آخر الأخبار
  محافظة البلقاء تحتفل باليوم العالمي للتطوع وتُكرّم جامعة عمّان الأهلية   ما حقيقة شطب نصف قيمة مخالفات السير؟   بالفيديو امام وزير الداخلية ضرورة ملحة للتدخل في جمعية المستثمرين في قطاع الإسكان   السفارة الامريكية في عمان تغلق أبوابها حتى الأحد   الجيش يتعامل مع جماعات تهريب أسلحة ومخدرات على الحدود الشمالية   موافقة أوروبية على مساعدة مالية للأردن بقيمة 500 مليون يورو   غرام الذهب يتجاوز الـ 90 دينارا في الاردن   مجلس النواب يعقد جلسة تشريعية لمناقشة تقرير ديوان المحاسبة   صندوق النقد: الأردن يستهدف تعزيز إيرادات موازنة 2026 بنسبة 0.9% من الناتج المحلي   أجواء باردة نسبيا حتى الخميس مع ازدياد فرص هطول الأمطار السبت   القوات المسلحة تتعامل مع جماعات تعمل على تهريب الأسلحة والمخدرات على الواجهة الحدودية الشمالية للمملكة   إنفجار جسم متفجر في الزرقاء ووفاة شخص وإصابة شخصين اخرين   وزير الزراعة: توفّر زيت الزيتون المستورد في الأسواق خلال مدة أقصاها 10 أيام   هيئة الإعلام تمنع التصوير خلال امتحانات الثانوية العامة دون تصريح   تأجيل رسوم الفصل الثاني لطلبة المنح والقروض   توضيح حكومي حول قرار الغاء إنهاء خدمات الموظفين بعد 30 سنة   محمود عباس: السلطة الفلسطينية مستعدة للعمل مع الرئيس ترمب والوسطاء والشركاء من أجل صنع السلام العادل والشامل   "رفض التبديل" .. يزيد أبو ليلى يكشف كواليس الهدف الأول في نهائي كأس العرب   إعفاء القماش المستورد لإنتاج الأكياس البيئية من الرسوم   فصل التيار الكهربائي عن مناطق بالأغوار الشمالية غدا
عـاجـل :

ابو طير يكتب: هذا ما دار بيني وبين الملك

{clean_title}
كتب: ماهر ابوطير
 
قبل فترة قريبة قلت للملك وكنا في فندق الفورسيزون في واشنطن بعد ان التقى الملك الرئيس الاميركي باراك اوباما وحضرنا يومها جزءا من اللقاء في البيت الابيض ان الدول ثلاث.

الاولى دولة رفاه وتركز فقط على رفاه الانسان وتقدم نفسها للعالم بأعتبارها دولة رفاه ورخاء وهذا النموذج ينطبق على دول عديدة عربية واجنبية، مثل السويد ودول الخليج العربي والدنمارك وغيرها.

الثانية دولة لديها عدو، حقيقي او مصطنع بحيث توحد صفوف الداخل وراء القرار السياسي من اجل محاربة هذا العدو وسواء كان الامر حقيقيا او وهما فأن اعلان الدولة انها تواجه عدوا يجعل هناك مشروعا في البلد، والامثلة على هذا كثيرة من كوبا التي واجهت الولايات المتحدة مرورا بكوريا الشمالية، وبعض الانظمة العربية التي صنفت نفسها بأعتبارها في معركة مواجهة مع اسرائيل وتسخر كل امكاناتها للمعركة.

الثالثة دولة لاتريد حربا ولا هي قادرة على الرفاه لكن لديها مشروعا وطنيا، كأن تقول الدولة للناس ان هذا العام نريد زرع 5 ملايين شجرة، او توزيع مليون قطعة ارض على الناس او هذا عام لصيادي السمك، او لتغيير منهاج الجامعات، او مراجعة وضع القطاع الصحي، والهدف رص صفوف الداخل وراء مشروع محدد يرفع معنويات الناس، ويجعلهم يشعرون انهم يعيشون لهدف ما، والامثلة كثيرة على دول من هذا النوع.

زدت يومها والملك يستمع اننا لسنا دولة حرب ولسنا دولة رفاه ولم يتبق امامنا الا وجود مشروع سياسي او اقتصادي او اجتماعي، بحيث لايشعر الناس انهم مجرد مجاميع بشرية يأكلون ويشربون ويتكاثرون وينامون...اضفت ان الناس يدورون في الفراغ وبلا نهايات.

يومها اعجب الكلام الملك وانا لااخفي محبتي له ولا انكر انني اراه بطريقة تختلف عمن ظلموه كثيرا...ربما لانني مطل على معلومات كثيرة ولااشكل موقفي على اساس الانطباعات او الاشاعات.

لكن قفز في وجهي رئيس الحكومة الذي كان معنا في الجلسة متحسسا لظنه انني اقصد اداء حكومته فيما انا اتحدث عن الدولة وليس عن حكومته " الحساسة" طالبا مني ان اتقدم فورا بمقترح لمشروع كبير او مشروع وطني يتم عبره احياء الروح المعنوية واشعار الناس ان لديهم شيئا يفعلونه غير الروتين اليومي من اكل وشرب ونوم.

قلت للرئيس لافكرة حصرية حاضرة لدي والاجابة بحاجة الى تفكير....

هذه الايام، وقبلها، كلما اقرأ اخبار البلد، وماتفعله الحكومات اكتشف اننا لانفعل شيئا ولانعرف لماذا نعيش اصلا، فلا اي هدف جماعي، والروح الجمعية متشظية؟!.

مليون سيارة نصفها كوري يخرج سائقوها للعمل برواتب قليلة كل مهمتها تغطية نفقات ذات العمل فنحن شعب يعمل كي يغطي كلفة الوظيفة وليس كلفة حياته، من وقود وسجائروطعام في العمل اضافة الى تأمين الخزينة بواردات الضريبة على النفط.

المفارقة ان الدولة تعتبر الامر عاديا، حين نصبح شعبا يأكل ويشرب ويتناسل ويسدد ديون الخزينة ولاشيء آخر في هذه الحياة وترون كيف ان كل القطاعات مهملة واليأس يدب في نفوس الناس والمؤسسات احتلها الصدأ ولاجديد في حياتنا سوى ترقب المجهول الغامض؟!.

ثم يسألونك...

لماذا تغرق البلد بمليون سيارة اغلب السائقين لها يرسمون تكشيرة قاتلة ويحتسون قهوة صباحية في عبوات بلاستيكية مسرطنة وينفثون دخانا كريها في السابعة صباحا في طريقهم الى العمل ويشعرون بغضب بالغ ويأس وان كل الدنيا ضدهم؟!.

انهم ياسادة ياكرام ........لايعرفون لماذا يعيشون؟!!.

قولوا لي بربكم...لماذا نعيش ولاي هدف غير الاكل والشرب والتأمل في الفراغ؟

ومازال الوقت متاحا حتى نصحو من هذه الغيبوبة ولايكفي الدولة ان تقول لنا..احمدوا ربكم فمن حولكم وحواليكم يتم ذبحهم فهكذا تسكين لايستقيم مع رغبتنا بأن نعيش ونقارن انفسنا بمن هو احسن منا وليس اسوأ من حالنا...

من حقنا ان نسترد الاردن الذي نعرفه ويعرفنا.

#ماهرابوطير