الفيصلي يجسد شخصية الزعيم على مسرح الدوري
لم تكن فرحة عادية لنجوم فريق الفيصلي وأنصارهم أول من أمس، فقد تحقق الحلم وتوج "الازرق" بلقب دوري المناصير للمحترفين لكرة القدم، بعد إنتظار صعب دام 4 مواسم عجاف.
الفيصلي بطل الدوري للمرة الثالثة والثلاثين منذ العام 1944، ما يعني أن الفريق ظفر لوحده بنصف عدد القاب البطولة منذ انطلاقها قبل 73 عاما، فالبطولة التي انتهت حملت الرقم "65"، نظرا لأن بعض المواسم شهدت الغاء البطولة لاسباب مختلفة، فيما حصلت 7 فرق اخرى على 32 لقبا.
الفيصلي أطاح بحلم الجزيرة في التتويج للمرة الرابعة بتاريخه وللمرة الأولى بعد غياب دام 61 عاما، كما أطاح بحلم منافسه الوحدات في الفوز باللقب للعام الرابع على التوالي وللمرة 17 بتاريخه، فذهبت الوصافة للجزيرة وحل الوحدات ثالثا، في بطولة ربما تكون الأقوى تنافسيا منذ سنوات طويلة، وفيها جسد الفيصلي شخصية "الزعيم" على "مسرح" الكرة الأردنية، وأكد أنه يضحك كثيرا من يضحك اخيرا.
لماذا فاز الفيصلي باللقب؟
المسار التنافسي بين الفرق الأربعة على سلم الترتيب كان غريبا للغاية، ويكفي أن الفرق الأربعة الأولى امتلكت حظوظ المنافسة حتى الجولة 21 وقبل الاخيرة، قبل أن يخرج الوحدات والمنشية من السباق، ويتركان الفيصلي والجزيرة يتنافسان على اللقب في الجولة الاخيرة، التي كانت تحت احتمالين اما الحسم أو مباراة فاصلة، لكن الفيصلي عرف كيف يحقق الفوز ويخدم نفسه اولا قبل أن يستقبل خدمات الاخرين، وبالفعل حقق الفوز على سحاب برباعية نظيفة، قبل أن يتلقى الهدية الثمينة من الأهلي، بعد أن اوقع الجزيرة في شرك التعادل السلبي.
الفيصلي بدأ الدوري ضعيفا وحل في مراكز متأخرة، قبل أن ينهي مرحلة الذهاب في المركز الثالث، بل وتراجع إلى المركز الرابع في إحدى مراحل الاياب، لكنه لم يشعر باليأس واستمر في مسعاه حتى توج باللقب.
الفيصلي حصل على 8 نقاط في الجولات الخمس الأولى، لكنه تحسن في الجولات الست المتبقية من مرحلة الذهاب وفيها وصل إلى النقطة 22 بعد أن حقق 14 نقطة اضافية، لكن مرحلة الاياب شهدت بداية ضعيفة مجددا للفريق، وفيها حصل ايضا على 8 نقاط، لكن المباريات الست الاخيرة في الدوري شهدت تغييرا كبيرا، إذ جمع الفريق 16 نقطة اثر 5 انتصارات وحالة تعادل، فوصل بذلك إلى النقطة 46 ليتوج باللقب بفارق نقطتين عن الجزيرة وأربع نقاط عن الوحدات وسبع نقاط عن المنشية.
ويلاحظ أن الفيصلي شهد تغييرا على اجهزته التدريبية منذ بداية الموسم، حيث قاده الوطني جمال ابو عابد، ومن بعده العراقي ثائر جسام، قبل أن يستقر على الصربي برانكو، الذي اقصي بعد ذلك ويحل مكانه المدرب نيبوشا، الذي تحققت النتائج الايجابية في عهده.
