الملك: لا أحد فوق القانون
وجه جلالة الملك عبدالله الثاني خلال زيارته إلى محافظة مادبا ولقائه شخصيات ووجهاء المحافظة الأربعاء، الحكومة لبناء مستشفى جديد بدلا من مستشفى النديم الحكومي، وقال جلالته 'سأضع حجر الأساس للمستشفى في عام 2017'.
وأكد جلالته خلال اللقاء أهمية مشروع المدينة الصناعية في المحافظة ودوره في تشغيل أبناء المنطقة وضرورة جذب المستثمرين له بأقصى سرعة، لافتا جلالته إلى أن 'قبل نهاية 2017 سنرى أول مصنع في المدينة الصناعية'.
وأعرب جلالته عن اعتزازه بأبناء وبنات مادبا، وقال 'فخور أن أكون بينكم، في ظل التحديات الموجودة أمام الجميع، خصوصا الاقتصادية'.
وفيما يتعلق بمشكلة البطالة في المحافظة، أكد جلالته أن الفقر والبطالة في مقدمة التحديات التي تواجه المملكة، مشيرا إلى أنه تم التنسيق مع أحد المصانع في ذيبان لتوفير 100 فرصة عمل جديدة.
ولفت جلالته في هذا الصدد إلى أنه سيتم أيضا التنسيق مع الحكومة لإنشاء مشاريع زراعية، مشيرا إلى أن هناك برنامجا حكوميا لتنفيذ مشروع لزراعة الأعلاف.
وأكد جلالته خلال اللقاء ضرورة تشكيل فريق عمل لمتابعة المشاريع في المحافظة يضم جميع الجهات المعنية ليصار إلى دعم وتنفيذ هذه المشاريع.
وتناول جلالته موضوع سيادة القانون وقال إن 'الورقة النقاشية واضحة، وتبين التحديات التي أمامنا، فلا يوجد أحد فوق القانون وأطلب من الجميع أن يعملوا في هذا الاتجاه'، لافتا في هذا الإطار إلى ضرورة التعاون بين الحكومة والبرلمان.
وفيما يتعلق بالإدارة الأمريكية الجديدة أعرب جلالته عن تفاؤله بمستقبل العلاقة بين الأردن والولايات المتحدة الأمريكية.
وحول استضافة المملكة للقمة العربية القادمة أكد جلالته أن هدف الأردن كرئيس للقمة هو وضع الأولويات والتحديات أمام الجميع، مشددا على أن هذه القمة تشكل فرصة للعمل بصورة إيجابية في ظل التحديات الإقليمية، لما فيه مصلحة الأمتين العربية والإسلامية.
وأعرب جلالته عن تفاؤله بالمستقبل، وقال 'أمامنا الكثير من العمل وبالتعاون مع أخواني وأخواتي معنوياتي الحمد لله بتكون عالية جدا'.
بدوره أعلن رئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطراونة خلال اللقاء أن جلالة الملك وجّه المعنيين في الديوان الملكي الهاشمي لتنفيذ عدد من المبادرات الملكية لتتكامل مع الإجراءات الحكومية في مختلف القطاعات التي تخدم أبناء محافظة مادبا.
وأشار الدكتور الطراونة إلى أن المبادرات اشتملت على إنشاء 25 مسكنا للأسر العفيفة في المحافظة، حسب أولويات وزارة التنمية الاجتماعية وإعادة تأهيل حدائق الأزايدة وذيبان وبني حميدة ولب ومليح وتزويدها بوحدات ألعاب أطفال.
ولفت إلى أن المبادرات تضمنت أيضا إعادة تأهيل القرية الحضرية في مادبا من خلال تجهيزات ألعاب والحديقة المرورية والمكتبة الإلكترونية، مشيرا إلى أنه تم دعم عدد من الجمعيات والمؤسسات في المحافظة لتنفيذ مشاريع إنتاجية أسرية صغيرة ومتوسطة موجهة للمجتمع المحلي، إضافة إلى استكمال إنشاء ناد للمتقاعدين العسكريين، وكما هو الحال في بقية محافظات المملكة.
وأكدت شخصيات ووجهاء محافظة مادبا خلال اللقاء وقوفهم صفا واحدا بقيادة جلالة الملك للحفاظ على نعمة الأمن والاستقرار الذي يتميز به الأردن، مشددين على تصديهم لكل من تسول له نفسه المساس بالوحدة الوطنية، والعبث بمقدرات الوطن ومنجزاته.
وقال الدكتور علي الهروط إن نعمة الأمن والاستقرار التي يتمتع بها الأردن بقيادة وحكمة جلالة الملك رغم وجوده في منطقة ملتهبة جعلته أكثر صمودا وثباتا في التصدي لكل محاولات العبث به من قبل الخوارج.
