يعد الغرق الجاف مسألة نادرة الحدوث، إلا أن حالتين منه احتلتا عناوين الصحف والمواقع الإلكترونية مؤخرًا، إذ توفي الطفل فرانسيسكو ديلغادو (4 سنوات) في 3 حزيران، بعد ستة أيام من استنشاقه القليل من الماء، بينما كان يسبح مع عائلته في تكساس. كذلك نجح أب في إنقاذ حياة ابنه ذي العامين بعد أن لاحظ عليه أعراضاً مشابهة لتلك، مستفيداً من الضجة التي أثارتها قصة فرانسيسكو، فتعالوا نتعرف معاً على الغرق الجاف، وكيف يمكن اكتشافه وتجنبه.
ما هو الغرق الجاف؟
لا ترتبط هذه الحالة بالمسابح فقط، بل يمكن أن تحدث في أي مجمع مائي، حتى في حوض الاستحمام، ونسبة حصولها هي 2% فقط من حالات الغرق، ويكون أغلبها عند الأطفال نظرًا لصغر حجمهم، إلا أن هذا لا يمنع إصابة الكبار بها.
ويعد الغرق السبب الثاني الرئيسي لحالات الوفاة بين شريحة الأطفال وفقًا لمنظمة "CDC" الأميركية للسيطرة على الأمراض، إلا أن المنظمة لم تسجل أرقامًا في ما يخص الغرق الجاف، وعلى الرغم من أن حالة فرانسيسكو دعيت بهذا الاسم، إلا أن الدكتور راي بيتيتي، طبيب الأطفال في مستشفى "بيترسبورغ" ومساعد المدير الطبي في قسم طوارئ الأطفال، قال إنه يعتقد أنها ناتجة عن الغرق الثانوي.
وقد أكد أن المصطلحين يستخدمان بالطريقة نفسها على الرغم من كونهما شيئين مختلفين، حيث شرح أنه "عندما يستنشق الماء، فإنه يؤدي إلى إغلاق مجرى الهواء، كرد فعل دفاعي على الرغم من أنه لا يصل إلى الرئتين، وتبدأ الحبال الصوتية بالانكماش فيما يعرف بتشنج الحنجرة، ما يؤدي إلى حدوث صعوبة في التنفس، ثم حرمان الجسم من الأوكسجين، فيبدأ المرء بالاختناق"، وأضاف: "الغرق الجاف فعل لا إرادي يقوم به الجزء العلوي من المجرى التنفسي، على الرغم من عدم وجود ماء في الرئتين في الحقيقة".
كذلك يؤكد الدكتور بيتيتي بأن الأعراض الواضحة تظهر بعد دقيقة تقريبًا من الحادث، نظرًا لعدم حصول الجسم على كفايته من الأوكسجين.
كيف نتجنب الغرق الجاف:
يؤكد الدكتور بيتيتي بأن إبقاء الطفل تحت النظر هو أمر كافٍ لحمايته، وبأن أغلب الحوادث التي شهدها من هذا النوع كانت لأطفال لم يراقبوا جيدًا من قبل أهاليهم، وإليكم بعض النصائح الإضافية لإبقاء صغاركم آمنين:
1- تعلم مهارات إنقاذ الحياة: يجب على أي شخص موجود ضمن تجمع مائي، أن يتعلم أساسيات السباحة بما فيها العوم، والحركة في الماء، كما ينصح الخبراء الجميع بتعلم آلية الإنعاش.
2- تسييج منطقة المسابح: يجب إبقاء الأطفال بعيدين عن المسابح المنزلية في الأوقات التي لا يجدر بهم الوجود فيها، وذلك عن طريق إحاطتها بسياج.
3- سترات النجاة: يجب على الأطفال ارتداء هذا النوع من السترات في المناطق المائية الطبيعية، حتى لو كانوا يعرفون السباحة، كما أنها ضرورية للسباحين الجدد في المسابح.
4- إبقاء الأطفال تحت المراقبة: يحدث الغرق أحيانًا فجأة، أو دون إصدار ضجة، لذا فيجب على الأهل تجنب الأنشطة التي تشتت انتباههم عن أطفالهم في المناطق المائية، أو بالقرب منها.
ما هو الغرق الثانوي؟
يؤكد الدكتور بيتيتي أن إصابة الطفلين ناجمة عما يدعى بالغرق الثانوي، وذلك لأن صور الأشعة السينية تظهر وجود سوائل في الرئتين عند كل منهما، وهذا ما يختلف به عن الغرق الجاف، حيث يتم الخلط بين المصطلحين لأن كليهما يستخدم للدلالة على الغرق خارج المياه مع أن معرفة الفرق ضرورية، إذ إن الماء في حالات الغرق الثانوي يجد طريقه نحو الرئتين، ويعلق في الأعضاء مسببًا التهابات وتهيجاً، لينتهي بمشاكل تنفسية أو ما يعرف بالوذمة الرئوية، ويعتبر تمييزه أصعب من الغرق الجاف، نظرًا لأن أعراضه تحتاج وقتًا أكبر للظهور.
ما هي الأعراض؟
يؤكد الخبراء أن المؤشر الأول هو اختبار الطفل لتجربة الغرق الوشيك، وعندها تظهر الأعراض مباشرة بعد الخروج من الماء بالنسبة للغرق الجاف، فيبدأ الطفل بالسعال ويجاهد من أجل التنفس. بحسب "دايلي ميل".
أما في حالة الغرق الثانوي، فتعتبر الأعراض أبطأ، حيث تستغرق من ساعة حتى 24 ساعة تظهر، ويؤكد الدكتور بيتيتي أن الصعوبة في التنفس، وحركة البطن للداخل والخارج، والضغط على الأضلاع، بالإضافة إلى السعال، والألم، والتعب المفاجئ، والدوخة والتغير في السلوك، هي كلها أعراض تدل على أن الدماغ والجسد لا يحصلان على نصيبهما من الأوكسيجين، ما يستوجب الرعاية الطبية.