
جراءة نيوز - عربي دولي:
حثت الدول العربية أمس المجتمع الدولي على القيام بتحرك ضد نظام الحكم السوري بعد هجوم بالاسلحة الكيماوية ادى لسقوط مئات القتلى من المدنيين. وحث البيان الختامي للاجتماع الوزاري لجامعة الدول العربية في القاهرة الامم المتحدة والمجتمع على «اتخاذ الاجراءات الرادعة واللازمة ضد مرتكبي هذه الجريمة التي يتحمل مسؤوليتها النظام السوري ووضع حد للانتهاكات وجرائم الابادة التى يقوم بها النظام السوري منذ اكثر من عامين». وقال وزراء الخارجية العرب ايضا انه «يجب محاكمة المسؤولين عن الهجوم كمجرمي حرب».
وقال وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل ان ادانة سوريا بسبب هذا الهجوم بالغازات السامة ليست كافية. واضاف ان الاعتراض على القيام بعمل دولي على اساس انه «تدخل خارجي» لم يعد مقبولا. وقال الفيصل «أي معارضة لاي اجراء دولي لا يمكن الا وأن تشكل تشجيعا لنظام دمشق للمضي قدما في جرائمه واستخدام كافة أسلحة الدمار الشامل». ومضى يقول «لقد ان الاوان ان نطالب المجتمع الدولى بتحمل مسؤولياته واتخاذ الاجراء الرادع الذى يضع حدا لهذه المأساة التي دخلت عامها الثالث فالنظام السوري فقد مشروعيته العربية».
ووعد قرار الجامعة العربية «بتقديم كافة اشكال الدعم المطلوب للشعب السورى للدفاع عن نفسه وضرورة تضافر الجهود العربية والدولية لمساعدته. وامتنع لبنان والعراق والجزائر عن تأييد نص القرار مثلما فعلوا مع قرارات مماثلة في الماضي. وكانت مصر قد قالت انها تعارض التدخل العسكري الخارجي في سوريا ولكنها لم تصوت ضد القرار.
من جانبه، اطلق وزير الخارجية الاميركي جون كيري حملة لاقناع الكونغرس بالموافقة على شن ضربة عسكرية ضد سوريا وقال ان واشنطن لديها ادلة على ان النظام السوري استخدم غاز السارين في هجوم 21 اب قرب دمشق. وعقب قرار اوباما ليل السبت الاحد بشن ضربة على سوريا وطلبه موافقة الكونغرس على ذلك، دعا كيري الكونغرس الى الموافقة على تلك الضربة العقابية، مؤكدا ان العالم لا يمكنه ان يتغاضى عن استخدام النظام السوري اسلحة كيميائية. وقال كيري ان عينات الشعر والدم التي حملها عمال الطوارئ الذين هرعوا الى مكان الهجوم الشهر الماضي في ريف دمشق والتي تم تقديمها بشكل مستقل الى الولايات المتحدة، تظهر اثارا لغاز السارين القوي. وفي تطور وصفه كيري بانه مهم جدا، قال لشبكتي «ان بي سي نيوز» و «سي ان ان» «اطلعنا خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية من خلال عينات تسلمتها الولايات المتحدة من اول الواصلين الى موقع (الهجوم) شرق دمشق، على عينات وجرى اخضاعها للفحص». وقال ان فحص «اثار غاز السارين في عينات شعر ودم جاء ايجابيا».
واكد الرئيس السوري بشار الاسد أمس ان بلاده قادرة على مواجهة اي «عدوان خارجي»، في حين ابدت المعارضة السورية «خيبة املها» ازاء قرار الرئيس الاميركي باراك اوباما انتظار الضوء الاخضر من الكونغرس قبل شن اي ضربة على دمشق.
وقال الاسد في تصريحات نقلتها وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) «ان سوريا بصمود شعبها المقاوم وتلاحمه مع جيشه الباسل، قادرة على مواجهة اي عدوان خارجي كما تواجه يوميا العدوان الداخلي المتمثل بالمجموعات الارهابية ومن يقف خلفها حيث تحقق الانتصار تلو الاخر وصولا لاعادة الامن والاستقرار لكامل ربوع الوطن».
