بناء على تقارير منظمة الصحة العالمية، تصنف حوادث الطرقات ضمن قائمة أهم أسباب الوفيات حول العالم، فسنوياً يفارق ما لا يقل عن مليون شخص الحياة بسبب هذه الحوادث في مختلف الدول. وبالولايات المتحدة الأميركية ،سجّل عدد الوفيات بسبب حوادث الطرقات ارتفاعاً سريعاً منذ العقد الثاني للقرن العشرين ليستقر في حدود 40 ألف حالة وفاة سنة 2017، على حسب تقارير مجلس الأمن القومي الأميركي.
ويعود أول ظهور لحوادث السيارات القاتلة إلى أواخر ستينيات القرن التاسع عشر. ففي حدود سنة 1869، شهدت شوارع مدينة بارسنزتاون (Parsonstown) الأيرلندية والمعروفة حالياً ببير (Birr) حادث مرور أليما راحت ضحيته شخصية أيرلندية بارزة. فخلال يوم 31 من شهر آب/أغسطس سنة 1869، استقلت العالمة الأيرلندية ماري وارد (Mary Ward) أثناء سفرها، سيارة مزودة بمحرك بخاري صنعت في وقت سابق من قبل عدد من أقربائها. وأثناء مرورها من أحد المنعطفات قُذفت ماري وارد من مقعد السيارة لتسقط أرضاً وتدهس تحت إحدى عجلات السيارة. وبسبب ذلك فارقت الحياة في عين المكان حيث أكد الطبيب الشرعي حينها وفاتها بسبب كسر على مستوى الرقبة.
وفي غضون ذلك، جاء أول ذكر لحادث سيارة مزودة بمحرك بنزين سنة 1891. فخلال تلك الفترة تحدّثت سجلات أوهايو سيتي التابعة لمقاطعة فان ويرت (Van Wert) بولاية أوهايو (Ohio) عن حادث تعرض له المهندس والمخترع جون لامبرت (John Lambert)، فأثناء قيادته لنموذج مبكر لسيارة مزودة بمحرك بنزين، كان قد اخترعها في وقت سابق، اصطدم بجذع شجرة صغير على حافة الطريق. وعلى إثر ذلك، فقد جون لامبرت السيطرة على عربته التي سرعان ما انزلقت لترتطم بأحد الأعمدة. وفي الأثناء، خرج جون لامبرت ومرافقه الذي كان متواجداً معه زمن وقوع الحادث، سليمين حيث أصيبا فقط بخدوش بسيطة.
ويسجل التاريخ سنة 1896 سقوط أول ضحية من المترجلين خلال حادث مرور. فأثناء عبورها لأحد شوارع لندن، تعرضت بريدجيت دريسكول (Bridget Driscoll) البالغة من العمر 44 سنة للدهس من قبل سيارة كانت تسير بسرعة، وصفت بالجنونية حينها، حيث بلغت 6.5 كلم في الساعة. وعلى إثر ذلك، ألقت الشرطة القبض على سائق السيارة والمدعو آرثر إدسال (Arthur Edsall) قبل أن تطلق سراحه في وقت لاحق بعد أن وصف الحادث بالعرضي.
وبعد مضي سنتين فقط، سجلت إنجلترا سنة 1898 حادث مرور قتل خلاله ولأول مرة على مر التاريخ سائق سيارة مزودة بمحرك بنزين. فأثناء سفره ما بين مدينتي لندن وبرايتون رفقة ابنه، تعرض هنري لاندفيلد (Henry Lindfield) إلى حادث مرور أليم حيث فقد الأخير السيطرة على السيارة التي انزلقت لتصطدم بإحدى الأشجار. وبسبب ذلك، فقد هنري لاندفيلد رجله التي اضطر الأطباء لبترها بسبب الأضرار الجسيمة التي لحقت بها. وفارق هنري لاندفيلد الحياة خلال اليوم التالي بسبب مضاعفات العملية الجراحية التي خضع لها.