آخر الأخبار
  الإدارة المحلية تدعو للابتعاد عن مجاري الأودية   ظاهرة نادرة في البترا تؤكّد دقّة التوجيه الفلكي بالعمارة النبطية   مديرية الأمن العام تجدّد تحذيرها   رئيس وزراء قطر: مفاوضات إنهاء حرب غزة تمر بمرحلة حرجة   الاشغال: 110 فرق و135 آلية و20 كاسحة ثلوج للتعامل مع الحالة الجوية   النشامى بعد قرعة المونديال .. مستعدون للتحدي ومتفائلون   الأردن يلتقي الكويت في كأس العرب السبت   زخات متفرقة من المطر السبت   الأردن يرحب بقرار الجمعية العامة الذي يمدّد ولاية (أونروا)   تحذير "عالي الخطورة" من الأرصاد للعقبة ومعان والأغوار والبحر الميت   سلامي: تواجد المنتخب في المجموعة العاشرة جيد   مديرية الأمن العام تحذر من حالة عدم الاستقرار الجوي المتوقعة   "النشامى" والأرجنتين والنمسا والجزائر في دوري المجموعات بكأس العالم 2026   وزارة الزراعة: لم تُسجل حالات غش داخل مهرجان الزيتون الوطني   الغذاء والدواء: لا تشتروا المنتجات إلا من منشآت مرخصة تخضع للرقابة   هذا ما ستشهده حالة الطقس في المملكة خلال الساعات القادمة   العثور على جثة شخص مقتول داخل منزل في لواء الأزرق   تسرب غاز يودي بحياة ثلاثة أشخاص وإصابة آخر   الجيش يحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة على الواجهة الجنوبية   الملك يشارك في قمة أردنية أوروبية تستضيفها عمّان الشهر المقبل

هل صار الرجال بلا نظر؟ ... لهذه الاسباب "تعنّس" اللّبنانيّات

{clean_title}

لامستِ الثّلاثين من عمرك، ولكنّك تشعرين بأنّك لا زلت في أوّل "العشرينات". سريعٌ هو الوقت، مضت هذه السّنوات بومضة ضوءٍ. لم يتغيّر شكلك كثيرا سوى بعض الخطوط قرب عينيك باتت تظهر لمن يحدّق بها. كم بكت تلك العينان في الماضي القريب من جرّاء خيبات عصفت بحياتك، ولكنّك اليوم أكثر قوّةً وخبرةً وإستقلاليّةً.

لم تعد المرآة رفيقتك الدّائمة، تنظرين إليها ثوانٍ قليلة في اليوم، لتتأكّدي من أنّ مظهركَ متكاملٌ وأنيقٌ قبل الخروج الى العمل، فثقتك بنفسك لم تعد ترضى بوقفات مطوّلة أمام حائطٍ فضيٍّ.

"الله يبعلتك عريس يا إميّ... ويننّي الرجال انقطعوا ولاّ صاروا بلا نظر!"، تقف أمام باب غرفتك وتنظُر إليك بحسرةٍ، فتحملين محفظتك وتخرجين من المنزل بسرعةٍ. باتت هذه العبارات مزعجة حتى من أقرب المقرّبين.

قد تكونين واحدة من آلاف النّساء العازبات في لبنان، يُطلق عليهّن المجتمع صفة "معنّسات". إلاّ أنّه في غياب أرقامٍ ودراساتٍ رسميّةٍ يبقى الحديث عمّا يسمى بـ"العنوسة" في لبنان ضمن إطار الظّاهرة الاجتماعيّة التي تتوالى أسباباً ونتائج.

يُعرّف المجتمع "المعنّسة" بأنّها المرأة التي تخطّت الثلاثين من عمرها وهي لا زالت عازبة، إلاّ أنّ اللبنانيّة باتت تعطى أخيراً سنوات إضافيّة فوق الثلاثين قبل أن يصدر بحقّها هذا الحكم، وكأنها اقترفت ذنباً ستُحاسب عليه كلّ حياتها.

وفي الغوص في مسبّبات "العنوسة" في بلدنا، لا بدّ من التطّرق الى الرّجل اللبنانيّ أولاً. هجرة الرّجال للعمل خارجاً بسبب الاوضاع المعيشيّة الصّعبة هي واحدة من أبرز أسباب بقاء اللّبنانيّات عازبات. يُضاف الى هذا الواقع، تفلّت الرّجل اللّبناني من فكرة الزواج بشكل عام نظراً لما ترتّب عليه من مسؤوليات عائلية ومالية هائلة، من جهة، ونظراً لكثرة وسهولة "الحصول" على فتيات يرغبن، كما هو، بتمضية الوقت وإقامة علاقات من دون أي رابطٍ عاطفيٍ أو مستقبليّ من جهة أخرى.

يقع اللّوم ثانياً على مجتمعٍ يختصر المرأة اللّبنانيّة بالامّ فقط، متجاهلاً أحلامها وطموحاتها وإنجازاتها، وقدرتها على تحقيق ذاتها ومنافسة الرّجل في شتّى الميادين.

مجتمعٌ يعطي المرأة عشر سنوات لتُنهي دراساتها العليا وتعمل وتكتسب خبرة، وتتبوأ مناصب عالية، وتتزّوج، وتهتمّ بشؤون المنزل والزّوج والعائلة وتلد أقّله 3 أولاد!

وبالاضافة الى ذلك، تتحمّل المرأة اللّبنانيّة أيضاً مسؤوليّة بقائها عزباء. فهي باتت، ومن دون تعميمٍ، كثيرة المتطلّبات، لا ترضى إلا برجلٍ مطابقٍ لمواصفات لائحتها الطّويلة، وهي ليست مستعدّة لتقديم أي تنازلٍ غير جوهريّ في هذه اللاّئحة. تنظر للزواج على أنه شقّةٌ شاسعةٌ وواسعةٌ وزفافٌ ضخمٌ، وحسابٌ كبيرٌ في المصرف، وفي الختام رجلٌ وسيمٌ وحنونٌ ومثقّف ووفيّ... وهذا باختصارٍ شديدٍ!

حتّى يومنا هذا، تبقى "العنوسة" نعتٌ يلصق بالمرأة فقط التي تنخفض أسهمها في الزّواج كلّما ارتفع عمرها، ويبقى الرّجل حتى الخمسين من عمره شاباً يافعاً جذّابًا لا يُعجب إلا بفتيات صغيرات يصلحُ ليكون والدهنّ.

أمّا للامّهات فنقول: المشكلة هي أن الرّجال "كثيري" النظّر والنّساء "قليلات" القناعة، ولم ينقطع في مجتمعنا سوى الوفاء والتّضحية! ( mtv )