جراءة نيوز - عمان : قبل خمسة ايام وقف الابن يراقب والده وهو يتحسر على متجره الذي التهمته النيران التي اشعلها الابن عن سبق اصرار وترصد مسببا لوالده خسارة مادية كبيرة، غير ان ذلك لم يكن سوى مقدمة لما هو أفدح وابشع، حيث أقدم ذات الابن قبل يومين على قتل والده طعنا بالسكين وإخفاء جثته واضعا نهاية مأساوية لحياة رجل سخر كل حياته من اجل ان يرى نجله وهو يكبر تحت ناظريه.
وقال مصدر في قرية حوسان التي شهدت هذ الجريمة إن الابن القاتل والبالغ من العمر 28 عاما عانى من مشاكل نفسية منذ ثلاث سنوات بسبب خلافات عائلية قادته الى مستشفى الأمراض العقلية لتلقي علاج نفسي أكثر منه عقلي، حيث كان يمكث أسبوعا او عدة أيام في المستشفى قبل ان يعود إلى منزله في قرية حوسان غرب بيت لحم، مشيرا الى ان الابن غالبا ما كان يمضي معظم اوقاته متجولا في الجبال المحيطة بالقرية.
واوضح المصدر "ان الابن فشل في نيل شهادة التوجيهي، ما دفعه للعمل مع والده في مجال المقاولات بالقدس وفي بعض قرى ريف بيت لحم، وذلك قبل أن يعمل سائق سيارة أجرة إلى أن عاد مؤخرا للعمل مع والده في محل لبيع قطع السيارات، لكن العلاقة بينهما ظلت متوترة ولم تكن على ما يرام كما كانت في السابق نتيجة مشاكل أسرية، ما دفع الناس هنا في القرية الى الابتعاد عنهما وتجنب الاختلاط بهما رغم ما كانا يتمتعان به من سمعة طيبة قبل ان تفتك مشكلات أسرية بهذه العائلة التي تشتت شملها وباتت نموذجا يعكس الاثار المدمرة للتفكك الاسري".
وقبل عدة أيام، يقول المصدر، أقدم المتهم على إحراق محل والده، ما تسبب له بخسائر فادحة تقدر بـنحو 50 ألف شيكل، مشيرا الى ان اقدام الابن على هذه الفعلة جرى تفسيره هنا باعتباره مؤشرا على تفاقم الخلافات بينهما والوصول الامور الى منحى خطير، غير ان احدا لم يكن يتوقع وصول الامر الى حد ان يقوم بقتل والده بهذه الطريقة البشعة.
وكان الوالد الضحية قام قبل فترة ، حسب المصدر، ببيع منزل العائلة واستئجار بيت جديد والاقامة فيه ريثما ينتقل الى منزل جديد كان يعمل على تجهيزه، وعندما ذهب الأب قبل يومين (الخميس الماضي) ليتفقد البيت الجديد، لحق به الابن وأجهز عليه بعدة طعنات، ومن ثم قام بنقل جثته في سيارته إلى منطقة حرجية لا تبعد كثيرا عن القرية ولكنها تخضع للسيطرة الاسرائيلية كونها قريبة من احدى الستوطنات، حيث تخلص من الجثة ومن ملابسه التي كانت مغطاة بالدم، وذلك قبل ان يفر هاربا إلى يافا داخل الخط الاخضر.
وعن كيفية اعتقال الجاني، قالت شرطة بيت لحم في بيان لها انها تلقت بلاغا من احد المواطنين بشأن اختفاء المغدور ونجله منذ يومين، وبعد فترة وجيزة تلقت الشرطة بلاغا اخر من مجموعة عمال قالوا انهم عثروا على بطاقة شخصية تعود للمواطن حسن حمامرة، اضافة الى عثورهم على ملابس عليها آثار دماء في منطقة حرجية قريبة من مستوطنة "موفي بيتار" المقامة شمال قرية حوسان بمحافظة بيت لحم، وحينها تبين ان الشخص الذي ورد اسمه في البلاغ الاول هو نفسه الذي تم العثور على هويته في المنطقة الحرجية، ما استدعى التحرك والمباشرة في التحقيق من اجل الوصول الى كل الملابسات والحقائق المتصلة بهذه القضية.
واوضحت الشرطة ان افرادا من عائلة الجاني قاموا بعد شكوك راودتهم بشأن تورطه في هذ الجريمة باستدراجه عبر وعود بتوفير عمل له في القدس، وما ان وصل الى بيت لحم قامت الشرطة باعتقاله والتحقيق معه.
وقال رئيس نيابة محافظة بيت لحم علاء التميمي إن المتهم والبالغ من العمر 28 عاما اعترف خلال التحقيق الاولي معه بارتكابه الجريمة وقتل والده في منزل له قيد الإنشاء، قبل أن ينقل جثته إلى المنطقة الحرجية.
واشار التميمي الى ان التحقيق جار مع المتهم للوقوف على كل الملابسات المتصلة بهذه الجريمة.
وكان الآلاف من اهالي حوسان قاموا عصر اليوم السبت بتشييع جثمان القتيل وسط ذهول واستنكار اهالي القرية الذين شكلت هذه الجريمة بالنسبة لهم صدمة كبيرة كونها تنطوي على مأساة انسانية طافحة بالوجع والالم والحزن.