبد لسوري قتل زوجته ببث مباشر على فيسبوك
وضع حكم بالسجن المؤبد في مدينة كارلسروه حداً لقصة جريمة قتل بشعة في ألمانيا، باتت في شهر مارس/آذار الماضي على كل لسان، بعدما خرج الرجل السوري المعروف باسم «أبو مروان» (42 عاماً) في بثّ مباشر على موقع فيسبوك، برفقة ابنه الذي فرَّ معه وهو يبرر لمشاهديه طعن زوجته المنفصلة عنه (37 عاماً) عدة مرات بسكين، في بلدة مولاكر بولاية بادن فورتمبرغ الألمانية، متفاخراً بالانتقام منها ومعاقبتها، وجعلها عبرة لمواطناته السوريات، على حد توصيفه.
وذكرت محامية الدفاع كارولين هيرستيتر لصحيفة «بفورزهامير تسايتونغ» أن التعاون معه بالقضية كان صعباً للغاية، وكانت المحامية قد طالبت بحكم مخفف لموكلها بالسجن 8 أعوام ونصف العام، فيما طالبت النيابة العامة على النقيض من ذلك بأقصى عقوبة في القانون الألماني، بالسجن المؤبد، مع وضعه بعد انتهاء فترة السجن 15 عاماً في الحبس الوقائي لحماية السكان، مبرِّرة ذلك باتِّصاف الجريمة بالغدر والجشع.
وكان الجاني قد طعن زوجته السابقة، في الثاني من مارس/آذار الماضي، أمام اثنين من أطفالهما الأربعة، 9 طعنات في العنق والظهر والعضد، وبعد أن حاولت الفرار منه وهي تنزف بشدة، انهارت على الرصيف قرب شقّتها وتوفيت بين يدي ابنتها. وقبضت الشرطة على الجاني قرب محطة القطار في البلدة، بعد وقت قصير من بثه الفيديو.
وذكر القاضي ليونهارد شميدت في تبيانه أسباب الحكم عليه بالمؤبد اليوم، أن دافع الجريمة الدموية الفظيعة كان دنيئاً؛ إذ كان يهدف لعقابها وتوجيه رسالة.
وأوضح أن الفيديو المذكور أظهر بوضوح أن المتهم تصرَّف انطلاقاً من دافع العقاب والانتقام المتصف بالكراهية، على ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية.
وبيَّن القاضي أن الخلاف الذي أفضى إلى جريمة القتل كان على حقِّ إقامة أحد الأطفال، وأن المدعى عليه (أبو مروان) لم يستطع تقبل حصول المرأة على حق رعاية ابنه الأكبر.
وأظهر تقييم خبير نفسيّ أن الجاني كان في كامل أهليته العقلية ومسؤوليته الجنائية وقت ارتكاب الجريمة.
وقُدمت المرافعات بعيداً عن حضور العامة، لرغبة المحكمة في الحفاظ على خصوصية المتضرّرين؛ الأطفال القاصرين للزوجين.
وكانت العائلة الهاربة من الحرب في سوريا، قد وصلت على دفعتين لألمانيا، الأم مع جزء من الأطفال ثم الأب مع البقية، وانفصلت الزوجة خلال رحلة اللجوء من زوجها وعاشت مع شريكها الجديد و3 من أطفالها في مولاكر في ألمانيا. فيما كان الزوج يعيش مع الابن الأكبر في فيلنغين-شفينيغن في ولاية بادن فورتمبرغ.