الوحدات يفقد "هيبة البطل" وروح الفريق
وأخيرا حدث "الطلاق" المتوقع بين فريق الوحدات لكرة القدم والمدير الفني العراقي عدنان حمد، بعد أن خسر الفريق مباراته أمام منافسه التقليدي الفيصلي 0-2، التي جرت أول من أمس على ستاد الملك عبدالله الثاني، في ذهاب دور الأربعة من بطولة كأس الأردن - المناصير، ما يوحي بأن "الاخضر" على ابواب مغادرة آخر بطولات الموسم الحالي، وبالتالي الإعلان رسميا عن عدم حصول الفريق على أي من الالقاب المحلية الأربعة على صعيد الكبار، في حالة غير مسبوقة منذ سنوات طويلة، في الوقت الذي كان فيه الفريق يستأثر على كامل الالقاب تارة ومعظمها تارة اخرى.
الوحدات "يخرج من مولد البطولات من دون حمص".. حالة لم يكن انصار الفريق يتمنونها أو يتوقعونها، لكن "الفأس وقعت بالرأس"، وخرج الفريق من حلبة المنافسة خائبا، بعد أن كان يخرج منتشيا بالانتصارات والعروض الجميلة، لكنه اليوم يقدم عروضا ضعيفة في معظم المباريات ويحقق نتائج هزيلة لا تليق بفريق يصفه انصاره بـ"المارد" الذي فقد هيبته وقدرته على فعل الاشياء الكبيرة.
وربما للمرة الأولى التي يفشل فيها الوحدات في التعاطي مع "الديربي" كما يجب، فخاض هذا الموسم 4 مباريات أمام الفيصلي، لم يفز بأي منها، بل تعادل في واحدة 0-0 بالدوري وخسر 3 مباريات اولهما 0-1 بدرع الاتحاد وثانيها 1-2 في إياب الدوري وثالثها 0-2 في ذهاب دور الأربعة من بطولة الكأس، فيما تبقت مباراة خامسة بينهما يوم السبت المقبل في إياب كأس الأردن، يبحث فيها الوحدات عن فوز "يحفظ ماء الوجه"، بينما يريد فيها الفيصلي فرض سطوته المطلقة، وخلال المباريات الأربع لم يسجل الوحدات سوى هدف مقابل 5 أهداف دخلت مرماه.
انذار يسبق الانهيار
فشل الوحدات هذا الموسم سبقه انذار لم تأخذه إدارة النادي السابقة على محمل الجد، بل استمرت في طريق الخطأ، فالوحدات توج بلقب الدوري في الموسم الماضي برصيد 38 نقطة وبفارق نقطة عن الفيصلي، لكنهما لم يفوزا بأي مباراة في آخر 5 مباريات، وخسر الوحدات مباراته الاخيرة أمام الجزيرة بقسوة 1-3، واستفاد من خسارة منافسه الفيصلي أمام البقعة 0-1، ليبقى اللقب وحداتيا آنذاك لكن وسط غضب انصاره، الذين رفع عدد منهم الأحذية أمام اللاعبين يوم تتويجهم، احتجاجا على المستوى الهزيل الذي ظهروا عليه.
اخفاق الوحدات بدأ مع بداية الموسم، حين خسر الفريق أمام الأهلي مباراة كأس الكؤوس بنتيجة 1-2، ثم خرج من دور الأربعة لبطولة الدرع وحل ثالثا في بطولة الدوري، وها هو بحاجة إلى "نصف معجزة" للبقاء في بطولة الكأس بدلا من وداعها.
نتائج مخيبة
نتائج الوحدات مع الفرق الكبيرة كانت في معظمها مخيبة، ففي الدرع تعادل مع الأهلي 1-1، وفي بطولة الدوري فاز على الأهلي ذهابا 2-1 ثم تعادلا ايابا 1-1، كذلك تعادل مع الرمثا 2-2 في الدرع و0-0 ذهابا وايابا بالدوري، وخسر أمام الجزيرة 0-1 ذهابا وتعادل 1-1 ايابا بالدوري، كما خسر منه 1-3 في الدور الأول لبطولة الكأس، وهذا يعني أن الوحدات لم يحقق نتائج ايجابية مع الفرق الكبيرة، بل كانت كفته خاسرة في معظمها وبشكل غير مسبوق!.
فريق الوحدات بحاجة إلى "فريق" ذلك أن معظم عناصره يلعبون بالاسم، وربما تكون قدرات وطموحات الفريق وجماهيره أكبر كثيرا مما يقدمونه خلال المباريات.. ربما 5 أو 6 عناصر اثبتت حضورها بنسبة متوسطة، فيما لم تكن البقية مؤثرة أو قادرة، وهذا خطأ تتحمله الإدارة السابقة والمدرب حمد في ذات الوقت، لأن المدرب وجد نفسه محشورا في "زاوية ضيقة" ولم يكن قادرا على التعاقد مع محترفين اكفاء رغم الحاجة لهم.
محترفون بالاسم!
فعلى صعيد المحترفين من الخارج، أبقى الوحدات على البرازيلي توريس الذي كان "الحاضر الغائب" في الغالبية العظمى من المباريات التي شارك فيها، كما أن التعاقد مع المحترف الفلسطيني احمد ماهر لم يكن موفقا لأن الاخير ظهر بشكل عادي جدا ولم يحدث فارقا، في حين اثبت المدافع الكرواتي سبستيان حضورا معقولا قياسا بالمستوى الحالي للاعبي الوحدات، وظهر خطأ الاستغناء عن المحترف الافريقي الحاج مالك الذي اثبت حضوره مع فريق الأهلي، وظهر بشكل هجومي أفضل من الثنائي توريس وماهر.