كما عرض جملة من المطالب خصوصا فيما يتصل بمشكلتي الفقر والبطالة والتسريع بتنفيذ مشاريع إنشاء الكلية الجامعية وتطوير مستشفى النديم وعياداته الخارجية، فضلا عن دعم القطاع الزراعي والمزارعين ومربي الثروة الحيوانية في المحافظة.
وقال اللواء المتقاعد عماد صليبا معايعه 'إننا نفخر في محافظة مادبا بأننا نعيش على ثرى الأردن بلد الأمان والسلام والعيش المشترك، البلد الذي ينادي برسالة عمان الداعية إلى السلام والمنادية بأن الجميع أخوة مهما اختلفت العقيدة والدين'.
وأشار إلى مساعي جلالة الملك في تحقيق السلام وجهوده في دعم مطالب الشعب الفلسطيني وحقهم الشرعي بإقامة دولتهم.
واستعرض عددا من احتياجات المحافظة ومن ضمنها رفع سوية السياحة في مادبا من حيث دعم المراكز والأماكن السياحية في المحافظة، خصوصا الدينية منها، وفي إنشاء قصر ثقافة ليكون منبرا لأصحاب الفكر والقلم والفن والعلم والحضارة.
وفي كلمة لرئيس بلدية مادبا المحامي مصطفي المعايعه الأزايدة، قال 'إننا نرحب بجلالة الملك في مادبا مدينة السلام والتاريخ والحضارة، مدينة الوئام والسلام والعيش المشترك'، لافتا إلى أن مادبا تتطلع إلى مكارم جلالته للإرتقاء بسوية الخدمات المقدمة لأبنائها في مناطقهم المختلفة.
وعرض مطالب بلديات المحافظة (مادبا، ذيبان، لب ومليح، جبل بني حميدة)، والتي اشتملت على دعم مشاريع الطاقة البديلة لجميع البلديات لتخفيض الكلف المترتبة عليها ودعم إقامة حدائق ومراكز تنمية الطفولة وملاعب خماسية، ودعم القرية الحضرية في بلدية مادبا الكبرى، والمشاريع الإنتاجية والاستثمارية، وزيادة المخصصات المالية لهذه البلديات. وفي كلمة القطاع النسائي لفتت هيام رمضان إلى المكانة التي تبوأتها المرأة الأردنية في شتى الميادين، بفضل دعم ورعاية جلالة الملك وجلالة الملكة رانيا العبدالله، فأصبحت النائب والعين والوزيرة والقاضية.
وعرضت لمطالب القطاع النسائي والتي اشتملت إلى الحاجة إلى وجود مبان مخصصة لنشاطات المرأة من شأنها زيادة وعي المرأة وتأهيلها، وتدريبها، وتمكينها اقتصاديا واجتماعيا وصحيا وسياسيا، لتكون قادرة على أداء دورها على أكمل وجه في خدمة الأردن، مثلما طالبت بوجود نوافذ تمويلية للمشاريع الصغيرة من أجل تمكين النساء اقتصاديا.
وقال الدكتور حسن خليل الشوابكة من هيئة شباب كلنا الأردن، إن شباب الوطن الذين يحظون دوما باهتمام ودعم جلالة الملك، ينظرون بتفاؤل نحو المستقبل، مؤكدا أن الشباب يقدّرون الجهود الحثيثة لجلالته في جذب الاستثمارات والمشاريع، التي تعود بالنفع عليهم، وتوفر فرص العمل لهم.
وأكد أهمية إيجاد نوافذ تمويلية ميسرة لإقامة المشاريع الصغيرة والمتوسطة، التي تسهم في التخفيف من البطالة، وتدريب الشباب على الصناعات المختلفة، ليتمكنوا من الانخراط في العمل داخل المدينة الصناعية في مادبا، داعيا إلى الاهتمام بالمبادرات الشبابية الهادفة إلى تطوير العملية التعليمية، وتعزيز دورهم في محاربة الفكر المتطرف.
من جهته، عرض محافظ مادبا الدكتور محمد السميران المشاريع الرأسمالية التي نفذتها الحكومة في عام 2016 في محافظة مادبا، بكلفة إجمالية تقدر بـ 62 مليون دينار، في قطاعات الأشغال العامة، والسياحة، والزراعة، والبلديات، والتربية والتعليم، والمياه، والرعاية الصحية.
