آخر الأخبار
  الامن العام يحذر مجدداً من هذه المدافئ   السلامي: لا يمكن مؤاخذة أبو ليلى أو غيره على الأخطاء   حسان للنشامى: رائعون ومبدعون صنعتم أجمل نهائي عربي   البوتاس العربية" تهنّئ المنتخب الوطني لكرة القدم بحصوله على لقب وصيف كأس العرب   علي علوان يحصد لقب هداف كأس العرب 2025   الملك للنشامى: رفعتوا راسنا   الملكة: فخورون بالنشامى، أداء مميز طوال البطولة!   منتخب النشامى وصيفاً لكأس العرب 2025 بعد مواجهة مثيرة مع المغرب   الشوط الثاني: النشامى والمغرب ( 3-2 ) للمغرب .. تحديث مستمر   تحذير صادر عن "إدارة السير" للأردنيين بشأن المواكب   تحذير صادر عن مدير مركز الحسين للسرطان للأردنيين   رئيس وزراء قطر: اجتماع وشيك للوسطاء بشأن اتفاق غزة   أبو الغيط: الأردن في قلب الاحداث ودبلوماسيته نشطة للغاية   النائب الهميسات يوجه سؤالاً للحكومة بخصوص مديرة المواصفات والمقاييس   الحكومة الاردنية ستنظر برفع الرواتب بموازنة عام 2027   الملك يهنئ أمير دولة الكويت بذكرى توليه مقاليد الحكم   عثمان القريني يكشف عن موعد مباراة الاردن والمغرب وحقيقة تغير موعدها   تفاصل حالة الطقس في المملكة حتى السبت   العيسوي يلتقي وفدا من أبناء عشائر حلحول- الخليل بالأردن   وزير البيئة: بدء إعداد البرنامج التنفيذي للحد من الإلقاء العشوائي للنفايات

نداء استغاثة من قلب مخيم ليبرتي

{clean_title}

جراءة نيوز -عربي دولي:

 وجه شاب ايراني يدعى حنيف كرمابي نداء استغاثة لاصحاب الضمائر الحية في العالم، اثر مقتل والده عباس كرمابي في المجزرة التي وقعت في مخيم اشرف للاجئين الايرانيين في العراق اضافة الى تعرض والدته الى الاختطاف والاحتجاز كرهينة لدى السلطات العراقية.
يقول حنيف كرمابي، انه اصدقاءه اخبروه في الاول من ايلول الحالي عند الساعة السابعة صباحا ان مخيم اشرف يتعرض لهجوم من قبل القوات العراقية وانه شعر بالقلق العميق جراء وجود والده ووالدته واصدقائه القدامى في المخيم.
ويضيف حنيف انه في الساعه الثامنة والنصف سمع الاخبار الاولية عن هجوم القوات العراقية وبان عددا كبيرا من سكان المخيم العزل تعرضوا لاطلاق نار من قبل الجنود المهاجمين وبان هناك عدد كبير من القتلى والجرحى وان غالبيتهم قتلوا وايديهم وارجلهم مكبلة.. يقول حنيف «صابتني حالة من الذهول وتذكرت والدي ووالدتي وشريط الطفولة يمر امام عيني وكيف اجبرنا الزمن الرديء على ترك بعضنا البعض لنصبح كالمشردين.
يقول حنيف: في بداية الثمانينيات حيث بدأت حملات الدهم والاعدام ضد المارضين للنظام الايراني وخصوصا من مؤيدي منظمة مجاهدي خلق وبأوامر مباشرة من الخميني. هذا الامر جعل والدي ووالدتي يغادران ايران ليتركاني وانا طفل صغير حرم من حنان ودفء ابويه.. كنت افكر بهم دوما. وعندما اصبحت في سن  المراهقة بدأت السلطات الايرانية بمضايقي واستجوابي بين الفترة والاخرى، في ظل ضغوطات كبيرة علي لكي اؤثر على والدي فيتركا المنظمة وينشقان عنها.
وفي عام 2000 بالرغم من انني نجحت في الاختبار للدخول في الجامعة، اضطررت الى مغادرة ايران بسبب تصاعد الضغوط وعمليات الدهم والاعتقال من قبل المخابرات الايرانية حيث اصبحت حياتي مهددة، وجئت الى العراق والتقيت بابي وامي بعد سنين طويله من الفرقة والتحقت بهما في النضال بالرغم من كل المتاعب والخطورات الموجودة في الحياة النضالية ضد النظام الايراني.
تذكرت اللحظات الاخيرة التي ذهبت لاودع والدي قبل مغادرتي مخيم اشرف ومجيئي الى مخيم ليبرتي.. عانقته بقوة وقلت له متنهدا بأنفاس سريعة: يصعب علي الذهاب الى ليبرتي دونك.. طمأنني قائلا: هذا يا حنيف قسط من التضحية التي كتبت علينا  .. وعلينا  ان نتحملها وندفع الثمن مهما كان من اجل قضيتنا العادلة..
يتابع حنيف: كنت اتمنى ان استشهد الى جانب ابي، لا اتحمل حتى التفكير في استشهاد والدي ووالدتي.. و كنت اعرف جيدا ان البقاء في اشرف يتضمن التسليم بمخاطر كثيرة.  كنت في غمرة هذه الافكار وسمعت صوت المذيع عبرة قناة تلفزيونية يذيع أسماء شهداء مجزرة الاول من ايلول في اشرف، وعند سماعي كل اسم من اسماء الشهداء اتذكرهم واتذكر ذكراتي معهم، شعرت ان قلبي يخرج من بين جوانحي،  شعرت بالاختناق.. وجسمي كله اخذ يرتعش، المذيع يذيع آخر اسم للشهداء  عباس كرمابي  شعرت ببرودة خاصة اخذت تنتشر في كل انحاء جسمي، وضعت راسي بين ركبتي وبكيت بهدوء حتى لا يراني احد وكأني فاقد للوعي، زملائي قدموا الي يواسونني في هذا المصاب الجلل وانا لا اسمع ولا ارى احدا. وذكرياتي مع ابي وامي كانت تمر من امام عيناي، كنت افكر كيف اتحمل وطأة هذا الحدث الثقيل جدا؟ وعدد الشهداء يزداد ويصل الي 52 ، وفي الساعة 1700 من فس اليوم المشؤوم، تذيع قناة القاومة الايرانية خبرا عاجلا لتعلن اسماء المختطفين من قبل مهاجمي مخيم اشرف، لتنول علي الصاعقة الثانية عند سماع امي من بين اسماء المختطفين.. احسست ان قلبي على وشك التوقف وصدري يكاد ينفجر، شعرت بانني كجسد بلا روح معلق في الهواء.. لا استطيع حتى المشي على قدمي. صرخت في داخلي يا ايها العالم انظر كيف يرتكب الظالمون ابشع الجرائم بحق العزل.. وكيف يتشدق هؤلاء بالاسلام وهو منهم براء.. وكيف يهاجمون ويختطفون ويقتادون امرأة كبيرة في السن لا تحمل سلاحا او اي شيء تدافع به عن نفسها.. كيف ان هذه المرأة المغلوب على امرها هربت من تعسف النظام الحاكم في بلدها ولجأت الى بلد جار مسلم.. كيف ينتهي بها الحال وزوجها قتيل وهي مختطفة كرهينة..
شاهدت صورة لجثة والدي القتيل.. لاكتشف ان القتلة اطلقوا النار عليه وهو على سرير الشفاء في المستشفى.. لقد اجتاحت النيران كل جوارحي.. انها ملحمة بكل ما تحمل الكلمة من معنى.. ولكنها ملحمة الصمود باذن الله حتى النهاية.. هي ملحمة قول «لا» بوجد الجلادين الظلاميين.
لم يبق امامي  انا ورفاقي في مخيم ليبرتي سوى الاضراب عن الطعام الى ما لا نهاية وقررنا ذلك منذ الاول من ايلول احتجاجا على عدم الشعور بالمسؤولية من قبل الامم المتحدة والمجتمع الدولي تجاه تأمين حماية وامن سكان اشرف وليبرتي وبسبب النقض المستمر لاميركا لتعهداتها والتزاماتها تجاه امننا وسلامتنا. ونحن مستمرون في الاضراب حتى يتم تلبية طلباتنا الرئيسية وهي ايفاد وفد محايد لتقصي الحقائق والتحري حول الجرائم الكبرى التي ارتكبت في اشرف و إحالة ملف حماية ليبرتي إلى القوات  التابعة للأمم المتحدة واطلاق سراح المختطفين فورا.  
وللحرية باب يدق بيدا مضرجة بالدماء. (وكالات).