كما يلاحظ أن الاختلاف الذي حصل على فريق الفيصلي بين المرحلتين كان كبيرا، ذلك أن الفيصلي حقق 7 انتصارات مقابل 3 حالات تعادل وخسارة ايابا، وسجل الفريق 22 هدفا ودخل مرماه 7 أهداف، بينما في مرحلة الذهاب فاز في 6 مباريات وتعادل في 4 وخسر مباراة، ولم يسجل سوى 10 أهداف مقابل 4 أهداف دخلت مرماه.
كما أن الفيصلي حظي للمرة الأولى منذ سنوات طويلة بتشكيلة مثالية، حيث بات يعتمد على نحو 15 لاعبا، ما اوجد عنده البديل الجاهز، كما استفاد جيدا من ورقتي المحترف الليبي اكرم الزوي والبولندي لوكاس، حيث سجلا 14 هدفا خلال مرحلة الاياب، وهو الأمر الذي يفسر القوة الهجومية الضاربة للفريق ايابا على النقيض تماما من حال مرحلة الذهاب.
وفي المواجهات المباشرة مع منافسيه الاساسيين، اخفق الفيصلي مع الجزيرة عندما لم يحصل سوى على نقطة من المباراتين، لكنه حصل على 4 نقاط امام كل من الوحدات والمنشية، وبالتالي كان الفوز على الوحدات في لقاء الاياب ذو معنى كبير، ومنح الفريق "الضوء الاخضر" لزيادة السرعة نحو اللقب متجاوزا "كاميرات" المنافسين وحواجزهم.
لماذا خسر الجزيرة والوحدات فرصة التتويج؟
كانت المؤشرات توحي في بداية الدوري بأن اللقب سيصبغ باللون الاحمر، في ظل تفوق الجزيرة والتراجع الذي اصاب فريقي الفيصلي والوحدات تحديدا، لاسيما وأن الجزيرة جمع 12 نقطة في أول 5 مواجهات جعلته وحيدا في الصدارة، التي تربع عليها في الغالبية العظمى من مراحل البطولة، التي انهى مرحلة ذهابا في الصدارة برصيد 25 نقطة، بعد أن جمع 13 نقطة في المراحل الست الاخيرة ذهابا.
لكن الجزيرة ولاسباب مختلفة، لم يحسن المحافظة على تفوقه، فبدأ مرحلة الاياب بصورة مهزوزة كلفته فقدان 8 نقاط في أول 5 جولات لم يحصل فيها الفريق سوى على 7 نقاط بعد فوز و4 حالات تعادل، وهو الأمر الذي منح بقية المنافسين فرصة الضغط عليه وتقليص الفارق معه بل والتفوق عليه كما فعل الفعل في الجولة 16 عندما استحوذ على الصدارة، لكن الجزيرة شحذ الهمة في الاسابيع الستة الاخيرة، وحصل خلالها على 12 نقطة وفرط بـ6 اخرى نتيجة فوزه في 3 مباريات وتعادله بمثلها، فجاء الحصاد الاجمالي ضعيفا ايابا، ولم يحصل فيه سوى على 19 نقطة بنقصان 6 نقاط عن حصاد الذهاب.
وبشكل عام كان الجزيرة فريقا قويا ومثاليا استفاد من وجود المحترفين السوريين الثلاثة لاسيما الهداف مارديك مارديكيان، والمحلي محمد طنوس، ونجح المدرب السوري نزار محروس في تقديم الجزيرة بشخصية الفريق القادر على نيل اللقب، لكن ربما قلة خبرة بعض لاعبيه والتوتر العصبي وأخطاء الحكام في احدى المباريات حرمت الفريق من تحقيق حلم التتويج الذب امتد لنحو ستة عقود.
على الجانب الآخر افتقد فريق الوحدات لـ"هيبته" وقدراته التنافسية، وظهر في كثير من الاحيان من دون "انياب" وتحول إلى "حمل وديع"، وعانى من الارهاق نتيجة ازدواجية المشاركات المحلية والخارجية.
