لا أحد منّا يقرّر كيف ولأيّ والدين يولد، لكن كلّ منّا يحدّد سياق حياته لاحقًا، بقراراته وعزيمته وتصرفاته، "موي" هي فتاة فريدة من نوعها، تعاني من حالة جلدية نادرة وغير قابلة للشفاء، جعلت حياتها متميّزة عما سواها من الأطفال، ولدت موي في عائلة توماس، بعد أن التقى كل من روجر وتينا، المهاجرين من بريطانيا العظمى وألمانيا، وتحابّا.
فور ولادتها وتشخيص حالتها، اقترح الأطباء على الأبوين ترك موي في مستشفىً للأمراض العقلية، مدى الحياة، إلّا أنّ روجر وتينا رفضا ذلك، وقرّرا الاعتناء بالطفلة، مع علمهما بأنّ حياتهما ستتغير إلى الأبد، حيث أنّ الفتاة تحتاج إلى رعايةٍ مستمرة لحالتها الجلدية.
تعرّض الوالدان للعديد من المضايقات، فالبعض اتهمهما بإحراق الطفلة، كما يروي روجر في حسابه على "تويتر": "ذات يوم، بصقت سيدة في وجه زوجتي، واتهمها بأنها أحرقت موي، أما نحن، فقد حرصنا دائمًا على إظهارنا لموي كم هو مهم وجميل التمتع بهذا العالم".
موي، المصابة بحالة جلدية تدعى "ichthyosis"، يتنج جسدها خلايا الجلد بوتيرةٍ متسارعة، وهو ما يجعل من بشرتها هشة، ومعرّضة للعدوى وظهور البثور في كلّ وقت، لكنّ الدافع والتصميم كانا أقوى من وضعها الخاص، ما جعلها نشطة اجتماعيًا، أكاديميًا ورياضيًا، لتلهم الآخرين الذين لا أعذار لهم للتقوقع واختلاق أسباب لفشلهم، وتعطي دروسًا في العزيمة والإرادة للعالم أجمع.