ودعا الائتلاف السوري المعارض أمس الكونغرس الاميركي الى اتخاذ «القرار الصحيح» الذي يدعم توجهات الحكومة الاميركية بتوجيه ضربة عسكرية الى النظام السوري. كذلك قال عضو الائتلاف السوري المعارض سمير نشار «نشأ عندنا شعور بخيبة الامل. كنا نتوقع ان تكون الامور اسرع، وان تكون الضربة بين ساعة واخرى»، مضيفا «لكننا نعتقد ان الكونغرس سيوافق بعد الاطلاع على الادلة غير القابلة للشك التي جمعتها الاستخبارات الاميركية حول مسؤولية النظام في ارتكاب الهجوم الكيميائي» في 21 اب.
وصرح نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ان الرئيس الاميركي بدا عليه «الارتباك والتردد» خلال كلامه عن تريث في اتخاذ القرار حول الضربة العسكرية لسوريا. ودعا المقداد الكونغرس الاميركي الى اظهار «حكمة» في التعامل مع الوضع السوري. وانتقد الوزير السوري ايضا الحكومة الفرنسية قائلا «هناك حكومة مسؤولة في سوريا، لكن لا توجد حكومة مسؤولة في باريس»، معتبرا ان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند «يخدع شعبه». من جهته اعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان الولايات المتحدة تمتلك دليلا على ان غاز السارين استخدم في هجوم 21 اب الذي اتهم النظام السوري بشنه قرب دمشق، داعيا الكونغرس الى الموافقة على توجيه ضربة عسكرية للنظام. وكان تقرير استخباري اميركي اشار الى ان الهجوم الكيميائي في ريف دمشق اسفر عن 1429 قتيلا بينهم 426 طفلا.
في هذا الوقت، تجاوزت حصيلة القتلى الذين سقطوا في سوريا منذ بدء النزاع في منتصف آذار 2011 المئة وعشرة الاف، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان أمس. وقال المرصد في بريد الكتروني انه «وثق سقوط 110371 قتيلا منذ انطلاقة الثورة السورية مع سقوط أول شهيد في محافظة درعا في 18 آذار 2011، حتى تاريخ 31 اب 2013». وبين القتلى 40146 مدنيا، و21850 مقاتلا معارضا، و27654 عنصرا من قوات النظام. ويؤكد المرصد انه يستند في معلوماته الى شبكة واسعة من المندوبين والناشطين والمصادر العسكرية والطبية في كل سوريا. وبين المدنيين، 5833 طفلا و3905 امرأة. وبين المقاتلين المعارضين، 15992 مدنيا حملوا السلاح، و3730 مقاتلا اجنبيا، و2128 جنديا منشقا. وبالاضافة الى القتلى في صفوف قوات النظام، يشير المرصد الى 17824 قتيلا بين الميليشيات الموالية للنظام و171 عنصرا من حزب الله اللبناني الذي يقاتل الى جانب النظام. كما اشار المرصد الى وجود 2726 قتيلا مجهولي الهوية، تم توثيق مقتلهم بالصور واشرطة الفيديو. ويقدر المرصد ان العدد الحقيقي لقتلى النظام والمعارضين اكبر بكثير، مشيرا الى «تكتم شديد من الطرفين على الخسائر البشرية» خلال العمليات العسكرية. من جهة ثانية، يحصي المرصد تسعة الاف معتقل ومفقود داخل سجون القوات النظامية، و»اكثر من 3500 أسير من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها لدى الكتائب المقاتلة».
ويبدأ مجلسا النواب والشيوخ في الكونغرس الاميركي مناقشاتهما، كل منهما على حدة في جلسات عامة اعتبارا من التاسع من ايلول. وسيصوت اعضاء مجلس الشيوخ اعتبارا من اسبوع 9 ايلول، بحسب ما تعهد هاري ريد زعيم الاغلبية الديموقراطية. الا ان نتيجة هذه النقاشات غير محسومة اذ يتعين اقناع عدد من اعضاء الكونغرس بهذه الضربات المحتملة بمن فيهم في الاكثرية الديموقراطية في مجلس الشيوخ. غير ان الادارة الاميركية ابقت على مخرج لها مؤكدة ان اوباما لم يتخل عن حقه في التحرك احاديا في حال قرر الكونغرس رفض التدخل في سوريا.
