ذكر الشيخ عصام العويد في إحدى محاضراته قصة عجيبة لرجل تراكمت عليه الديون.
ويقول: رجل قد تراكمت عليه الديون، وأقلقه همها، وأشغله كربها..جاءه أحد معارفه من كبار السن أصحاب الملايييين، وقال له : "أنا أسدد عنك جميع ديونك، بس بشرط تزوجني بنتك أم 21 سنة .. ففرح المدين، ووافق مباشرة.
فأسرع إلى بيته ونادى البنت..وقال : يافلانة .. خلاص إن شاء الله ستنتهي مشكلة الديون التي عليّ ..أبوفلان سيسددها كاملة ..لكن بشرط أن أزوجكِ إياه..فبهتت البنت وانقلب وجهها وتغير لونها وانكمشت ابتسامتها وقالت لكن ..أنا توي في بداية شبابي..حرام أقضي عليه مع شايب.
قال الأب : يابنتي تكفين (وافقي)، وافقي خلينا ننتهي من مشكلة الديون..فرفضت البنت واعتذرت..فألحّ الأب وحاول وترجى لكن لا فائدة.
فنزلت دمعة حارة من عيني الأب إذ تلاشت جميع الأحلام، وعادت الهموم، والغموم ..مع هذا النقاش ، ومع اشتداده بين الأب وابنته كانت الأخت الصغرى (18 عاماً) تسمع ما يدور، فدخلت على نزول تلك الدمعات من الأب وقالت : يا أبي .. ماذا يريد أبوفلان (الشايب)، ويسدد ديوننا ؟ قال بسرعة : يريد فلانة..لكنها رفضت..فتقدمت البنت الصغرى إلى الأب، وقبّلت رأسه، وقالت : يا أبتِ ، لا تحمل هم..أنا موفقة أن أتزوجه..على أن تنتهي مشكلة ديونك فقام الأب فزعا، وقال : صحيح ، أنت موافقة تأخذينه ؟ قالت : نعم.
فقام الأب مسرعا إلى ذلك الشايب المليونير، وقال :يا ابوفلان ، خلاص.. لكن : البنت أم 21 اعتذرت وعندي أم 18 موافقة، وش رأيك ؟ فتبسم الشايب، وقال : أحسن ، وأحسن ، موافق.
فعقد الشايب على البنت الصغرى، وحدد وقت الدخول، وتم تسديد جميع الديون.. وعادت البسمة للأب الضعيف، والذي لا يدري كيف يشكر ابنته البارة والتي فكت أزمته بتوفيق الله.
وقبل الدخول بأيام يسيرة جاء خبر الشايب، أنه توفي ولحق بالرفيق الأعلى فجاء البنت من الورث ( الإرث ) ما يقارب 15 مليون ريال..فأنفقت على أهلها وبيتها وولدها فكان فتحا لها ..برت بوالدها .. فرزقها الله .. من حيث لم تحتسب.
فما أعظم بركة بر الوالدين