ترتيبات لا تليق بـ"البطل" والجزيرة يخرج عن صمته
بداية لا بد من تقديم التهنئة لفريق الفيصلي بعد استرداده لقب دوري المناصير للمحترفين بعد غياب 4 سنوات، والذي سكن خزائنه أكثر من غيره، حيث احتفل به 333 مرة، وربما في المرة الأخيرة كان الأجدر والأحق لا سيما من حيث الجاهزية الفنية، فالفريق ظهر وخاصة في المرحلة الثانية من عمر الدوري (الإياب) بصورة مخالفة للأولى، وكان شكل الفريق يوحي بأنه الفريق الأفضل والأكثر استحقاقا لحيازة اللقب، وحتى في الجوانب الإدارية كان أكثر انضباطا مقارنة مع المرحلة الأولى التي خسر فيها الكثير وارتفعت نسبة العقوبات المتعلقة باللاعبين وحتى مدرب الفريق الصربي برانكو الذي تم حرمانه لأكثر من مرة.
ورغم كل هذه المعطيات، لا بد من لفت نظر المعنيين في الاتحاد، بأن ترتيبات التتويج جاءت (منقوصة) ولا تليق سواء بالبطل أو بما عرف عن الاتحاد من التميز في إجراء الترتيبات المتعلقة بمثل هذه المناسبات، وخاصة أن هذه البطولة هي الأقوى وهي بمثابة المقياس لعمل الاتحاد طيلة الموسم، وربما كان يجدر بالاتحاد إقامة الترتيبات وختام البطولة بأسلوب أكثر اناقة في ظل الكوادر الكبيرة التي يعج بها الاتحاد.
الرعاية ومباراة استعراضية
ربما الاسلوب الذي لجأ اليه الاتحاد بإجراء الترتيبات لاقامة أكثر من تتويج في ضوء نتائج اليوم الأخير، لم يكن موفقا وتغيب فيه عوامل التنظيم والإدارة، فلا يعقل أن يبقى فريق الفيصلي وجمهوره الذين يتواجدون في استاد عمان يكتمون انفاسهم وينتظرون حتى إعلان نتيجة مباراة الجزيرة والأهلي في الزرقاء، ولو تأخر موعد إطلاق صافرة نهاية مباراة الزرقاء لأي سبب سيبقى الجميع في انتظار التتويج، والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لم يتم إقامة مباراة استعراضية كما في السنوات الماضية، في حال غياب المباراة الفاصلة، بالتأكيد ستكون التحضيرات والترتيبات أفضل، وستغلق المدرجات بالجمهور، ولن يقل الريع عن عشرين ألف دينار في مثل هذه المشاهد، سيتم اقتسامها بين الناديين وهما بأمس الحاجة لهذا المبلغ.
ويتسائل البعض عن الرعاية، الا تستحق بطولة الدوري الرعاية التي لا تقل عن رئيس الوزراء أو وزير الشباب، في حال لم تسمح الظروف لرئيس الهيئة التنفيذية لاتحاد كرة القدم بالحضور من اجل الرعاية، والاهتمام اللازم في الكثير من الجوانب بما في ذلك المنصة الرئيسية.
الإداريون والعبارات استفزازية
ولعل ما يلفت النظر تلك العبارات (الاستفزازية) التي حملتها قمصان بعض الإداريين والتي لا تليق لا بكرة القدم الأردنية ولا حتى بتاريخ النادي الفيصلي الذي وصل حد الاشباع من الفوز بالبطولات، فإذا كان هؤلاء يقومون بمثل هذه التصرفات، ماذا سيقال لساكني المدرجات؟، وهل مثل هذا الإداري يستطيع اقناع الجمهور بضبط انفعالاته وهو يقوم بالإثارة بنفسه.
ومع ذلك من حق الجميع أن يفرحوا وان يطوفوا بالشوارع، لكن من يتمترس على المنصة يجب أن يكون قدوة لغيره، وليس مصدرا للفوضى، والتي يسأل عنها اتحاد اللعبة في ظل الزحمة التي كادت تفسد فرحة الفيصلي، ففي المرات السابقة لم يسمح إلا لرئيس النادي وأمين السر بالنزول إلى أرض الملعب لحضور مراسم التتويج التي كانت منقوصة في الكثير من الجوانب.
صرخة مدوية للجزيرة
خرج نادي الجزيرة عن صمته في اللحظة الأخيرة بعد ضياع حلمه بالفوز باللقب الذي غاب عنه لعدة قرون، عندما أطلق عضو مجلس الإدارة والمحلل في القناة الرياضية بالتلفزيون الأردني الدكتور زياد ارميلة صرخة مدوية بالرغم من محاصرته من قبل صاحب استوديو التحليل، وقال ارميلة في رسالة وجهها إلى اتحاد الكرة ورئيس الهيئة التنفيذية، إن كرة القدم يجب أن لا تقتصر على فريقي الفيصلي والوحدات، وهو بذلك يشير إلى الظلم الذي وقع على فريقه في الكثير من الجوانب بما في ذلك التحكيمية وقد اعترفت دائرة الحكام بذلك واوقفت أحد حكامها، ايضا تم ترحيل فريق الجزيرة ليلعب مباراته الاخيرة في ملعب الأمير محمد ذات ارضية العشب الصناعي بدلا من استاد عمان حيث المباراة مقررة منذ مطلع العام الحالي، ولعل توحيد المواعيد لا يعني الحاق الظلم بناد ينافس على اللقب، وربما كان عليه أن يرحل مباراة الوحدات والحسين إلى الزرقاء لكونها خالية من الدسم والنتيجة.
عموما فريق الجزيرة الذي نافس بقوة وكان قاب قوسين أو أدنى من اللقب لولا الظروف القاهرة كان مثالا للالتزام وانطبق الحال على جمهوره العريق الذي كان الأقل في تجاوزاته مقارنة مع فريق تصدر غالبية المرحلتين، ولهذا يجب أن يسمع صوته وان لا تذهب صرخته دون صدى.