آخر الأخبار
  تقارير : تجميد أموال الاسد في روسيا وأسماء تطلب الطلاق   قرارات مجلس الوزراء   الفصائل الفلسطينية تبشر بخصوص وقف إطلاق النار في قطاع غزة   الجيش يحبط محاولة تسلل طائرة مسيرة من الواجهة الغربية   لم يكلف نفسه عناء تحذير أقاربه أو اشقائه .. تفاصيل جديدة حول هروب "المخلوع" بشار الاسد من سوريا   تفاصيل حالة الطقس حتى الثلاثاء .. وتحذيرات هامة للأردنيين   حسان دون موكب أو حرس داخل ناديه الرياضي (الجيم)   إعلان هام لمستخدمي "الباص السريع" حول ساعات عمله   هل أصيب أي أردني بحادثة الدهس بسوق عيد الميلاد شرقي ألمانيا؟ بيان صادر عن "وزارة الخارجية" يجيب ..   إعلان هام للسوريين المتواجدين في الاردن الراغبين بالعودة الى سوريا   وزارة الصحة الاردنية: هذا الخبر عارٍ عن الصحة   الحكومة: توسيع شبكة الغاز لتشمل المدن الصناعية كافة قريبا   البترا تخسر 75 % من زوارها الأجانب   هكذا أصبح سعر الليرة الإنجليزي والرشادي السبت   قرارات حكومية بشأن الموظفين تدخل حيز التنفيذ الشهر المقبل   الحكومة تحسم الجدل حول رفع الضرائب والرسوم على الأردنيين   مطالبة بزيادة رواتب المتقاعدين في الاردن   قرار هام من السفارة السورية حول عودة السوريين بالاردن الى بلادهم   الترخيص المتنقل ببلدية برقش في اربد غدا   البنك الدولي يدرس تقديم تمويل إضافي لدعم التعليم في الأردن

عندما أمر الملك المخابرات باعتقال الملحق العسكري العراقي في عَمان.. تفاصيل سرية

{clean_title}

جراءة نيوز - اخبار الاردن -

روي جلالة الملك في كتابه “فرصتنا الأخيرة” تفاصيل محاولة الملحق العسكري العراقي في السفارة العراقية في عمان تسميم مخازن المياة بالزرقاء.. فيقول جلالته:

ما كاد الفجر يبزغ على بغداد في العشرين من اذار من العام 2003 حتى انهالت صواريخ “توماهوك” الامريكية على ملجأ حصين كان يظن ان صدام كان مختبئاً فيه، وفي وقت لاحق من ذلك اليوم حوالي الساعة الثامنة مساء انطلق الهجوم البري وزحفت الدبابات الامريكية والبريطانية انطلاقاً من الكويت باتجاه البصرة وبغداد.

اعربتُ عن مشاعري الحقيقية لكن الحرب قد اندلعت وكانت يداي مقيدتين ولا حيلة لي في وقف تلك العاصفة المجنونة، ولم يعد امامي سوى الاعتماد على الحس السليم لديّ بأن ما أفعله هو الأفضل بالنسبة الى الاردن والاردنيين.

ومع ان النزاع كان يبعد مئات الاميال عن الاردن لم يمضي وقت طويل حتى شعرنا بارتجاجاته داخل البلد، ففيما كنت في منزلي اشاهد الاخبار على شاشة التلفزة وكان على الخط سعد خير رئيس دائرة المخابرات العامة، الذي انتقل الى رحمته تعالى في العام 2009، “لقد كشفنا خطة عراقية لتسميم مخازن المياة في الزرقاء ومواقع اخرى” قال، ثم اضاف “الرأس المنفذ هو الملحق العسكري في السفارة العراقية وهو ينوي التنفيذ قريباً, ماذا تريدنا ان نفعل”.

تسميم الخزين المائي لو تم لسقط نتيجته مئات الضحايا من الاردنيين الابرياء، وربما الآف، ولكن التعامل مع مؤامرة كهذه ليس عملية سهلة. رجال صدام الذين ينتمون الى البعثة الدبلوماسية في عمان هم دبلوماسيون يتمتعون بالحصانة، وتوقيفهم قد يؤدي الى مشكلة دولية، تفحصت الدلائل الحسية المتوافرة فتبين لي ان صدقيتها لا تسمح بان نقف متفرجين دون اتخاذ الاجراءات اللازمة لحماية مواطنينا.

قلتُ لسعد “اذا كنا امام خطر يهدد حياة الاردنيين، فلننس الحصانة الدبلوماسية الآن، اذهبوا واوقفوهم في الحال، اقتحم رجال المخابرات منازل الدبلوماسيين العراقيين وقبضوا على الملحق العسكري واثنين من معاونيه.. وما أن ذاع الخبر حتى ارتفعت صرخة احتجاج من الراي العام الذي كان يجهل ما اكتشفناه من ادلة على ما كان النظام العراقي يخطط للقيام به، وخرجت انتقادات كثيرة وقال اصحابها ” كيف لكم ان تقتحموا املاك السفارة وتعتقلوا دبلوماسين عراقيين؟ كان جوابي لهؤلاء.. ثقوا بما اقول لكم، وبأن ما فعلناه مبني على معلومات صحيحة وان ارواحا أردنية كانت مهددة”.

صباح اليوم التالي جاء السفير العراقي لمقابلتي وكان يستشيط غضبا قال “لديّ رسالة من صدام، انه في غاية الغضب نتيجة عملكم هذا”.

اجبت السفير “انا على كامل الاستعداد لأن أخرج الى العلن واقول انني اوقفت هؤلاء الرجال الثلاثة لانهم كانوا يتأمرون لقتل مئات الاردنيين وربما الالآف منهم. لكنني اتطلع الى ما بعد الحرب سعادة السفير ولا أريد اقول كلاما من شأنه تدمير العلاقة الاحوية بين الشعبين العراقي والأردني، ولذلك ارجو ان تنقل هذه الرسالى الى صدام، اذا كانت هذه هي الطريقة التي تريدونها للتعامل مع الموضوع، فإنني سأكشف للعلن كيف يحاول نظامك ان يقتل المدنيين الاردنيين”. عاد اليّ السفير -وهذه شهادة له- واكد لي انه ابلغ صدام برسالتي وان “المشكلة باتت منتهية”.

كان السفير قد ابلغ وزارة الخارجية في بلاده انهم قاموا بعمل اخرق، واننا في الاردن مستعدون لنشر الخبر علناً مما سيسبب اشكالا على الصعيد الدولي اذا هم اختاروا الاستمرار في اثارة المسالة، وهكذا انطفأ الموضوع فطردنا الرجال الثلاثة وتوقف سيل الاتهامات باتجاهنا في المرحلة كانت لديهم مشاغل اخرى اكثر الحاحاً.