‘‘النشميات‘‘ بين إخفاق الناشئات ‘‘المونديالي‘‘ والإنجاز القاري

نجح اتحاد الكرة، في استضافة بطولة كأس العالم للسيدات تحت 17 سنة بكرة القدم، وقدم النجاح صورا جميلة عن الأردن -البلد المنظم- بعد أن لفت أنظار العالم من الناحيتين التنظيمية والإدارية، وسط إعجاب وإشادة كبيرين أطلقتهما كوادر الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" على جهود رئيس اللجنة التنفيذية لاتحاد الكرة سمو الأمير علي بن الحسين، وكوادر اتحاد الكرة من أعضاء اللجنة المحلية المنظمة للبطولة، والمجتمع الأردني الواحد بثوبيه الرسمي والخاص، ومساهمات الجماهير الأردنية التي تركت نكهتها على جمالية سهرات المونديال العمانية.
وفي حلقة ثانية لمسلسل الإبداع الأردني، يستعد اتحاد الكرة لاستضافة نهائيات كأس آسيا للسيدات في عمان 2018؛ حيث حالف النجاح الملف الأردني بالتصدي لمهمة استضافة المهمة القارية الصعبة، في أعقاب دراسة الملفات المرشحة لاستضافة الحدث النسوي الآسيوي، والتقارير الواردة من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، على ضوء الزيارات التفقدية التي قام بها وفد الاتحاد الآسيوي الى الأردن في شهر نيسان (أبريل) الماضي؛ حيث قام الوفد بتقييم الملاعب وعدد من الجوانب الأخرى ومن ضمنها استضافة بطولات سابقة للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، الوضع الحالي للمرافق، البنية التحتية العامة، النقل، الأمن والإقامة.
وفي السياق ذاته، يرى المراقبون أن المنتخبات النسوية الأردنية لم تقدم الأداء والمستوى الفني المطلوب خلال مشاركاتها السابقة ومنها مونديال الشابات الأردن 2016.
"الغد" استطلعت آراء عدد من المهتمين حول النجاح في الاستضافة، ووجهت تساؤلها حول المطلوب من اتحاد الكرة والمنتخب النسوي خلال المرحلة المقبلة، لضمان ظهوره بصورة جيدة في ظل مشاركة أفضل المنتخبات الآسيوية، خصوصا أن زعامة البطولات العالمية لمختلف الفئات النسوية من نصيب القارة الآسيوية.
سمر نصار: الاستفادة من الوقت
قالت المديرة التنفيذية للجنة المحلية لكأس العالم للشابات، التي تألقت في قيادة فريقها بكل نجاح: "بصفتي رياضية أقول إن الوقت المتبقي للاستضافة محدود، ويحتاج من أسرة اتحاد الكرة لجهد مضاعف لتحضير المنتخب النسوي، خصوصا أننا شهدنا في مونديال الشابات قوة وحضور المنتخبات الآسيوية".
وأضافت نصار "أن لاعبات المنتخب النسوي يتمتعن بخبرات فنية، وستشكل اللاعبات مع زميلتهن لاعبات منتخب الشابات إضافة طيبة حتى يقدم المنتخب مباريات قوية بإذن الله".
وأشادت نصار بالجهود الكبيرة لسمو الأمير علي بن الحسين، في دعم الكرة الأردنية عامة والنسوية خاصة، ورعايته للمنتخبات الوطنية، وحرصه الدائم على إنجاح كل التظاهرات على أرض الأردن.
وتطرقت نصار إلى بطولة كأس العالم للسيدات، معتبرة أن النجاح الذي صادف المونديال جاء نتيجة جهد جماعي وتخطيط وتنظيم، شاكرة السواعد كافة التي أسهمت في تقديم صورة حضارية عن الأردن وأهله.
رنا الحسيني: "النسوي" على الموعد
أكدت عضو اتحاد الكرة رئيس اللجنة النسوية رنا الحسيني، أن الأردن يملك طاقات إدارية مميزة، قادرة على تنظيم أفضل وأكبر البطولات العالمية، مضيفة أن قيادة سمو الأمير علي بن الحسين لمسيرة كرة الكرة الأردنية عامة، ودعمه للكرة النسوية خاصة، أسهمت في التطور الكبير على المنتخبات النسوية للفئات كافة.
وترى الحسيني أن منتخب "النشميات" قدم خلال مشاركته التاريخية في المونديال أداء فنيا جيدا، وأثبتت اللاعبات شجاعتهن خلال مجريات مباريات البطولة، على الرغم من قوة المنتخبات التي تواجدت في المجموعة، وهي اسبانيا ونيوزيلندا والمكسيك.
