آخر الأخبار
  القاضي يوجّه كتاباً لـ حسان بخصوص إحالة موظفي الأمانة للتقاعد المبكر   سوريا تلقي القبض على مهرّب مخدرات إلى الأردن   محافظة البلقاء تحتفل باليوم العالمي للتطوع وتُكرّم جامعة عمّان الأهلية   ما حقيقة شطب نصف قيمة مخالفات السير؟   بالفيديو امام وزير الداخلية ضرورة ملحة للتدخل في جمعية المستثمرين في قطاع الإسكان   السفارة الامريكية في عمان تغلق أبوابها حتى الأحد   الجيش يتعامل مع جماعات تهريب أسلحة ومخدرات على الحدود الشمالية   موافقة أوروبية على مساعدة مالية للأردن بقيمة 500 مليون يورو   غرام الذهب يتجاوز الـ 90 دينارا في الاردن   مجلس النواب يعقد جلسة تشريعية لمناقشة تقرير ديوان المحاسبة   صندوق النقد: الأردن يستهدف تعزيز إيرادات موازنة 2026 بنسبة 0.9% من الناتج المحلي   أجواء باردة نسبيا حتى الخميس مع ازدياد فرص هطول الأمطار السبت   القوات المسلحة تتعامل مع جماعات تعمل على تهريب الأسلحة والمخدرات على الواجهة الحدودية الشمالية للمملكة   إنفجار جسم متفجر في الزرقاء ووفاة شخص وإصابة شخصين اخرين   وزير الزراعة: توفّر زيت الزيتون المستورد في الأسواق خلال مدة أقصاها 10 أيام   هيئة الإعلام تمنع التصوير خلال امتحانات الثانوية العامة دون تصريح   تأجيل رسوم الفصل الثاني لطلبة المنح والقروض   توضيح حكومي حول قرار الغاء إنهاء خدمات الموظفين بعد 30 سنة   محمود عباس: السلطة الفلسطينية مستعدة للعمل مع الرئيس ترمب والوسطاء والشركاء من أجل صنع السلام العادل والشامل   "رفض التبديل" .. يزيد أبو ليلى يكشف كواليس الهدف الأول في نهائي كأس العرب
عـاجـل :

عندما أمر الملك المخابرات باعتقال الملحق العسكري العراقي في عَمان.. تفاصيل سرية

{clean_title}

جراءة نيوز - اخبار الاردن -

روي جلالة الملك في كتابه “فرصتنا الأخيرة” تفاصيل محاولة الملحق العسكري العراقي في السفارة العراقية في عمان تسميم مخازن المياة بالزرقاء.. فيقول جلالته:

ما كاد الفجر يبزغ على بغداد في العشرين من اذار من العام 2003 حتى انهالت صواريخ “توماهوك” الامريكية على ملجأ حصين كان يظن ان صدام كان مختبئاً فيه، وفي وقت لاحق من ذلك اليوم حوالي الساعة الثامنة مساء انطلق الهجوم البري وزحفت الدبابات الامريكية والبريطانية انطلاقاً من الكويت باتجاه البصرة وبغداد.

اعربتُ عن مشاعري الحقيقية لكن الحرب قد اندلعت وكانت يداي مقيدتين ولا حيلة لي في وقف تلك العاصفة المجنونة، ولم يعد امامي سوى الاعتماد على الحس السليم لديّ بأن ما أفعله هو الأفضل بالنسبة الى الاردن والاردنيين.

ومع ان النزاع كان يبعد مئات الاميال عن الاردن لم يمضي وقت طويل حتى شعرنا بارتجاجاته داخل البلد، ففيما كنت في منزلي اشاهد الاخبار على شاشة التلفزة وكان على الخط سعد خير رئيس دائرة المخابرات العامة، الذي انتقل الى رحمته تعالى في العام 2009، “لقد كشفنا خطة عراقية لتسميم مخازن المياة في الزرقاء ومواقع اخرى” قال، ثم اضاف “الرأس المنفذ هو الملحق العسكري في السفارة العراقية وهو ينوي التنفيذ قريباً, ماذا تريدنا ان نفعل”.

تسميم الخزين المائي لو تم لسقط نتيجته مئات الضحايا من الاردنيين الابرياء، وربما الآف، ولكن التعامل مع مؤامرة كهذه ليس عملية سهلة. رجال صدام الذين ينتمون الى البعثة الدبلوماسية في عمان هم دبلوماسيون يتمتعون بالحصانة، وتوقيفهم قد يؤدي الى مشكلة دولية، تفحصت الدلائل الحسية المتوافرة فتبين لي ان صدقيتها لا تسمح بان نقف متفرجين دون اتخاذ الاجراءات اللازمة لحماية مواطنينا.

قلتُ لسعد “اذا كنا امام خطر يهدد حياة الاردنيين، فلننس الحصانة الدبلوماسية الآن، اذهبوا واوقفوهم في الحال، اقتحم رجال المخابرات منازل الدبلوماسيين العراقيين وقبضوا على الملحق العسكري واثنين من معاونيه.. وما أن ذاع الخبر حتى ارتفعت صرخة احتجاج من الراي العام الذي كان يجهل ما اكتشفناه من ادلة على ما كان النظام العراقي يخطط للقيام به، وخرجت انتقادات كثيرة وقال اصحابها ” كيف لكم ان تقتحموا املاك السفارة وتعتقلوا دبلوماسين عراقيين؟ كان جوابي لهؤلاء.. ثقوا بما اقول لكم، وبأن ما فعلناه مبني على معلومات صحيحة وان ارواحا أردنية كانت مهددة”.

صباح اليوم التالي جاء السفير العراقي لمقابلتي وكان يستشيط غضبا قال “لديّ رسالة من صدام، انه في غاية الغضب نتيجة عملكم هذا”.

اجبت السفير “انا على كامل الاستعداد لأن أخرج الى العلن واقول انني اوقفت هؤلاء الرجال الثلاثة لانهم كانوا يتأمرون لقتل مئات الاردنيين وربما الالآف منهم. لكنني اتطلع الى ما بعد الحرب سعادة السفير ولا أريد اقول كلاما من شأنه تدمير العلاقة الاحوية بين الشعبين العراقي والأردني، ولذلك ارجو ان تنقل هذه الرسالى الى صدام، اذا كانت هذه هي الطريقة التي تريدونها للتعامل مع الموضوع، فإنني سأكشف للعلن كيف يحاول نظامك ان يقتل المدنيين الاردنيين”. عاد اليّ السفير -وهذه شهادة له- واكد لي انه ابلغ صدام برسالتي وان “المشكلة باتت منتهية”.

كان السفير قد ابلغ وزارة الخارجية في بلاده انهم قاموا بعمل اخرق، واننا في الاردن مستعدون لنشر الخبر علناً مما سيسبب اشكالا على الصعيد الدولي اذا هم اختاروا الاستمرار في اثارة المسالة، وهكذا انطفأ الموضوع فطردنا الرجال الثلاثة وتوقف سيل الاتهامات باتجاهنا في المرحلة كانت لديهم مشاغل اخرى اكثر الحاحاً.