‘‘خلوة‘‘ تبشر بموسم كروي قوي وعلاقة تشاركية بين الاتحاد والأندية
أحسن اتحاد كرة القدم صنعا عندما أقام "خلوة" في قصر المؤتمرات بفندق الهيلتون، وعلى مدار يومين التقت أسرة الكرة الأردنية عبر جلسات رسمية وغير رسمية، وقدمت مختلف دوائر الاتحاد شرحا تفصيليا لأجندة الموسم الجديد الذي سينطلق الشهر المقبل بلقاء كأس الكؤوس.
الجلسات المتعددة التي شهدتها قاعة الاجتماعات، كشفت عن اهمية مثل هذه الحوارات قبل الشروع في المنافسات، وربما للمرة الاولى منذ سنوات طويلة، لم تجلس الاندية مع بعضها مثل هذه الجلسة، التي سادت فيها الروح الرياضية وغلبت العقلانية على الطروحات، بحيث التقت الاندية مع بعضها في منتصف الطريق، وبحثت همومها وطموحاتها واتفقت فيما بينها على جوانب كثيرة وقضايا كانت سابقا تشكل مشكلة لكنها اليوم باتت شكلية وغير مؤثرة.
كان جيدا من الأمين العام سيزار صوبر أن يلتقط إشارات عدد من الاندية، ويدخل في نقاشات مثمرة مع الاندية، أوضحت صورة المشهد المستقبلي، وحاجة الطرفين "الاتحاد والاندية"، الى علاقة تشاركية مبنية على الاحترام المتبادل ودعم الاندية بمختلف السبل، ثم قذف الكرة في ملعب الاندية حين كان الاصرار على ضرورة عقد جلسات تشاورية على هامش الخلوة تناقش فيها الاندية افكارها وتتفق فيما بينها على وجهة نظر واحدة يلتزم الاتحاد بتطبيقها، وعلى سبيل المثال لا الحصر، برزت قضية اسعار بطاقات الدخول الى المباريات.
وخلال حضوري لجميع جلسات الخلوة الرسمية وبعض النقاشات الجانبية، برزت الروح الرياضية والالفة النادوية في أبهى صورها، وهذا يسجل لاتحاد كرة القدم حين قرر أن لا تكون بداية الموسم قائمة على فرض أجندة يتم تمريرها للاندية "للعلم فقط"، بل وضع تعديلات ملموسة تطال نظام المباريات ومدة الموسم والعقوبات التأديبية، وغيرها من القضايا التي تهم الاندية، وبالتالي أصر على التشاركية وتبادل وجهات النظر مع الاندية وجها لوجه وليس من خلف ابواب مغلقة او بريد الكتروني.
كان رائعا أن يجلس ناديا الفيصلي والوحدات معا بكل مودة واحترام لمعالجة بعض الثغرات السابقة، والاتفاق على جوانب كثيرة تهم الناديين.. كان مهما أن تقول الاندية كلمتها بشأن معاناتها المالية ورغبتها في تجاوز عثراتها، وتستمع بشكل جيد لآفاق التعاون وكيفية تطوير مدخلاتها وكيفية تسويق نفسها اعلاميا وتجاريا امام الجمهور، وأن تعرف جيدا ما هي الاسباب التي حالت دون حصولها على الرخصة الآسيوية، ما حال دون امكانية مشاركتها في النسخة المقبلة من دوري ابطال آسيا، عرفت جيدا موطن الخلل وطلبت من الاتحاد مساعدتها قدر المستطاع لكي تتمكن مستقبلا من الايفاء بالمتطلبات الرياضية والفنية والادارية والقانونية، وأن تدرك أهمية الفحوصات الطبية الشاملة للاعبين، وكيفية وضع خطة وتطبيقها فعليا لتطوير قطاع الناشئين، ووجود 15 موظفا رسميا محددي الوصف الوظيفي، وتأهيل الموظفين من خلال ورش عمل لاجادة اللغة الانجليزية واستخدام الكمبيوتر والانترنت، ووجود منصب مدير تطوير قطاع الناشئين في الاندية "ليس مدرب الناشئين"، وخضوع الناشئين لدورات خاصة تتعلق في كيفية محاربة التمييز العنصري وعدم التلاعب بنتائج المباريات وقانون اللعبة، والادراك بأن لنتائج الاندية في البطولة الآسيوية 70 % ونتائج المنتخب 30 % في تحديد التصنيف الآسيوي.
بعض ما تم طرحه في النقاشات ربما فاجأ الاندية، لكنها بالفعل ادركت جيدا أنها بحاجة الى الكثير لتجاوز الخلل الذي يحيط بمنظومتها الرياضية والادارية، وأنها يمكن أن تتفق أكثر مما تختلف فيما بينها او مع اتحاد كرة القدم.
ويسجل لاتحاد الكرة أنه خرج بجملة من التوصيات مع الاندية، يمكن أن تشكل انطلاقة جيدة لموسم كروي ينتظر أن يشهد منافسة قوية، يعتمد على حُسن النوايا والرغبة في العمل المشترك للرقي بالكرة الأردنية، خصوصا وأن الاتحاد ينوي إنهاء كل القضايا الادارية العالقة فيما يتعلق بالعقوبات المتخذة بحق الجماهير وبقية اركان اللعبة.