آخر الأخبار
  عمّان الأهلية تفتتح فعاليات يوم الخريج الثاني لكلية الهندسة 2025-2026   الضمان الاجتماعي: صرف رواتب المتقاعدين الإثنين   الصناعة والتجارة توافق على طلبي استحواذ لشركتين محليتين في الطاقة والأسمنت   الجيش يحبط تهريب مخدرات بواسطة طائرة مسيرة   يزن النعيمات يعلن نجاح العملية الجراحية   ارتفاع أسعار الذهب محليًا   مجلس الوزراء يحيل مدير عام مؤسَّسة المواصفات والمقاييس عبير الزهير إلى التَّقاعد   الحكومة تقر نظام جديد لتنظيم عمل الناطقين الإعلاميين الحكوميين   بنك الإسكان يتعاون مع ماستركارد لتعزيز حلول الحوالات عبر تطبيق إسكان موبايل   الملكية الأردنية: 8 رحلات إضافية إلى الدوحة دعما للمنتخب الوطني بأسعار مخفّضة   الأمانة تنذر عمال: عودوا إلى عملكم أو فصلناكم (أسماء)   الأمن: تأكدوا من الجاهزية الفنية للمركبات قبل القيادة   كتلة هوائية سيبيرية شديدة البرودة تؤثر على المملكة .. وتساقط ثلوج بدون تراكم   الأردن يصدر عملة تذكارية بمناسبة تأهل المنتخب الوطني لكأس العالم 2026   أبوغزاله: تعطيل العمل الخميس بسبب مباراة المنتخب يضر بالاقتصاد ولا يخدم الوطن   لأول مرة منذ أكثر من قرن .. روسيا تسمح للمسلم بالزواج من أربع نساء   بعد مصادقة "خارجية الكنيست" على قانون يستهدف "الأونروا" .. الاردن يصدر بياناً   الملك يبحث مع وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية سبل تعزيز التعاون   الأردن والهند يصدران بيانا مشتركا يضم 23 بندا   النائب هايل عياش يطالب بتأجيل أقساط الجامعات الحكومية لحين صدور قبولات المنح والقروض

اعتراض الحافلات لدعوة ركابها للإفطار موروث اجتماعي بمعان

{clean_title}
على مدى عشرات السنين، مايزال شبان في مدينة معان يعترضون حافلات الركاب على الطريق الدولي لدعوة "عابري السبيل" إلى تناول طعام الإفطار طيلة أيام شهر رمضان المبارك.
ودرج أهل المدينة على التواجد ونصب خيمة رمضان عند قارعة الطريق بالقرب من ميدان "سليمان عرار" الذي يربط المملكة العربية السعودية ومدينة العقبة، يحافظون على هذه العادة الاجتماعية يتوارثونها جيلا بعد جيل، غايتهم إكرام عابري السبيل ليكونوا ضيوفا على مائدة إفطارهم الرمضانية أملا في الثواب وأجر إفطار صائم.
ويعترض مجموعة من الشبان مركبات المارة ويوقفون الحركة، بكل وسيلة ممكنة حتى وإن اضطروا للوقوف في منتصف الشارع والتلويح بأذرعتهم حتى تقف المركبات، معرضين أنفسهم للخطر، لا لشيء سوى لدعوة إفطار "عابري السبيل " المارين بهذا الطريق الدولي مع قرب غروب الشمس.
وتستقبل خيمة "بيت السبيل" التي أنشأها سكان المدينة على الطريق الدولي قوافل من المعتمرين وعابري السبيل وطلبة الجامعة واللاجئين السوريين، فاتحة ذراعيها لضيوفها بصدرها الواسع الرحب لتقدم لهم ما يلزم من وجبات إفطار وسحور طيلة شهر رمضان المبارك، بعد عناء ومشقة السفر الطويل.
ويلاحظ تناغم الحركة الدائبة التي يقوم بها هؤلاء الشباب المتطوعون، فهذا يجهز الطعام والشراب، وآخر يقوم بالتوزيع، وذاك يستقبل ويتسابق لإيقاف قوافل المعتمرين والمارة، ولسان حالهم يقول إنهم يشعرون في عملهم هذا بـ"متعة".
وتهدف خيمة السبيل بحسب القائمين عليها، إلى تعميق قيم التكافل والتضامن الاجتماعي خلال الشهر الكريم والتذكير بفضائل هذا الشهر، وحث الخيرين والمقتدرين للمبادرة بمد يد العون والمساعدة للمحتاجين والفقراء تحقيقا للمعاني الكبيرة التي تنطوي عليها فضائل الشهر الكريم.
وتعد الخيمة من أبرز مظاهر التكافل الاجتماعي والتواد والتراحم في هذا الشهر الفضيل، التي اعتاد عليها أبناء معان منذ سنوات طويلة وارتبطت تاريخيا بالمدينة وأهلها، وهي تقليد للمعاني التاريخية في تقديم وجبات للمعوزين، بحسب أحد المشرفين على الخيمة الشيخ ماهر قريشة.
ويقول قريشة إن الخيمة قدمت آلاف وجبات الإفطار للمسافرين عبر الطريق الدولي باتجاه المدينة، حيث يطلب الشبان المتطوعون من السيارات والحافلات المارة من أمام الخيمة وقت الإفطار والسحور التوقف وتناول وجبات غذائية متنوعة يتم إعدادها في الخيمة على أيدي أمهر الطهاة المتمرسين.
ويؤكد ان لجنة الخيمة تقوم بتعهد إفطار أكثر من ألف أسرة من الأسر الفقيرة والمحتاجة، وتقديم حوالي أكثر من 800 وجبة إفطار يوميا بكلفة حوالي 1500 دينار، لعدد من طلبة الجامعة وعابري السبيل والمعتمرين والمسافرين، الذين يمرون عبر الطريق الدولي بمدينة معان، إضافة إلى عائلات اللاجئين السوريين المتواجدين في المدينة.
وأشار قريشة إلى أن تمويل بيت السبيل يعتمد بشكل رئيس على التبرعات العينية والمالية من المحسنين من أهالي المدينة والتي تستمر طيلة أيام الشهر الفضيل، موضحا أن العمل يبدأ في إعداد وتجهيز وجبات الإفطار منذ ساعات الصباح، ويستمر حتى ما بعد الإفطار.
وتعتبر معان المحطة قبل الأخيرة جغرافيا، قبل الوصول إلى ارض الحجاز، ولذلك كانت مجمعا لحجاج بيت الله الحرام، وقد سميت معان قديما بـ " المنزلة " ، لنزول الحجاج فيها.
وكان في المدينة بئر قديم يسمى بئر "السبيل" خصصت لسقاية عابري السبيل المارين من المدينة من حجاج ومعتمرين وزوار، حيث كان أبناء المدينة يقدمون لهم الضيافة الملائمة والوجبات الغذائية، والإيواء إذا لزم الأمر.