وبينت أن منتخب "النشميات" الذي سيمثل الأردن في نهائيات آسيا سيكون مزيجا من لاعبات الخبرة اللواتي عاصرن مشاركات المنتخب الآسيوية والعربية كافة في السنوات الماضية، إضافة لكوكبة من لاعبات المنتخب الذي مثل الأردن في مونديال الأردن 2016، مؤكدة أن منتخب الشابات تحت 19 سنة يضم أيضا لاعبات جيدات.
وقالت الحسيني، إن المنتخب الذي سيتجمع قريبا سيكون له عناية خاصة من حيث المعسكرات التدريبية الداخلية والخارجية، وتأمين مباريات ودية مع منتخبات قوية، في ظل المشاركة المميزة من منتخبات آسيا في النهائيات، وأن مونديال الأردن أثبت حضور وقوة المنتخبات النسوية الآسيوية، خصوصا أن المنتخبين الكوري الشمالي والياباني احتلا المركزين الأول والثاني في البطولة.
وتمنت الحسيني أن تسهم الظروف في تواصل تدريبات المنتخب من دون توقف لمنحه أفضل صور الاستعداد والتحضير للنهائيات.
خضر عيد: مراجعة شاملة
من جانبه، قال المدرب الوطني خضر عيد: "إن الأردن يزخر بالطاقات الإدارية الشابة، والتي أسهمت في إنجاح البطولات التي استضافها الأردن في مختلف البطولات، وقدمت بطولة كأس العالم تحت 17 سنة القدرة المميزة للشباب الأردني، ونشكر سمو الأمير علي بن الحسين على رعايته ودعمه لمسيرة الكرة النسوية، وتواجده بين المنتخبات في الأوقات كافة ولقاء اللاعبات، ورفع معنوياتهن، وشكل حضور سموه لمباريات المنتخب في مونديال الشابات ولقاؤه بالمنتخب بعد نهاية الحدث العالمي، دافعا لأقطاب الكرة كافة".
وشدد خضر على ضرورة تقييم مشاركات المنتخبات النسوية بشكل عام وفي نهائيات آسيا ومونديال الشابات بشكل خاصة، مؤكدا أهمية الوقوف على السلبيات ومعالجتها والإيجابيات وزيادتها، مشيرا إلى أن لاعبات منتخب الشابات قدمن أداء يشكرن عليه خلال المونديال رغم قوة منتخبات المجموعة.
وأضاف: "لعل الاختيار الأفضل لعناصر المنتخب ومن مختلف الفئات، سيكون من خلال التواجد للأفضل بغض النظر عن العمر، وستكون المحطة الأولى في تكوين منتخب قوي قادر على المشاركة الجيدة في النهائيات، ومن الضروري دعم الأندية النسوية ماليا، ورفع الجائزة المالية لبطل الدوري".
أبو الليل: الاهتمام بالدوري يولد منتخبات قوية
ورأى مدرب فريق عمان والمدير الفني السابق للمنتخب الفلسطيني، هاني أبو الليل، أن الكوادر الأردنية تتمتع بخبرات وإمكانيات كبيرة، ما يسهم في نجاح البطولة، ليس فقط على مستوى الوطن بل خارجه، مشيدا بالدعم الكبير من سمو الأمير علي بن الحسين للكرة النسوية وعنايته بالمنتخب والأندية.
وعلى الصعيد الفني، قال أبو الليل: "إن لاعبات المنتخب النسوي قدمن خلال السنوات الماضية ما عليهن في المشاركات الخارجية، لكن الإمكانيات والفروق الفنية بين المنتخب والمنتخبات الآسيوية، جعلت المنافسة صعبة، لتكون إنجازات المنتخب على صعيد بطولات غرب آسيا".
وأكد أبو الليل، الذي يشرف حاليا على تدريب الفئات العمرية كافة في نادي عمان، أن جيل لاعبات المنتخب النسوي السابق هو الأفضل من الناحيتين الفنية والبدنية عن الجيل الحالي، مبينا أن الانسجام بين الجيلين يحتاج لوقت طويل، وتدريبات مستمرة ومعسكرات ولقاءات ودية مع منتخبات عالمية.
وبين أبو الليل أن عدم إقامة الدوري النسوي بصورة متكاملة وشاملة، واختزال مدته على شهر واحد، وعدم الاهتمام الكافي بالفئات العمرية يؤثر سلبا على المنتخبات ونتائجه في المشاركة المختلفة.
مويا دود: الأردن يستحق الاستضافة
قالت رئيسة لجنة كرة القدم النسائية في الاتحاد الآسيوي، مويا دود: "الأردن أثبت أنه يستحق استضافة النسخة المقبلة من نهائيات كأس آسيا للسيدات، وأريد تهنئة الاتحاد الأردني لكرة القدم على تقديم ملف ترشيح احترافي ودقيق، وهذا القرار يعد تاريخيا من الناحية الجغرافية؛ حيث إنها المرة الأولى التي يقوم فيها اتحاد وطني من منطقة غرب آسيا باستضافة بطولة رئيسية لمنتخبات السيدات".