ايرلندا الشمالية توجه أنظارها لصانعي تاريخها

مر وقت طويل منذ أن تأهلت ايرلندا الشمالية إلى نهائيات بطولة كبرى لكرة القدم حتى إن كثيرا من لاعبي تشكيلة المدرب مايكل اونيل لبطولة أوروبا 2016 ولدوا بعد آخر ظهور لمنتخب بلادهم في بطولة عالمية كبيرة.
وعندما قاد بيلي بينغهام منتخب البلاد إلى نهائيات كأس العالم 1986 كان فقط روي كارول وآرون هيوز وغاريث مكاولي في المدرسة الابتدائية مع دخول الأبطال مثل بات جنينغز ونورمان وايتسايد وجيري ارمسترونغ التراث الشعبي.
لكن مع تبقي فقط الذكريات العزيزة من تلك الأيام فإن المدرب الحالي أونيل وفريقه عكفوا على مدار العامين الماضيين على صنع تاريخ خاص بهم.
والتأهل إلى بطولة أوروبا كأول المجموعة لن يكون فقط الظهور الأول للبلاد في بطولة كبرى في 30 عاما، بل إنها ستكون المرة الأولى التي ستلعب فيها ايرلندا الشمالية في هذه البطولة القارية.
وفي طريقه إلى النهائيات، قاد اونيل الفريق لخوض عشر مباريات متتالية بلا هزيمة اختتمها بالفوز 1-0 على سلوفينيا في نهاية آذار (مارس) الماضي ليكسر الرقم القياسي السابق للمنتخب تحت قيادة بينغهام.
وبسبب روح الفريق القوية التي غرسها اونيل في فريق جمعه من مختلف الدرجات في انجلترا واسكتلندا حول المجموعة الأساسية التي تلعب في الدوري الانجليزي الممتاز والمكونة من مكاولي وجوني ايفانز وستيفن ديفيز فان الفريق سيتوجه إلى البطولة في فرنسا بروح معنوية عالية.
وقال أونيل الذي وقع مع الاتحاد عقدا لمدة أربع سنوات بعد الفوز على سلوفينيا "نفسيا التركيز موجود طيلة الوقت. إنهم يطبقون ذلك".
وأضاف "أرى ذلك الآن على مستوى أعلى. يأتي هذا نتيجة الإيمان والنجاح. لم يكن هذا كله بسببي. هناك جهد جماعي أكبر وليس المدرب دائما. اعتقد أن هذا أمر صحي مع اقتراب النهائيات في فرنسا".
وتابع المدرب "أنا أيضا سعيد بزيادة المنافسة على دخول التشكيلة. ربما في الماضي كنا نعتمد بدرجة كبيرة على عدد قليل من اللاعبين. مع زيادة عدد اللاعبين المهمين سنكون أقوى".
ومنذ اقتناص بطاقة التأهل بعد الفوز 3-1 على اليونان على ملعب ويندسور بارك في تشرين الثاني (نوفمبر) عمل أونيل على زيادة عدد اللاعبين الذين يعتمد عليهم بالإضافة إلى تعزيز المرونة الفنية في تشكيلته.
وسجل المهاجم كونور واشنطن المولود في انجلترا هدف الفوز على سلوفينيا في مباراته الثانية فقط مع الفريق ولاعب كوينز بارك رينجرز هو النوع من اللاعبين الذين يسعى اونيل للاستفادة منهم لتعزيز هجومه حيث يريد تخفيف الضغط عن كايل لافيرتي هداف ايرلندا الشمالية في التصفيات برصيد سبعة أهداف.
وأوقعت القرعة ايرلندا الشمالية في المجموعة الثالثة حيث ستواجه ألمانيا بطلة العالم وبولندا وأوكرانيا وحصل أونيل على دفعة معنوية عندما شاهد انجلترا تهزم فريق المدرب يواكيم لوف 3-2 في مباراة ودية في برلين في آذار (مارس) الماضي. وقال أونيل "واقعيا نعلم أننا عندما نواجه ألمانيا ستكون خطة لعب مختلفة عن مباراة انجلترا".
وأضاف "تركيزنا الأساسي في هذه اللحظة ينصب على بولندا وأوكرانيا. سنحاول مشاهدة أكبر عدد ممكن من مباريات منافسينا. الفرق تغيرت عما كانت عليه في التصفيات ونحن أيضا".
وتابع "لن أقول الكثير عن ألمانيا التي تملك العديد من الخيارات الرائعة. لسنا تحت تأثير أي أوهام. ستكون أصعب مباراة لنا"