الرواية الكاملة لمقتل سيدة وإصابة ابنتها في الزرقاء
في استمرار لمسلسل قتل النساء، هزت جريمة في الزرقاء الشارع الأردني، أضيفت إلى لائحة العنف الأسري، واستضعاف النساء، فقد ألقت الشرطة الأربعاء الماضي القبض على (ر.ع) 48 عاما، وهو نفس اليوم الذي نفذ فيه جريمته البشعة، وقتله زوجته (أ.ب) 43 عاما، وأصابة ابنته (أ.ع) 19 عاما إصابة بالغة، برصاصتين في البطن، عندما داهمهما في المنزل الذي تقطن فيه الزوجة مع أبنائها بعد الانفصال بينهما من دون طلاق منذ 3 أشهر، ويقع في حي الغويرية، شارع الأندلس.
وفي تفاصيل الجريمة البشعة، كما رواها ذوو القتيلة، ومنهم نجلها 'خالد' 27عاما، فقد أقدم والده على تنفيذ بعض تهديداته التي لطالما وجهها لكل أفراد الأسرة، اقتحم على والدتي المنزل الذي تقيم فيه مع أشقائي، -يتابع خالد- عقب عودتها من تسجيل شقيقتي للتوجيهي، كانت أمي رحمها الله صائمة في ذلك اليوم المشؤوم، ذهبت قبل العودة للبيت وأحضرت بعض الحاجيات، عندما هاجم والدي المجرم البيت، كان بيدها بعض البطاطا والدجاج، فقد وعدت اخوتي بطبخ صينية بطاطا بالدجاج، ثم عاجلها بخمس رصاصات، 3منها أصابت العمود الفقري، وواحدة بالرئة، وأخرى بالكبد، كما جاء في تقرير الطب الشرعي.
مساء الخميس استطاعت الابنة المصابة والمقيمة في قسم العناية المركزة، أن تفتح عينيها، وتتحدث ببعض المعلومات التي تتذكرها، بحسب ما قالته ابنة خالتها 'الطبيبة مرام' فقد كان يتتبعهم شخص بهيئة متسول، وبقي يصر عليهم بطلب المال، ويسير خلفهما إلى أن وصلتا باب المنزل، وبمجرد دخولهما المنزل داهمهما الأب الكاسر وهو يحمل سلاحه، وبدأ بإطلاق النار عليها، وهنا تدخلت الأم للدفاع عن ابنتها، فحول إطلاق النار إلى زوجته، وهنا، تحاول الابنة بذهول أن تسأل الطبيبة وشقيقاتها عن مصير أمها، دون أن يبلغوها بعد بوفاتها.
يقول شقيقها محمود : عاشت شقيقتي المرحومة 28 عاما مع زوجها القاتل، صابرة لا تشتكي لأحد، رغم كل ما ذاقته من ألم قسوته وحرمانه، واستعباده لكل من في البيت، إلى أن طفح الكيل، عندما قرر أن يعزلها وأولادها عن العالم الخارجي، ومقاطعة أهلها، وحتى هنا لم تطلب الطلاق، بل قررت فقط أن تستقل مع أولادها في منزل آخر ليبتعدوا عنه قدر الامكان، ويظهر فيديو مرفق بالتقرير صورته كاميرا مراقبة تعود لمحل تجاري قريب، قيامه بتكسير سيارة ابن شقيقتها بالحجارة لقيامه بزيارة خالته في منزلها، كما تحدث بعض أقارب المتوفاة عن وجود عدد من القيود الأمنية بحق القاتل، ويتساءل محمود عن سبب تركه طليقا كل هذه الفترة رغم القيود بحقه، وآخرها تحطيمه للسيارة الموثق بالفيديو؟ ألم يساهم هذا الفلتان بسقوط سيدة بريئة صريعة، وإصابة ابنتها الشابة بجراح بليغة؟
كان دائم التهديد لنا جميعا، حاول منذ أيام استدراجي للركوب معه بالسيارة والانفراد بي، لكنني تركته سريعا عندما لمحت المسدس على جنبه، كان دائم التظاهر بالتدين والالتزام الشديد أمام الناس، لكن أفعاله بخلاف ظاهره، فقد كان قاسيا سيء الخلق، ويأكل حقوق الناس، ولا يعيد الحقوق والديون لأصحابها، متشددا في ما يعتقد من أفكار، غير متعلم، وثبت صورة (أسامة بن لادن) كصورة شخصية على صفحته بـ'فيسبوك'- والحديث لنجله خالد.
يضيف: قبل الحادثة بيوم حاول أحد أعمامي استدراج أمي للالتقاء والانفراد بها، أحست أنه يريد تسليمها لأبي، فلم توافق على الذهاب معه، وفي يوم الحادثة رأى الجيران إحدى عماتي تراقب البيت، وصورتها كاميرا المراقبة، وصديقيه (م، وع) كانا دائما التحريض ضد أمي، ودائما يحاولا التأثير بي كي أتخلى عنها، ويوم الحادثة كان يركب سيارة أحدهما، وموبايله بحوزة الآخر، كانوا يتهمون المرحومة امي بسرقة سلاح أبي وحاجيات أخرى له، وها هو يخرج السلاح ويستخدمه ضدها.
قرر ذوو الفقيدة أن لا يتقبلوا العزاء، في خطوة احتجاجية، ورسالة واضحة لأهل القاتل والحكومة، أنهم لن يهدأ لهم بال قبل إعدامه، وإلا فإنهم سيأخذون حقهم بايديهم كما قالوا.
واستهجن أقارب القتيلة تسرع بعض الإذاعات، والمواقع الالكترونية، في تصوير الجريمة باعتبارها قتل من والد على خلفية ما يسمى بجرائم الشرف، ورأوا في ذلك تماهيا مع القاتل وإشاعاته ضد المغدورة، متوعدين بمقاضاة أي مؤسسة إعلامية تحلل من كيسها، ولا تعود لأقارب الضحية.