ما هى الحكمة من كثرة زواج النبي عليه الصلاة والسلام؟!"، كثيرا ما نتعرض لمثل هذه الاسئلة، فإذا جاءك أحد وسألك عن السبب الذي جعل الرسول -صلى الله عليه وسلم - يتزوج عدد من النساء فهل تعرف الإجابة؟ وهل تملك دفع هذا الحرج الذي سببه عدم معرفتك معرفة تامة بظروف وحقيقة زواج النبي -صلى الله عليه وسلم- من عدة نساء؟
جاء الجواب عن هذا السؤال في محاضرة ألقاها الأستاذ عمرو خالد منذ فترة، وأهم ما جاء فيها:
أولا: لنتسائل بداية كم هن عدد زوجات الرسول -صلى الله عليه وسلم -؟
عددهن 12 زوجة، والرسول - عليه الصلاة والسلام - توفي وعنده عشر زوجات، حيث توفيت في حياته السيدة خديجة والسيدة زينب بنت خزيمة رضي الله عنهما.
ثانيا: هل تحفظون أسماء أمهات المؤمنين؟
سنذكر الآن أسماء الزوجات:
1- خديجة بنت خويلد
2-سودة بنت زمعة
3-عائشة بنت ابي بكر
6-أم سلمة هند بنت عتبة
7-زينب بنت جحش
8-جويرية بنت الحارث
9-صفية بنت حيي بن أخطب
10-أم حبيبة رملة بنت ابي سفيان
11-ماريا بنت شمعون المصرية
12- ميمونة بنت الحارث
لنسأل السؤال التالي بعد ذكر أسماء زوجاته -عليه الصلاة والسلام -: كم واحدة بكر وكم واحدة كانت متزوجة من قبل؟
الجواب: واحدة بكر وهي السيدة عائشة -رضي الله عنها - والباقي ثيبات.
هل كن عربيات؟
كلهن عربيات باستثناء السيدة (ماريا) فقد كانت من خارج الجزيرة العربية وكانت من ارض مصر.
هل كن مسلمات كلهن؟
نعم إلا اثنتين: السيدة صفية كانت يهودية والسيدة ماريا كانت مسيحية، رضي الله عنهن جميعاً.
السؤال التالي: هل كان سبب تعدد الزواج من قبل الرسول -صلى الله عليه وسلم- شهوة؟
إذا تأملنا مراحل حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم- الزوجية نجد أن الشهوة اختفت من حياته، والدليل عقلي، لنتأمل:
3-الرسول -صلى الله عليه وسلم- من سن 50 إلى 52 سنة من غير زواج حزنا ووفاء لزوجته الأولى.
4- الرسول -صلى الله علسه وسلم- من سن 52 إلى 60 تزوج عدة زوجات لأسباب سياسية ودينية واجتماعية.
فهل من المعقول أن الشهوة ظهرت فجأة من سن 52 سنة؟ وهل من المعقول للرجل المحب للزواج أن يتزوج في فورة شبابه من ثيب تزوجت مرتين قبله ويمكث معها 25 سنة من غير أن يتزوج بغيرها، ثم يمكث سنتين من غير زواج وفاء وتكريما لها.
ثم إنه عليه الصلاة والسلام عند زواجه بعد السيدة خديجة تزوج السيدة سودة وكان عمرها (80) سنة حيث كانت اول أرملة في الإسلام وأراد -عليه الصلاة والسلام- أن يكرمها ويكرم النساء اللواتي مثلها حيث ابتدا بنفسه ولم يأمر صحابته بزواجها، بل هو عليه الصلاة والسلام قام بتكريمها بنفسه ليكون هذا العمل الإنساني قدوة من بعده.
بعد هذه المعلومات جميعها نخلص إلى النتيجة التالية:
الرسول -صلى الله عليه وسلم - تزوج بطريقتين:
1- محمد الرجل (تزوج بالسيدة خديجة)
2- محمد الرسول (تزوج باقي نسوته)
أما السؤال التالي: هل الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- هو الوحيد الذي عدد أم أن هنالك انبياء عددوا أيضا؟
الجواب: نعم، لقد عدد المرسلون والأنبياء كسيدنا إبراهيم وسيدنا داود وسليمان عليهم الصلاة والسلام، وهذا مكتوب في الكتب السماوية كلها، فلماذا يهاجمنا بها الغرب، وهم معترفون أصلاً ومكتوبة عندهم!
لكن ما هي الدواعي السياسية والإجتماعية والدينية التي دعت الرسول لتعديد زوجاته؟
ثانيا: تأصيل العلاقة بين الصحابة وتشبيكها مما يؤدي إلى تماسك الامة، فها هو عليه السلام يتزوج بابنة أبي بكر وأخت عمر بن الخطاب، ويزوج ابنتيه لسيدنا عثمان، والبنت الثالثة لسيدنا علي رضي الله عنهم جميعا وأرضاهم.
ثالثا: الرحمة بالارامل حيث تزوج الرسول -صلى الله عليه وسلم- من الأرامل (السيدة سودة وأم سلمة وأم حبيبة).
رابعا: استكمال تشريع الإسلام حيث يقوم الرسول بالفعل بنفسه ليكون قدوة واسوة للمسلمين من بعده، سواء كان بتكريم الأرامل أو الرحمة بمن اسلم من غير المسلمين كزواجه بصفية بعدما أسلم أبوها، ورفعة لشأنه عند حاسديه من اليهود.
خامسا: محبة الرسول -صلى الله عليه وسلم- لعقد الصلة والرابطة بين أقطار الأرض كلها حيث أراد بزواجه من السيدة ماريا المصرية أن يؤلف بلدا بأكمله، والرسول عليه الصلاة والسلام تزوج السيدة جويرية حتى يسلم بنو المصطلق حيث كانوا أسرى بيد المسلمين بعد غزوة بني المصطلق.
ومشروعية التعدد بهذا العدد (فوق أربع زوجات) كانت خصوصية من خصوصيات الرسول -صلى الله عليه وسلم- كخاصية وصال الصيام والقيام، فلماذا نترك كل خصوصيات الرسول -صلى الله عليه وسلم- فلا نطبقها ونأتي لهذه الخاصية ونطبقها؟
وإن أحب أحد أن يعدد ويقتدي بالنبي -عليه الصلاة والسلام- فليكمل الإقتداء ولتكن دواعي زواجه كدواعي زواج الرسول ليكتمل الاجر وينتفي الإثم الذي حذر منه الله عزوجل (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفورا رحيما) النساء 129.