وأشار في هذا الصدد إلى أن عدد هذه المشاريع بلغ 54 مشروعا منها 28 مشروعا تم إنجازها و24 قيد التنفيذ ومشروعان بمرحلة العطاءات، إضافة لتمويل مشروعات التشغيل الذاتي للأفراد والعاطلين عن العمل والتمويل الريفي بقيمة 12 مليون دينار.
ولفت إلى أن قيمة مشاريع المبادرات الملكية بلغت 16 مليون دينار وأنه تم توفير فرص عمل خلال العام الحالي لـ 413 شخصا في مختلف المهن.
وحضر اللقاء مدير مكتب جلالة الملك ومستشار جلالة الملك لشؤون العشائر ورئيس هيئة الأركان المشتركة وأمين عام الديوان الملكي الهاشمي ومديرا الأمن العام وقوات الدرك.
وكان جلالته استهل زيارته بافتتاح مركز زها الثقافي/ فرع مادبا وتفقد مستشفى النديم الحكومي ووضع حجر الأساس للمدينة الصناعية في مادبا.
وأزاح جلالته الستارة إيذانا بافتتاح مركز زها الثقافي الذي أنشىء بتمويل من خلال وزارة التخطيط والتعاون الدولي (صندوق تنمية المحافظات / المرحلة الأولى)، لتنمية مواهب الأطفال وإبداعاتهم في الفئات العمرية من 3-16 عاما.
واستمع جلالته خلال جولته في المركز إلى شرح من مديرة مركز زها الثقافي رانيا صبيح عن مرافق المركز الذي يضم صالة ترفيهية، ومختبر حاسوب، وغرفة أنشطة إبداعية، وحديقة ألعاب.
ويستفيد نحو 3 الآف طفل شهريا من خدمات المركز في مادبا الذي يقع في حديقة الأزايدة التابعة لبلدية مادبا الكبرى وتم بناؤه ضمن خطة الحكومة للتوسع في إنشاء المراكز التي تعنى برعاية الأطفال والاهتمام بهم في مختلف مناطق المملكة.
وقالت مدير مركز زها الثقافي رانيا صبيح في مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية 'بترا' إن مركز زها في مادبا هو الفرع السادس المقام على مستوى المملكة وسيصار إلى إنشاء ستة مراكز أخرى في المستقبل، من شأنها أن تسهم في تقديم الخدمات النوعية للأطفال. وخلال زيارة تفقدية لجلالة الملك إلى مستشفى النديم الحكومي أطلع جلالته على أرض الواقع على الخدمات الطبية المقدمة للمرضى والمراجعين، وما يشهده المستشفى، الذي يحتوي على 120 سريرا، من اكتظاظ مستمر.
وجال جلالته في عدد من مرافق المستشفى وتفقد قسم الإسعاف والطوارئ واستمع من مديرة المستشفى الدكتورة وسام كرادشة إلى شرح عن واقع الخدمة الطبية والعلاجية التي يقدمها المستشفى والذي أنشىء عام 1983.
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية 'بترا'، لفتت مديرة مستشفى النديم الحكومي الدكتورة وسام كرادشة إلى أن أعداد المراجعين المتزايدة للمستشفى والتي تتراوح بين 9 إلى 10 الآف شهريا تشكل ضغطا مستمرا على عياداته وأقسامه، خصوصا الطوارىء، والعمليات، والنسائية والتوليد.
وبينت أن المستشفى ونتيجة لما يشهده من اكتظاظ يتطلب إجراء أعمال صيانة وتأهيل، ليتمكن من تحسين مستوى الخدمة الطبية المقدمة لمراجعيه من أبناء المحافظة.
وفي منطقة لب الواقعة بين لواءي قصبة مادبا وذيبان، وضع جلالة الملك، حجر الأساس لمشروع المدينة الصناعية، التي تقام على مساحة 500 دونم، ومن المتوقع أن تستقطب في مرحلتها الأولى 61 شركة، بحجم استثمار يصل إلى 120 مليون دينار، وتوفر حوالي 1700 فرصة عمل.
وتشمل الصناعات المستهدفة في المدينة الصناعية، التي تقام ضمن المرحلة الأولى على مساحة 291 دونما، صناعات تقنية، ودوائية، وطبية.
واستمع جلالته، عقب وضع حجر الأساس، إلى إيجاز من مديرة المشاريع في وزارة الأشغال العامة والإسكان المهندسة إيمان عبيدات، عن تطور سير العمل في البنية التحتية في المشروع، الذي وصلت نسبة الإنجاز فيه حوالي 25 بالمائة، لافتة إلى أنه تم وضع خطة لتسريع المرحلة الأولى، لتشمل بناء 9 الآف متر مربع هناجر لجذب المستثمرين، ومن المتوقع الانتهاء منها مع نهاية عام 2017.