الإعلام المصري يرشح الأمير الحسن لمنصب هام
كتب رئيس تحرير صحيفة الاهرام المصرية محمد عبد الهادى علام مقالا طالب فيه بتعيين الامير الحسن مكان الرئيس السابق لمنظمة التعاون الاسلامي وهو ما شجعت عليه غالبية وسائل الاعلام في مصر وفيما يلي نص المقال :
الواقعة غير المسبوقة فى اجتماعات منظمة التعاون الإسلامى قبل يومين لم تمر مرور الكرام، ولم تأت بالنتائج التى خطط لها من أراد الإساءة إلى رئيس مصر فى محفل يجمع دولا شقيقة، تجمعها رابطة الدين والقيم السامية للإسلام، التى عبر عنها الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقوله: « إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق» فقد خرج الأمين العام للمنظمة «الإسلامية» على الأعراف والقيم التى تحكم منصبه وقصد الإساءة إلى رئيس أكبر دولة فى المنطقة، فجاءه الرد الفورى سياسيا، ودبلوماسيا وشعبيا من داخل مصر ومن محيطها العربي.
ردت وزارة الخارجية على إساءة إياد مدنى بالطرق الدبلوماسية التى راعت مكانة مصر واتزان قيادتها فى مواجهة حالة منفلتة خارج التقاليد المرعية فى المنظمات الإقليمية والدولية.. ورد الرأى العام المصرى بطريقته الساخرة المعتادة، والقادرة على أن تطول أى مسئول فى أى مكان، على وقاحة الرجل، فقد استفزهم أن يتعمد المسئول الأول فى منظمة مرموقة الإساءة إلى رئيس بلادهم حتى لو اختلف البعض منهم مع الرئيس عبد الفتاح السيسى حول السياسات الحالية .
يؤمن الرئيس بأن مصر يجب أن تعكس قيمتها التاريخية والثقافية والأخلاقية ورصيدها الحضارى، وهو ما تراعيه الدولة المصرية فى مثل تلك الأزمات المفتعلة.
وقد جاء رد مصر مناسبا لكل تلك الأبعاد، فلم يكن الصمت أو التجاهل أو عدم الرد مقبولا فى حق رئيس الدولة، ومن ثم جاءت التصريحات محسوبة ومناسبة للموقف الاستفزازى.
السيد إياد مدنى لم يعد شخصا مرغوبا فيه فهو لم يعد – مثلما جاء فى بيان وزارة الخارجية – قادراً على القيام بمهام منصبه بعد ما صدر منه يوجد فى العالم الإسلامى والعربى شخصيات قادرة على قيادة المنظمة باحترام وتقدير للدول الأعضاء.
على سبيل المثال فقد استقبلت «الأهرام» قبل أيام الأمير الحسن بن طلال وهو مفكر عربى عف اللسان وصاحب سيرة ذاتية مرموقة، ولديه رصيد فى التقريب ما بين الشعوب العربية والإسلامية، وقدم من خلال منتدى الفكر العربى الذى يرأسه فى عمان إسهامات رفيعة للفكر العربى، تفوق بكثير التاريخ الشخصى للمسئول الحالى بمنظمة التعاون الإسلامي.
وبدورنا نؤكد صلابة الموقف الرسمى والشعبى من الوقاحة غير المعهودة من رجل وضع حول نفسه المئات من علامات الاستفهام، وإن كنا نشكره أيضا، لأن موقفه المخزى قد حقق التفافا حول رئيس مصر حتى ممن يختلفون معه.
بقيت كلمة أخيرة، العلاقات بين مصر والسعودية تاريخية وإستراتيجية، وهى أكبر من أن تترك لأفعال الصغار، والرد المصرى يخص مسئولا فى منظمة لم يراع تبعات منصبه، وتطاول على رئيس أكبر دولة فى المنطقة، فجاء الرد على قدر الخروج عن الأصول والأعراف، ولم يمس من قريب أو بعيد العلاقة القوية مع الدولة الشقيقة.