ويلز تبعد بلجيكا عن طريقها وتضرب موعدا مع البرتغال

فجرت ويلز مفاجأة من العيار الثقيل ببلوغها الدور قبل النهائي لبطولة أوروبا 2016 لكرة القدم بعدما قادتها مهارة هال روبسون-كانو وسام فوكس للفوز 3-1 على بلجيكا أول من أمس الجمعة لتضرب موعدا مع البرتغال.
وراوغ روبسون-كانو ثلاثة لاعبين من بلجيكا بحركة واحدة من جسده ليهز الشباك ويضع ويلز في المقدمة في الشوط الثاني بينما أكمل فوكس الثلاثية بضربة رأس رائعة لتبلغ الدور نصف النهائي لبطولة كبرى لاول مرة في تاريخها.
وكانت هذه ضربة قاصمة لبلجيكا التي رشحها خبراء لنيل اللقب قبل البطولة خاصة بعد ان كانت هي البادئة بالتسجيل عبر لاعبها راديا ناينغولان في الدقيقة 13 بتسديدة هائلة من مسافة بعيدة. وعادل أشلي ويليامز قائد ويلز النتيجة في الدقيقة 30 بضربة رأس من ركلة ركنية.
وقال كريس كولمان مدرب ويلز للصحفيين "قلت للاعبين قبل المباراة اليوم باننا لم نأت الى هنا لمجرد الاستمتاع بل للمنافسة".
وتابع "لا بد أن نواصل الحلم والطموح. قبل أربع سنوات كان رأيي مختلفا كثيرا. واجهت اخفاقات اكثر من النجاحات لكني لا اخشى الفشل. نستحق هذا الانتصار".
وستواجه ويلز التي كانت تلعب في دور الثمانية ببطولة كبرى لأول مرة منذ الخسارة أمام البرازيل في كأس العالم 1958 منتخب البرتغال في لقاء بين أغلى لاعبين في العالم كريستيانو رونالدو وزميله في ريال مدريد غاريث بايل.
وسيغيب عن صفوف ويلز في المباراة المقبلة لاعبها الملهم أرون رامزي الذي حصل على انذار سيبعده عن مواجهة الدور نصف النهائي في ليون يوم الأربعاء المقبل.
وشهدت المباراة - التي توقع خبراء قبلها ان تكون دفاعية - بداية محمومة حيث أخذت بلجيكا زمام المبادرة وكان يمكنها التقدم بعد سبع دقائق فقط لكن دفاع ويلز وقف لها بالمرصاد.
وتصدى وين هينيسي حارس ويلز لمحاولة من يانيك كاراسكو قبل ان يتصدى مدافعو ويلز لمحاولات من توماس مونييه وايدن هازار.
لكن دفاع ويلز لم يستطع التعامل مع تسديدة ناينغولان من 25 مترا التي لم يفلح هينيسي في التعامل معها.
وبدلا من ان يقضي هذا الهدف على معنويات ويلز استفاق الفريق وكاد ابناء المدرب كولمان ان يدركوا التعادل عبر محاولة نيل تيلور من مسافة ستة امتار والتي حادت عن المرمى.
لكن التعادل جاء في الدقيقة 30 ويبدو انهم تدربوا على هذه الجملة كثيرا. فبعد حصولهم على ركلة ركنية شتت لاعبو ويلز مدافعي المنافس في منطقتهم وتركوا مساحة للقائد ويليامز - الذي تعافى من اصابة في الكتف ليدخل التشكيلة الأساسية - ليسجل منها برأسه في مرمى حارس بلجيكا تيبو كورتوا.
وبينما بدأت بلجيكا الشوط الثاني أكثر قوة حيث سدد روميلو لوكاكو كرة بالرأس حادت عن المرمى وسدد ايدن هازار كرة مرت بجوار القائم سجلت ويلز هدف التقدم بفضل مهارة رائعة من روبسون-كانو.
ولعب ارون رامزي تمريرة عرضية للمهاجم في المنطقة وظهره إلى المرمى ليراوغ ثلاثة مدافعين بحركة واحدة من جسده ويستدير ويسدد في شباك كورتوا في الدقيقة 55.
وكثفت بلجيكا الضغط لادراك التعادل لكن ويلز اكملت الثلاثية قبل اربع دقائق من النهاية حيث لعب كريس غانتر تمريرة إلى البديل فوكس ليضعها برأسه رائعة في الشباك وسط احتفالات عارمة من جماهير ويلز.
فيلموتس يحتاج لوقت للتفكير
من ناحية ثانية، طلب مارك فيلموتس مدرب بلجيكا وقتا للراحة والتفكير في مستقبله بعد خروج فريقه المرصع بالمواهب والنجوم من بطولة أوروبا.
وقال ردا على سؤال حول مستقبله مع المنتخب البلجيكي "سأخرج في عطلة قصيرة. لن أتخذ قرارا في ذروة الانفعال. أريد بعض الوقت للتفكير".
