لكن ماذا لو أضحت تلك المواقع وسيلة تحرش جنسي تعبر عن العقد المغروسة في النفوس الدنيئة، فتصبح سلاحاً فتاكاً، يفتك بصبايانا ويتعدى على حرياتهن الشخصية ويجعل منهن "وسيلة جنسية ترفيهية”.
بصوت أليم تخبر الآنسة د.ص قصتها للديار متأسفة على ما آلت إليه أحوال مجتمعنا، وتقول:”عند الساعة العاشرة مساء وبينما كنت أقوم بواجباتي الجامعية،
خاطبني على واتسب رقم غريب، وكالعادة لم أجب بسبب قناعتي بعدم التواصل مع الغرباء خوفا من نواياهم، ولكن بعد حين سألني مش "د.ص” فأجبته بنعم، فقال إن إسمه شادي صليبا مدعيا أننا لطالما كنا على تواصل وأنه يعرفني منذ عشر سنوات،
فقال "ليش شايفة حالك هلقد وأنا بعرفك” لأردد طلبي له بعدم تضييع وقتي والاتصال بي. عندها غيّر طريقة كلامه وطلب مني باستفزاز عدم الإستغراب إن قام أحدهم بالإتصال بي وسألني "قديش بتاخدي عالساعة” لأنه سوف ينشر صوري ورقمي،
فأجبته قم بما تريد لأنني أعرف من أنا وواثقة من نفسي، فقال بثقة ستتصلين بي وتترجينني، فقمت بحجبه عن الواتساب. بعد حوالي الخمسة دقائق راسلني رقم غريب سائلا إن كنت قد وضعت إعلاناً على OLX، ثم توالت المراسلات باللغة العربية من أرقام لبنانية وسورية يطلبون التعرف إليّ ويتوجهون بأقبح الكلمات المهينة،
ومنهم من واظب على الاتصال، إلى أن سألني أحدهم عن إعلان على OLX، لأوضح له ملابسات الحادثة، ليعتذر مني ويرسل لي صور الإعلان.”
وتعبّر الآنسة "د.ص” عن حزنها لعدم قدرة أيٍ من أصدقائها في فرع المعلومات أو المخابرات مساعدتها على معرفة إسم الشخص الحقيقي وملاحقته قانونيا بتهمة نشر صورها بطريقة غير لائقة ووضع إعلان ترويجي لجسدها على OLX، طالبين منها التوجه إلى النيابة العامة ورفع دعوى قضائية، وطبعا بسبب سفرها لم تستطع الآنسة "ص” تحصيل حقوقها المدنية.
كما أشارت الآنسة "د.ص”، تلميذة الماجستير في إحدى الجامعات الفرنسية، إلى أن مؤسسة OLX وبالرغم من شكاوى أصدقائها وأقاربها على الإعلان، لم تقم بحذف الإعلان إلى بعد يومين.
تختلف حالات التعدي على الحريات الشخصية للفتيات اللبنانيات، فمنهن من تعرضن للتهديد بنشر صورهن الإباحية، ومنهن من رُكّب وجههن على أجساد عارية في فيديوهات إباحية، وقُسم سرقت صورهن ونشرت في حساب وهمي على فيسبوك،
والبعض وقعن ضحية فيديوهات مقززة على الواتساب أو تلقين اتصالات هاتفية بهدف جنسي، وغيرها من الحالات التي تدل على الأمراض الجنسية النفسية المتفشية في مجتمعنا.
وتكمن المشكلة الكبرى عندما ترفض الفتيات الإفصاح عما يجري خوفا من نظرة المجتمع لهن، فيصبح عندهن مشاكل نفسية قد تؤدي أحيانا إلى الإنتحار.
لذلك قبل المطالبة بالملاحقة القضائية، أتوجه لكل فتاة وأقول لها لاتخافي! قولي ما جرى، فقد تنقذين فتاة أخرى من جحيم التحرش!