مالذي جرى للأردنيين البسطاء وكيف أصبحت جرائم القتل العائلية تتم في سهولة شديدة ، مع تخلخل منظومة العلاقات والاجتماعية وسيطرة المنفعة والمصالح المادية على النسيج الاجتماعي.
حيث أصبحت تشكل الجرائم زا خبراء الجرائم العائلية البشعة التي تعرض لها مواطنون مؤخراً الى التفكك الأسري وانتشار تعاطي المخدرات وضعف الوازع الديني.
وهزت المجتمع بعنف الجريمة البشعة التي وقعت في طبربور، وأقدم فيها شاب '28 عاماً'، على قطع رأس والدته الخمسينية، نهاية الأسبوع الماضي.
وشهد الأسبوع الأول من الشهر الماضي، إقدام شخص -18 عاما-، على قتل شقيقته - 20 عاماً -، رمياً بالرصاص، عندما أطلق أربعة رصاصات على رأسها وهي نائمة، وذلك بسبب حيازتها لهاتف خلوي والتحدث به.
وفي منطقة الجبيهة بالعاصمة عمان، أقدم شاب - 20 عاماً -، على قتل شقيقته - 23 عاما – أيضاً.
كما أقدم رجل سبيعيني في شهر حزيران الماضي على إطلاق النار من بندقية نوع 'بومبكشن' على زوجته (64 عاما) وابنته الكبرى (40 عاما) وابنه (28 عاما) داخل منزلهم في منطقة الهاشمي الشمالي شرق عمان، إثر خلافات عائلية فأرداهم قتلى على الفور .
ووقعت جريمتا قتل من هذا النوع مطلع الشهر الثاني من العام الحالي، حينما أقدم مواطن يبلغ من العمر 65 عاما على قتل زوجته البالغة من العمر 50 عاماً في حي نزال، بإطلاق النار عليها، قبل أن يردي نفسه بالرصاص منتحراً
كما أقدم رجل على قتل زوجته، وإصابة أولاده الثلاثة، قبل إقدامه على الانتحار في منطقة رجم الشامي جنوب عمان
وتشير تقديرات «أن ثلاثة أرباع الجرائم وتحديدا الجرائم الشديدة والمنبوذة من المجتمع، ومنها القتل العمد والإيذاء البليغ تتم بين الأقارب والعائلات»، وارجع خبراء ذلك إلى أن العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع «تمر بحالة تفكك».
وقبلها وصلت إن الأب يقتل أبناءة الأربعة فمالذي جرى دون إي وازع أنساني يرده عن فعلته، فضلا عن الزوج الذي ألقى زوجته في حفرة نضح .
وفي التفاصيل، توفي أربعة أطفال إثر تعرضهم لحروق من الدرجة الثالثة (تفحم) في مختلف أنحاء الجسم، الجمعة، بعد أن أقدم مواطن على اضرام النار في مركبته وبداخلها أطفاله في منطقة البيضاء وزج قام برمي زوجته في حفرة نضح في مناطق العاصمة خلال اسبوع
وعن اسباب حدوث مثل هذه الجرائم غير المألوفة في الأردن التي وصلت بأب أن يقتل أبناءه حرقا، فهل يمكن ان تتحول هذه الجرائم الى ظاهرة في المجتمع الأردني بفعل الفقر وفي رصد غير رسمي، لأبرز الجرائم العائلية التي وقعت في المملكة بالسنوات السابقة، شهدت المملكة عدة جرائم هزّت الشارع؛ نظرا لبشاعتها، ومخالفتها الشرائع السماوية، فضلا عن غرابتها على المجتمع وأعرافه .
وتطرح الأسئلة لماذا تصاعدت الجرائم العائلية والعنف إلا اجتماعي بين أبناء القرية الواحدة والعشيرة والأقارب ماهي التحولات التي يشهدها مجتمع ما زال يصنف بأنه 'آمن'.
خبراء علم الاجتماع علقوا 'ان وقوع مثل هذه الجرائم اختلفت عن الوقت السابق؛ بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة 'الطاحنة 'وهي في مقدمة الأسباب، إضافة الى انفتاح التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي والثورة المعلوماتية التي أدت الى انتشار جرائم جديدة على المجتمع كجرائم الانترنت والسرقات عن طريق النت، فالبعض اصبح يحاول ان يقلد ما يشاهده عبر هذه المواقع، مع وجود عوامل تساعده على القيام بهذه الجرائم كتردي الأوضاع الاقتصادية وانهيار القيم المجتمعية'.
وأضافوا إن من الأسباب الأخرى لانتشار هذه الجرائم، لم يعد المجتمع الأردني مجتمع واحد بل عدة مجتمعات؛ نتيجة اللجوء السوري والعراقي، إضافة الى وجود العمالة الوافدة، فأصبح مجتمعا خليطا، كما ان هناك انهيارا لمنظومة القيم والعادات وغياب الضوابط العشائرية والقيم الاجتماعية، وانفتاح المجتمع على المجتمعات الأخرى، وانتشار المخدرات وغياب الوازع الديني، أدى إلى انتشار هذه الجرائم بشكل تقشعر له الأبدان .
ويرى ان انتشار هذه الجرائم قد تحول الى ظاهرة؛ نتيجة سماعنا اياها بشكل شبه يومي ، اراء أخرى تشير ان'الجرائم العائلية ' تدل على أن 'المجتمع أصبح يشهد ظواهر خطيرة تهدد الأمن والاستقرار الاجتماعي وتعزو أسباب هذا العنف إلى أسباب منها تداعيات الأزمة المالية العالمية وما أحدثته من خلل في مستوى معيشة الأفراد والعائلات، خاصة أنه مجتمع غالبيته العظمى من الشباب، حيث 'لا توجد أطر اقتصادية كافية تستقطبهم متخصص في القضايا الأمنية سابقا ترتبط هذه' الجرائم العائلية' المشاجرات ارتباطاً وثيقاً بعدد من المشكلات الاجتماعية كالطلاق وقضايا الشرف أو تلك التي ترتبط بخلافات مالية أو على ملكية الأراضي، وهذا يعني أن تنامي المشكلات الاجتماعية يمكن أن يشكل أرض خصب لهذه الخلافات .
أغلبها عنف شبابي بامتياز، حيث أن معظم هذه المشكلات تقع بين الشباب وهذا مؤشر هام جداً قد يدل على مستوى من الإحباط بسبب انحصار فرص العمل والبطالة والاختلاط الذي يعاني منه الشباب .
ولقد أشارت دراسات إلى أن من أهم العوامل التي تسبب العنف بين الشباب في الجامعات تعود إلى التعصب القبلي وعدم استثمار أوقات الفراغ والتنشئة غير السوية. جهات أخرى حملت المسؤولية في 'تجميد عقوبة الإعدام وترويج معلومات عن إلغائها في انهاء الردع العام لدى العديد من الناس، وشجع البعض منهم على ارتكاب جريمة القتل في ظل ضعف الوازع الديني وانهيار المنظومة الأخلاقية لدى مرتكبي الجرائم' الذين يلجئون إلى استخدام العنف في حل المشاكل الشخصية والعامة بدلاً من اللجوء إلى الطرق السلمية والقانونية.