الوحدات كانت عنده الرغبة للانتقال إلى دور المجموعات بدوري أبطال آسيا، وهذه مفارقة عجيبة لفريق غير قادر على التفوق على الفرق المحلية القوية والضعيفة، ولا يملك محترفين "حقيقيين" من الخارج يمكنهم احداث فارق، بعكس منافسه الفيصلي الذي تفوق عبر الثنائي البولندي لوكاس والليبي اكرم الزوي، كما تفوق الجزيرة من خلال محترفيه السوريين الثلاثة وعلى رأسهم مارديك مارديكيان، والسبب أن نادي الوحدات وضع سقفا ماليا متواضعا لجلب المحترفين من الخارج، بما يوحي بأنه لا يمكن التعاقد مع محترف على سوية عالية في مقدوره احداث الفارق، بل محترف شكلا وفي مضمونه لاعبا عاديا أو اقل من ذلك.
كما استغنى الفريق عن عدد من اللاعبين المؤثرين منهم المهاجم بلال قويدر الذي سجل للفيصلي هدف الفوز خلال مباراة الفريقين بالدوري، ومن خلاله كان الإعلان عن تضاؤل حظوظ الوحدات بالمحافظة على اللقب، وخسر الفريق لاعبين مؤثرين بوزن فراس شلباية واحمد أبو كبير وسمير ومنذر رجا وصالح راتب، في الوقت الذي لم يعد فيه اللاعبون "كبار السن" قادرين على اللعب بذات الكفاءة، وفشل معظم الشباب في اثبات حضورهم، ففقد الوحدات "شخصية" البطل، ولم يتمكن من تحمل ضغط المباريات المحلية والآسيوية.
قراءة في النتائج
منذ بداية الموسم 2016-2017 وحتى يوم أول من أمس، خاض فريق الوحدات 43 مباراة رسمية، منها 35 مباراة محلية و8 مباريات آسيوية.
المباريات المحلية تضمنت مباراة كأس الكؤوس و6 مباريات ببطولة الدرع و22 مباراة بدوري المحترفين و6 مباريات بكأس الأردن، حيث فاز الوحدات في 17 مباراة بنسبة 49 % وتعادل في 12 مباراة بنسبة 34 % وخسر 6 مباريات بنسبة 17 % وجمع 63 نقطة بنسبة 60 %، وسجل الفريق 54 هدفا بمعدل 1.54 هدف في المباراة، ودخل مرماه 27 هدفا بمعدل 0.77 هدف في المباراة.
وخاض الفريق 8 آسيوية، منها مباراتان ضمن الدورين التمهيديين لدوري أبطال آسيا، و6 مباريات بالدور الأول لكأس الاتحاد الآسيوي، حيث فاز في 4 مباريات بنسبة 50 % وتعادل في 3 بنسبة 37.5 % وخسر واحدة بنسبة 12.5 %، وجمع 15 نقطة بمعدل 62.5 %، وسجل 11 هدفا بمعدل 1.37 هدف في المباراة، ودخل مرماه 10 أهداف بمعدل 1.25 هدف في المباراة.
الحصاد الاجمالي يشير إلى أن الوحدات خاض 43 مباراة محلية وآسيوية حتى الآن، فاز في 21 منها بنسبة 49 % وتعادل في 15 بنسبة 35 % وخسر 7 مباريات بنسبة 16 % وجمع 78 نقطة من أصل 129 نقطة الحد الأقصى لعدد النقاط في 43 مباراة بنسبة 60.46 %، وسجل الفريق 65 هدفا بمعدل 1.51 هدف في المباراة، ودخل مرماه 37 هدفا بمعدل 0.86 هدف في المباراة.
ماذا تعني الأرقام؟
الأرقام آنفة الذكر تشير إلى أن ضغط المباريات كان كبيرا وغير معتاد من فريق الوحدات، رغم أنه من أكثر الفرق المحلية مشاركة على الصعيد الآسيوي، لكن الفريق لم يكن يمتلك بالفعل 11 لاعبا اساسيا على قدر الطموح، فكيف الحال عند الحاجة لوجود مجموعة جاهزة من اللاعبين البدلاء وهو الأمر الذي لم يتوفر، وبالتالي وقع الفريق ضحية لضعف تشكيلته الأساسية ومحدودية خياراته البديلة وضعف هجومه ودفاعه في ذات الوقت، بحيث أن الوحدات حقق الفوز بنسبة تقل عن 50 % من المباريات التي لعبها، كما أنه لم يسجل أي هدف في 10 مباريات لعبها منها 9 محلية وواحدة آسيوية.
كما أن الوحدات لم يسجل سوى هدف واحد في كل مباراة من 14 اخرى منها 10 محلية و4 آسيوية، وبالتالي فإن الوحدات سجل 14 هدفا في 24 مباراة، وهو رقم يشير إلى معاناة الفريق هجوميا في أكثر من نصف عدد المباريات التي لعبها، وبالتالي لم يتمكن الجهاز الفني من ايجاد حلول تهديفية للفريق، وإن كان اللاعب منذر أبو عمارة قد سجل لفريقه 14 هدفا في جميع البطولات المحلية والآسيوية مقابل 12 هدفا لحسن عبدالفتاح و9 اهداف لتوريس و8 اهداف لبهاء فيصل.