وكاله جراءة نيوز - عمان - يتوجهُ الناخبون الجمهوريون في عشر ولايات أمريكية لصناديق الاقتراع اليوم الذي يسمى "الثلاثاء العظيم" لاختيار المرشح الذي سيتنافس ضد باراك اوباما في الانتخابات العامة هذا الخريف. وستحسم اليوم أصوات 466 مندوبا من بين 1144 يحتاج المرشح للحصول على تأييدهم ليفوز بترشيح الحزب للرئاسة
وإلى الآن يتقدم حاكم ولاية ماساتشوستس السابق ميت رومني الجميعَ في عددِ المندوبين، بـ154، وفي المرتبة الثانية عضو مجلس الشيوخ السابق ريك سانتورام بتسعة وستين مندوبا، ثم مدير مجلس النواب السابق نيوت جنجرتش بثلاثة وثلاثين مندوبا، أما في المركز الرابع والأخير فيأتي عضو مجلس النواب من تكساس رون بول بستة و عشرين مندوبا. الاستطلاعات تظهر أن نسبة كبيرة من الناخبين الجمهوريين لم يقرروا بعد لمن سيصوتون، الأمر الذي يجعلهم عرضة لاتخاذ القرار بناء على الزخم الانتخابي الذي يحيط بالمرشح في اللحظة التي تصوت فيها ولايتهم
وتعد ولاية أوهايو ثاني أكبر ولاية تصوت، حيث تمثل 66 مندوبا، واستطلاعاتُ الرأي تظهرُ تقاربا شديدا بين المرشحين ميت رومني وريك سانتورام هنا، لكن الولاية مهمة ايضا لكونها مجاورة لولاية سانتورام، بنسلفانيا، و تشبهها في بنائها السكاني الذي يضم الكثير من الطبقة العاملة. وإن خسر سانتورام اوهايو فسيعني ذلك أن جاذبيته محدودة على الناخبين المتدينين و المحافظين
نيك وايهوف هو ناشطٌ جمهوريٌ في ولاية اوهايو منذ سنوات، و من اعضاءِ اللجنة المركزية للحزب، يقول انه قرر تأييدَ ميت رومني، ولكنه لم يقرر ذلك الا الاسبوع الماضي. وايهوف يعتقد ان رومني هو الأقدر على هزيمة اوباما، لكنه يقول "هناك نقص في الحماسة بين الجمهوريين، فميت رومني شخصية ناشفة." لكن يتوقع وايهوف ان يتوحد الجمهوريون معا ضد اوباما في الانتخابات العامة، رغم اختلافهم الآن
القضيةُ الأساسية للناخبين الجمهوريين في الولاية تعتمدُ على من تسأل، و تعكسُ آراء الناخبين الجمهوريين في الولايات المتحدة ككل. ايهوف يقول "الاقتصاد و الوظائف اهم الاولويات، القضايا الاجتماعية و الاجهاض ليست اولوية في هذه الانتخابات على الاقل." رومني، في حديث امام مجموعة من الناخبين في الولاية قال: "ان كنا تعتقد ان الانتخابات تتعلق بالاقتصاد و الوظائف وبتصغير حجم الحكومة، فانا مُرشَحُكَ". لكنّ مؤيدي المرشح سانتورام والكثير منهم من الافانجليين المتدينين يختلفون مع هذا التشخيص. السؤالُ عندهم هو "من هو المرشحُ المحافظ؟" سانتورام نفسه تحدث في اوهايو الاثنين قائلا: "هذه فرصة انتخابية رائعة لسكان اوهايو ليبعثون برسالة، وهي انهم يريدون شخصا يشاركهم القيم في البيت الابيض."
التذبذب في استطلاعات الرأي بين رومني و سانتورام أدى الى إطالة العملية الانتخابية والى تركيز المرشحين ليس فقط على الزخم الانتخابي بل على الشيء الثابت الوحيد الذي يضمن الفوز، وهو عدد المندوبين الذين في صفهم. ويتم تحديد صوت هؤلاء عبر انتخابات تتم بطرق مختلفة في الولايات. في بعض الولايات يحصل المرشح الفائز على جميع اصوات مندوبي الولاية، في ولايات أخرى يحصل المرشح الفائز على نسبة من اصوات المندوبين مساوية للنسبة التي صوتت له في تلك الولاية، الامر الذي قد يعني ان لا فرق في الحقيقة بين الحائز على المركز الاول والثاني. في ولايات أخرى لا يهم كيف يصوت الناخبون الجمهوريون، حيث تعطى للمندوبين، و هم في الغالب من نشطاء الحزب، الحرية في اخيار المرشح الذي يريدونه. أغلب أصوات أوهايو ستذهب مباشرة للمرشح الفائز، ولن يتم تقسيمها بين المرشحين. أصواتُ ليلة "الثلاثاء الكبير" ستقربُ السباق من خط النهاية، ولكنها لن تحسمَه. فما زالت هناك ثلاثون ولاية ستصوت من الآن وحتى نهاية الصيف