هاي تسير على خطى الكبار

"لقد اختفى دور الرقم 10 بالطريقة القديمة، ولكن الرقم ما يزال موجودا. فهو رقم أزلي”. كان ميشيل يعرف ما يتحدث عنه عندما أدلى بهذه التصريحات للمجلة الفرنسية "سو فوت”. فقد عاصر الأسطورة ولاعب خط وسط ريال مدريد والمنتخب الإسباني سابقا نجوم كبار من أمثال دييجو مارادونا، زيكو، روبرتو باجيو وروي كوستا. وأضاف قائلا: "بفضلهم يُصبح الطريق إلى الهدف أقصر، كما أن 90 دقيقة تمرّ بسرعة أكبر وتكون المتعة أكثر للجميع”.
بعد مرور ثلاث سنوات، بدأت كلمات المدرب السابق لإشبيلية ومرسيليا وفرق أخرى تتأكد منذ بداية كأس العالم للسيدات تحت 17 عاما؛ حيث تُبهر ري هاي يون العالم حاملة رقم 10 الأسطوري على ظهرها بالقميص الأحمر لمنتخب كوريا الشمالية.
في ثلاث مباريات في المجموعة الثالثة، تعادل ممثل آسيا مع إنجلترا وحقق فوزين على حساب البرازيل (1-0) ونيجيريا (3-0). وخلال هذا المشوار تألقت الشابة الكورية الشمالية وأبانت عن الصفات التي ترتبط عادة بالرقم 10: الرؤية الثاقبة، المهارة الفنية والجودة العالية في التمرير. هل نتحدث هنا عن لاعبة وسط مثالية؟
ليس بالضبط. في الواقع، تلعب في خط الهجوم وتشمل مواهبها السرعة الفائقة والفعالية أمام المرمى والبراعة في الكرات الرأسية، ما أتاح لها تسجيل أربعة أهداف واحتلال المركز الثاني في ترتيب هدافات البطولة.
صرّحت ري لموقع "FIFA.com” بعد تسجيلها ثلاثية ضد نيجيريا، قائلة: "بالطبع، أكون سعيدة جدا كلما سجلت هدفا، لكني لم أضع ضمن أهدافي أن أصبح أفضل هدافة”. ثم أضافت وهي تمسك على صدرها بجائزة Live Your Goals أفضل لاعبة في المباراة: "لكن إذا كان بإمكاني تسجيل المزيد من الأهداف التي تسمح لنا ببلوغ المباراة النهائية والفوز بكأس العالم، سأكون سعيدة جدا”.
ولا شك أن الشهية قد أصبحت مفتوحة وستحاول ري زيادة غلّة الأهداف ضد غانا في الدور ربع النهائي. بيد أنه على غرار صانعي الألعاب الكلاسيكيين الذين يفضّلون غالبا متعة إعطاء التمريرة الحاسمة على تسجيل الهدف، فإن لاعبة نادي ديبورتيفو 25 أبريل لن تعترض إطلاقا على قيام زميلاتها بهذه المهمة؛ حيث أكدت قائلة: "أنا أفضّل ألف مرة عدم تسجيل أي هدف والفوز بالبطولة عوض تسجيل أربعة أو خمسة أهداف أخرى وعدم رفع الكأس”.
وبينما تعترف بأنها لا تستبعد المنافسة على حذاء adidas الذهبي لأفضل هدافة في البطولة لأنها متخلفة بفارق هدف واحد فقط عن الإسبانية لورينا نافارو صاحبة الأهداف الخمسة، لا تنسى ري أن الهدف الرئيسي الذي وضعته منذ تحقيق التأهل إلى النهائيات العالمية: "نحن سعيدات جداً لتأهلنا إلى الدور ربع النهائي، ولكن منذ البداية لدينا هدف واحد: بلوغ المباراة النهائية والفوز بها”. وأضافت هذه المعجبة بكريستيانو رونالدو: "بالطبع، أولا كنا نفكّر في تخطي الدور الأول. ولكن بمجرد تحقيق ذلك، يجب الآن أن نطمح للتتويج بلقب بطلات العالم”.
ولتحقيق ذلك، يجب أن تسير ممثلات آسيا على خطى مواطناتهن الرائدات اللائي فزن بالنسخة الافتتاحية لكأس العالم للسيدات تحت 17 عاما "نيوزيلندا 2008”. في ذلك الوقت، كانت قد سجّلت جون ميونج أربعة أهداف أيضا قبل المباراة النهائية وكانت ضمن أفضل الهدافات. وفي المباراة الحاسمة لم تهز الشباك، ولكنها رفعت الكأس في نهاية المطاف. وهل تعرفون ماذا كان رقم القميص على ظهرها؟ إذا كانت الشكوك ما تزال تراودكم، سيقدّم لكم ميشيل يد العون: "إن أهمية الرقم 10 في تاريخ كرة القدم كبيرة وأساسية. جميع اللاعبين الذين يجعلون من هذه الرياضة الأكثر شعبية في العالم يحملون هذا الرقم: زيدان، بلاتيني، مارادونا، بيليه... إذا كنا نحب هذه الرياضة، فالفضل في ذلك يعود أساسا إليهم”.