الاردن: عقوق ابنائها دفعها للنوم على أبواب المساجد
ليست امراة متسولة ولا تسعى لاستدرار عطف الاخرين لكنها لا تملك سوى انكساراتها والامها النفسية وخذلان العمر لها الذي قادها الى ابواب احد المساجد فاتخذته بيتا لها تنام وتعيش امامه بعد ان اقفلت ابواب الحياة بوجهها وهي على ابواب الستينات من العمر... فمن زوجة الى امراة مطلقة ومن ام تنتظر عطف وحنان ابنائها الى ام مشردة لم تجد احدا من ابنائها يستقبلها في اسرته ليعوضها عن صدمة عمرها بطلاقها وهي في هذا العمر.
الناطق الاعلامي في وزارة التنمية الاجتماعية فواز الرطروط قال ان هذه المراة تم التبليغ عنها من قبل احد الاشخاص الذي لاحظ وجودها لفترة امام ابواب احد المساجد تنام وتصحو وهي بحال مزرية لا تحادث احدا ولا تتسول لكنها تبقى على ما هي عليه جالسة بصمت وحزن.
واضاف: قامت لجان مكافحة التسول باحضارها وتم ايداعها باحدى دور الرعاية واجراء دراسة اجتماعية ونفسية معمقة على حالتها بعد ان تبين انها تعاني من واقع نفسي صعب وتعيش حالة صدمة واضحة سببها الرئيسي طلاقها وهي بهذا العمر فلم تتمكن من استيعاب ذلك وهي التي بامس الحاجة بعمرها للاحتفاظ بمكانتها كزوجة وام.
وبين الرطروط ان الطلاق لم يكن وحده سببا في صدمتها النفسية ووجودها بالشارع بل تخلي ابنائها عنها بعد الطلاق ورفضهم لها واغلاق ابواب قلوبهم وبيوتهم بوجهها مما دفعها للجوء الى الشارع بعد ان ضاقت بها الحياة الما وحزنا وانكسارات واحدة تلو الاخرى.
واشار الى ان السيدة لا تزال تعيش باحدى دور رعاية كبار السن وحيدة تحاول ان تلملم جروحها والامها وان تتمكن من استيعاب ما حدث معها بعد ان اصبحت مطلقة بلا ابناء وبنات في مرحلة عمرية تحتاج بها للرعاية والعطف والمحبة.
وبين ان غالبية كبار السن في دور الرعاية لم يتزوجوا ولم يجدوا مكانا لهم عند اقاربهم للعيش بينهم في حين الاخرون منهم لهم ابناء ولكنهم يعيشون خارج الاردن ولم يصطحبوهم معهم ليتم الحاقهم بدور الرعاية مشيرا الى ان فئة قليلة تعيش بدور رعاية كبار السن بعد ان رفض ابناؤهم رعايتهم وتخلوا عنهم وقال هناك بعض الحالات التي بدات مؤخرا بالظهور لكبار السن يقصدون الشوارع او ابواب المساجد بعد ان يتخلى ابناؤهم او اقاربهم عنهم ولا يجدون من يعتني بهم ويكونون بحالة نفسية سيئة نتيجة تعرضهم لمواقف لم يتوقعوها بحياتهم كالطلاق او نكران ابنائهم لهم ويحتاجون لرعاية مكثفة سواء كانت صحية او نفسية او اجتماعية خاصة وانهم لا يملكون من حياتهم شيئا ليجنبهم اللجوء الى الشارع والعيش به.