ولم يتنبه الوحدات لحاله مع نهاية الموسم الماضي، عندما توج بلقب الدوري برصيد 38 نقطة وبعد نتائج هزيلة في الجولات الخمس الاخيرة، فخسر 1-3 أمام الجزيرة يوم تتويجه واستفاد من فوز البقعة على الفيصلي بهدف انذاك، وبدأ الموسم الجديد بخسارة لقب كأس الكؤوس أمام الأهلي، ثم خرج من دور الأربعة لبطولة الدرع على يد الفيصلي، واستقر به الحال في المركز الثالث على صعيد الدوري.
الوحدات لم يكن قادرا على التكيف بين الاستحقاقات المحلية والآسيوية، واستجمع قواه مؤخرا لبلوغ دور الأربعة من بطولة كأس الاتحاد الآسيوي، بعد أن تأرجح في نتائجه بشكل محير.
ورغم أن الفريق بدأ الموسم بفوز كبير على البقعة، الا أنه نزف نقاطا كثيرة في الجولات الخمس الأولى ولم يحصل فيها سوى على 8 نقاط، لكنه في الجولات الست الاخيرة ذهابا حقق نتائج طيبة اهلته لجمع 16 نقطة بعد 5 انتصارات وحالة تعادل، ومجددا اخفق الوحدات في الجولات الخمس الاولى ايابا، فلم يحصل سوى على 9 نقاط فيها، واستمر نزيف النقاط في الجولات الست الاخيرة على 9 نقاط فقط.
وظهر واضحا أن الفريق يعاني من غياب اللاعب الهداف، كما أنه افتقد للمحترفين المؤثرين، فكان توريس بمثابة "الحاضر الغائب"، ولم يفرض احمد ماهر حضوره، بل اعتمد الفريق كثيرا على منذر أبو عمارة، الذي لم يستطع لوحده قيادة الفريق الى اللقب.
المنشية "الحصان الاسود"
يستحق فريق المنشية وصف "الحصان الاسود"، ذلك أن الكثيرين لم يتوقعوا أن يتمكن فريق عاد للتو من الدرجة الأولى من المنافسة على لقب دوري المحترفين، بيد أن المنشية فرض حضوره القوي منذ البداية وحتى النهاية، وجمع 39 نقطة جعلته في المركز الرابع عن جدارة، وإن كان الفريق في مقدوره أن يحقق افضل من هذا المركز لولا أنه فرط بنقاط كثيرة كانت في متناول اليد.
4 في الوسط
بخلاف التوقعات حل الرمثا خامسا برصيد 33 نقطة.. صحيح أن الفريق كان افضل حالا في مرحلة الاياب، لكن ترتيبه وحصاده النقطي لم يتناسب مع امكانيات وقدرات الفريق، فجاءت نتائجه محيرة رغم وجود كوكبة كبيرة من نجوم الكرة الأردنية في صفوفه.
والأمر ينطبق على فريق الحسين إربد، الذي بدأ بداية طيبة لكنه اخفق فيما بعد وارتضى لنفسه المركز السادس برصيد 30 نقطة، ويلاحظ بأن فريقي الرمثا والحسين هما من أكثر الفرق تحقيقا للتعادل "9 مرات".
بدوره نجح الأهلي في المحافظة على مكانه والابتعاد عن شبح الهبوط في الوقت المناسب، وإن جاءت نتائجه مخالفة لبدايته التي استهلها باللتتويج بكأس الكؤوس، لكنه هو الآخر عانى من ازدواجية المشاركة المحلية والآسيوية، وبالتالي استقر في المركز السابع برصيد 27 نقطة، بل كانت له كلمة عليا في تحديد مسار اللقب، عندما تعادل مع الجزيرة وكان اقرب الى الفوز في تلك المباراة أول من أمس.
