وكاله جراءة نيوز - عمان - يواصل صائد الضباع راضي العوض مسلسل مغامراته مع هذا الحيوان المفترس، عندما قرر مؤخرا تبني ثلاثة ضباع صغيرة، تم اصطيادها لتعيش معه في المنزل، وسط عناية كبيرة منه ومن أسرته التي اعتادت هذا التعايش الخطر.
وما أن ضم العوض هذه الضباع الصغيرة التي لم يتجاوز عمرها خمسة عشر يوما لعائلته، حتى بدأت تتأقلم على الحياة الجديدة في منزل العوض الكائن في مدينة كفرنجة بمحافظة عجلون، لاسيما وانها وجدت العناية الكبيرة من صائدها الذي يحرص على إرضاعها بنفسه، الى جانب تدريبها على الحركة والتنقل والافتراس أيضا.
والغريب في الأمر ان اولاد وأحفاد العوض، لم يستغربوا هذه الخطوة، بل انهم يقضون وقتا طويلا في مداعبة الضباع الثلاثة التي تتجول داخل المنزل بحرية تامة، وتقضي أوقاتا طويلة في احضان الاطفال الذين يستمتعون ايضا بمداعبتها. ويحرص العوض على توفير كميات كبيرة من الحليب لإرضاع الصغار الثلاثة بشكل يومي، لمساعدتها على النمو، لحين القدرة على تناول اللحوم.
ويشير العوض إلى أنه يسعى لتهجين هذه الضباع، من خلال وضعها في أجواء بعيدة عن تلك الاجواء التي تعيشها الضباع في الغابات والجبال، مؤكدا انه خاض هذه التجربة من قبل ونجح فيها.
وعن كيفية حصوله على هذه الضباع الصغيرة قال العوض: قبل حوالي أسبوعين، جاءني رجل يقطن قريبا من منطقة سويمة في الاغوار، حيث اخبرني انا هناك ضباعا تهاجم أغنامه، وتقتل منها الكثير، طالبا مني الحضور الى المنطقة لتقصي أثرها والعمل على اصطيادها، ومن ثم تخليصه من هذه المعضلة.
ويضيف العوض: قررت مساعدة هذا الرجل الذي جاءني الى المنزل طالبا النجدة، لأقوم بزيارة الى تلك المنطقة، وأتقصى أثر الضباع، قبل أن أصل إلى "الوكر"، فقررت اقتحامه.
ويكمل العوض الحديث عن مغامرته: اقتحمت معقل الضباع قبل حلول وقت الغروب، لأجد "أنثى" في حالة ولادة، ما دفعني للخروج فورا، والانتظار خارج الوكر حتى منتصف الليل، لافتا الى انه لم يستطع العودة للمنزل خلال هذه الفترة، خوفا من هروب الضبع. وبعد انتصاف الليل يقول العوض "اقتحمت الوكر مرة اخرى، لأجد الأنثى انتهت من وضع صغارها الثلاثة، ولكنها كانت مستنفرة، ما دفعني للجلوس في الوكر حتى هدأت، قبل ان اقوم بلجم فمها وإخراجها، ووضعها في سيارة "بكب"، ومن ثم العودة الى الصغار الثلاثة حديثي الولادة، لأصطحبهم معي الى المنزل، وابدأ عملية إرضاعها برضاعة مخصصة للاطفال.
ويؤكد العوض أن أطفاله وأحفاده، تأقلموا على معايشة الضباع، وأنهم باتوا لا يخشون التعامل معها، الأمر الذي شجعه على اصطحاب الضباع الرضع الى المنزل للعيش هناك.
وقام العوض باحتفاظه بضبعين جديدين وضعهما في "زريبة الحيوانات" اصطادهما للتو من وكرهما، حيث كانت علامات الافتراس والشراسة بادية على وجههما، لدرجة ان الامر شكل خطورة على المندوب أثناء عملية التصوير، حيث تعرض لعملية هجوم من قبل واحد من هذه الضباع قبل التخلص من المأزق بسرعة. ويؤكد العوض أن عملية صيد الضباع لا تشكل عنده أي خوف أو هلع، بل على عكس ذلك، فإنه يشعر بفراغ واضطراب في حال مر أكثر من أسبوع أو أسبوعين دون أن يقتحم أوكار الضباع لاصطيادها.
ويكشف صائد الضباع عن ملاحظة مهمة، تتعلق بملاحقته في بعض الأحيان من قبل مسؤولي حماية الطبيعة في الأردن، مؤكدا أنه لا يعارض عملهم في هذا المجال، لاسيما أنه لا يقوم بقتل الضباع بل يعتني بها ويطعمها، لدرجة أنه يقوم بالانفاق عليها أكثر من أسرته في كثير من الأحيان، متمنيا أن يتيح له مسؤولو حماية الطبيعة فرصة مواصلة هوايته الخطرة دون عوائق.