لكن رد فعل لاعبي وطاقم الفريق والإعلام البلجيكي ربما لا يترك له كثيرا من الوقت للتفكير بعد تبخر الآمال الكبيرة بالتتويج في ظل وجود "جيل ذهبي من اللاعبين".
وقالت صحيفة "هيت لاتستي نيوز" بعد الهزيمة في ليون "إنها هزيمة مخجلة في ظل توفر كل هذه المواهب.. بعد هذا الخروج المخجل لا يمكن أن يستمر فيلموتس في تدريب المنتخب".
وعلى مستوى لاعبي الفريق فإن حارس مرمى تشلسي تيبو كورتوا يبدو غير مقتنع تماما بقدرات المدرب فيلموتس بعد أن سبق له القول خلال البطولة إن الفشل الخططي هو السبب في تعثر الفريق المليء بالمواهب مثل إيدن هازار وكيفن دي بروين ودريس ميرتنز.
وفي المؤتمر الصحفي بعد المباراة قال فيلموتس إن الإصابات والإيقافات حرمت فريقه من بعض العناصر الهامة واضطرته للاعتماد علي عدد من العناصر الشابة غير المدربة جيدا. وقال المدرب عن هزيمة فريقه بعد تقدمه أولا بهدف في الدقيقة 13 "الإستراتيجية كانت جيدة. لم أتوقف عن الطلب من لاعبي الفريق التقدم إلى الأمام.. لدينا مشكلة في التفاهم والتواصل. لست ساحرا".
وأضاف المدرب "أتفهم خيبة أمل حارس المرمى تيبو لأنه كان يحلم بأن نتوج ببطولة أوروبا وتبخر هذا الحلم".
ويلز تستطيع الحلم
إلى ذلك، قال هال روبسون-كانو الذي اختير كافضل لاعب في انتصار ويلز التاريخي إن فريقا يضم افضل المواهب في العالم ويدافع باستبسال سيبقي على حلم بلاده في الوصول الى أبعد مدى في البطولة.
وقال روبسون-كانو "قدمنا اداء قويا للعودة في المباراة خلال الشوط الأول. واصلنا اللعب بقوة في الشوط الثاني لنحصل على المكافأة".
وتابع "التزمنا بخطة اللعب. نملك افضل المواهب في العالم. دفاعنا صخرة. وبوجود هذا المزيج لدينا فرصة جيدة".
ووصف غاري لينيكر اللاعب الدولي الانجليزي السابق والذي يقوم بالتعليق والتحليل لهيئة الاذاعة البريطانية انتصار ويلز أول من أمس بانه "واحدة من افضل المباريات في تاريخ كرة القدم البريطانية".
وكان هدف القائد ويليامز في الدقيقة 30 هو الثاني له خلال 64 مباراة مع بلاده. وقال "أنا سعيد بالتسجيل لكني سعيد أكثر بالتأهل فانا لا اسجل الكثير من الأهداف".
وقاد روبسون-كانو منتخب بلاده ويلز للصعود لنصف النهائي لكنه ينتظر تحديا جديدا بعيدا عن مواجهة البرتغال المقبلة وهو البحث عن فريق جديد يلعب له.
وبعد أن بذل جهدا كبيرا للتعافي من إصابة في الكاحل واللحاق بالبطولة الأوروبية حصل المهاجم روبسون-كانو (27 عاما) في نفس اليوم الذي انتهى فيه عقده مع ريدينغ فريق القسم الثاني الانجليزي على دفعة معنوية هائلة عندما أحرز الهدف الثاني لبلاده في شباك بلجيكا.
وقال روبسون-كانو للصحفيين عن قراره بترك النادي الذي انضم إليه وهو طالب بالمدرسة "بقيت في ريدينغ مدة 12 عاما وقدمته له الكثير من الخدمات وكنت وفيا للغاية له".
وأضاف روبسون-كانو "خلال الموسم الماضي قررت عدم تمديد عقدي مع ريدينغ وبدء صفحة جديدة في مسيرتي المهنية" مؤكدا أن الانتقال سيكون في صالح مستقبل أسرته".
وأشاد المدرب كولمان بلاعبه الذي لم تكن مشاركته في البطولة مؤكدة قبل شهر واحد فقط بسبب الإصابة لكن اللاعب اثبت أنه جدير بثقة المدرب عندما أحرز هدف الفوز 2-1 في شباك سلوفاكيا في دور المجموعات لتواصل ويلز تقدمها. وقال المدرب "شعرت بسعادة كبيرة بعد إحرازه الهدف لأنه كان قريبا من الغياب عن البطولة.. لقد بذل جهدا هائلا لاستعادة لياقته. وكان على قدر المهمة".
والمهمة المقبلة لروبسون-كانو ستكون مواجهة مع ظهير البرتغال بيبي في ليون الأربعاء المقبل وهو يعتقد أن بوسع فريقه الفوز والوصول للنهائي.