آخر فرق منطقة الوسط كان شباب الأردن الذي استقر في المركز الثامن برصيد 24 نقطة، لكن هذا الفريق الذي عانى من غياب عناصر كثيرة توجهت الى اندية اخرى، خسر 12 مباراة وهذا رقم كبير لم يعتد عليه الفريق، الذي يملك نجما واعدا هو موسى التعمري بات تحت اعين مختلف الأندية.
بين الثبات والهبوط
اشتد الصراع في معظم مراحل الدوري بين الفرق الأربعة الاخيرة على سلم الترتيب، ولم يتم حسم الصراع على تجنب بطاقتي الهبوط الى الدرجة الأولى، الا في الجولة الاخيرة عندما هبط فريقا الصريح وسحاب وبقي فريقا البقعة وذات راس، بعد أن حققا الفوز في المباراة الاخيرة لكل منهما.
ورغم أن الصريح كان الاقرب للبقاء بعد تقدمه على المنافسين الثلاثة، الا أنه لم يستطع الخروج بنقطة كانت كافية للبقاء، بغض النظر عن بقية النتائج، فيما اعاد البقعة ذات الحكاية في الموسم الماضي، حين ابتعد عن وصف "الغريق" في الجولة الاخيرة.
البقعة وذات راس تساويا برصيد 19 نقطة، فبرزت أهمية النقطة التي فرط بها الصريح في أكثر من مناسبة، حيث توقف رصيده عند 18 نقطة، فيما كان سحاب نظريا الاقرب للهبوط منذ عدة جولات، ومن سوء حظه أن آخر مبارياته كانت أمام فريق طامح باللقب لا يمكن أن يفكر في التخلي عن أي من النقاط.
مسار نقاط الفرق
- الفيصلي: 0، 1، 1، 3، 3، 3، 1، 3، 3، 3، 1، 1، 3، 3، 0، 1، 3، 3، 3، 1، 3، 3.
- الجزيرة: 3، 3، 3، 0، 3، 3، 3، 3، 1، 0، 3، 1، 3، 1، 1، 1، 3، 1، 1، 3، 3، 1.
- الوحدات: 3، 1، 0، 1، 3، 3، 1، 3، 3، 3، 3، 1، 3، 1، 1، 3، 1، 0، 3، 1، 1، 3.
- المنشية: 3، 3، 1، 0، 0، 3، 0، 3، 3، 3، 1، 3، 3، 0، 1، 0، 3، 3، 0، 3، 0، 3.
- الرمثا: 0، 1، 0، 1، 3، 1، 1، 3، 1، 3، 1، 1، 0، 3، 1، 3، 3، 1، 3، 0، 0.
- الحسين إربد: 3، 3، 1، 1، 0، 1، 3، 1، 0، 3، 0، 1، 1، 3، 1، 1، 0، 0، 3، 1، 3، 0.
- الأهلي: 3، 0، 3، 0، 3، 0، 1، 1، 3، 1، 0، 1، 0، 0، 3، 0، 1، 0، 0، 3، 3، 1.
- شباب الأردن: 3، 0، 3، 3، 0، 0، 1، 0، 3، 0، 1، 3، 0، 0، 1، 3، 0، 3، 0، 0، 0، 0.
- البقعة: 0، 0، 1، 1، 0، 0، 1، 0، 0، 0، 1، 1، 1، 0، 3، 3، 0، 1، 3، 0، 0، 3.
- ذات راس: 0، 0، 0، 1، 0، 1، 1، 0، 0، 0، 3، 0، 1، 3، 0، 1، 3، 0، 1، 1، 0، 3.
- الصريح: 0، 3، 1، 3، 0، 0، 1، 0، 0، 0، 0، 1، 1، 0، 1، 0، 0، 3، 0، 3، 1، 0.
- سحاب: 0، 1، 1، 1، 3، 1، 0، 0، 0، 1، 1، 0، 0، 3، 1، 0، 0، 1، 0، 0، 0، 0.