وقبل هذه التطورات المتسارعة، اتصل اوباما بنظيره الفرنسي فرنسوا هولاند، بحسب مسؤول في البيت الابض. وقد بدت فرنسا في الخطوط الامامية الى جانب الولايات المتحدة لشن ضربات ضد النظام السوري، بعد قرار بريطاني برفض اي ضربات. واشارت اوساط الاليزيه الى ان المحادثات بين اوباما وهولاند انطوت على اعادة تأكيد «تصميم» البلدين على التحرك ضد نظام دمشق.
وقال وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالز ان فرنسا لن تشن هجوما على سوريا بمفردها وستنتظر قرار الكونجرس الامريكي بشأن معاقبة حكومة الرئيس الاسد. وقال رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك ايرو أمس انه سيلتقي مع رئيسي مجلسي البرلمان وزعماء المعارضة اليوم الاثنين لبحث الوضع السوري قبيل نقاش برلماني يوم الاربعاء. وقال فالز «فرنسا لا يمكنها المضي في ذلك وحدها». وأضاف «نحتاج ائتلافا».
من جهته جدد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو تأكيده ان إسرائيل مستعدة «لاي سيناريو محتمل» في سوريا.
واعلن الازهر الشريف، رفضه أمس توجيه اي ضربة عسكرية لسوريا، ورأى في ذلك «اعتداء على الأمة العربية والاسلامية». وعبر الازهر في بيان عن «رفضه الشديد واستنكاره لقرار اوباما بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا». ورأى الازهر في القرار الاميركي «اعتداء وتهديدا للامة العربية والاسلامية وتعريضا للسلم والامن الدوليين للخطر». واذ اكد بيان الازهر على «حق الشعب السوري في تقرير مصيره واختيار حكامه بحرية وبشفافية تامة»، اعرب عن «استهجانه لاستخدام الأسلحة الكيميائية، آياً كان مستخدمها».
وفي حاضرة الفاتيكان، اعلن البابا فرنسيس يوم صوم وصلاة في العالم اجمع في السابع من ايلول من اجل السلام في سوريا وفي الشرق الاوسط، ودان استخدام الاسلحة الكيميائية مجددا معارضته للتدخل العسكري.
إلى ذلك، نقلت صحيفة «عكاظ» السعودية أمس عن مصادر استخباراتية في واشنطن القول أن روسيا عرضت على الأسد التنحي. ونقلت الصحيفة عن المصادر القول «بعد أن أدركت روسيا جدية الولايات المتحدة في توجيه ضربة موجعة لنظام الأسد وأن فرص بقائه في السلطة باتت ضئيلة للغاية عرضت عليه التنحي واللجوء إلى إحدى سفنها المتمركزة في البحر الأبيض المتوسط».
ميدانيا، شهدت منطقة الرحيبة شمال شرق دمشق منذ صباح أمس معارك عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة السورية تخللها قصف عنيف من قوات النظام وغارات جوية، ما تسبب بمقتل 14 شخصا حتى الآن، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد في بريد الكتروني «استشهد 12 شخصاً في محيط بلدة الرحيبة في ريف دمشق بينهم تسعة مقاتلين من الكتائب وطفلان وسيدة، جراء قصف من القوات النظامية والطيران الحربي»، مشيرا الى مقتل مقاتلين آخرين في المعارك. واوضح ان اشتباكات تدور منذ الفجر في محيط البلدة، بعد هجوم لمقاتلي المعارضة على مراكز للجيش النظامي في المنطقة. وقتل تسعة اشخاص آخرين بينهم ثلاثة اطفال في قصف وغارات على مناطق اخرى في ريف دمشق. ونفذ الطيران الحربي السوري أمس غارات عديدة على مناطق في محافظة الرقة (شمال) وادلب (شمال غرب) واللاذقية (غرب) ودرعا (جنوب).
الأمم المتحدة تدعو لوقف التوسع الاستيطاني ونشاطاته في الضفة الغربية
الصين: دخول أول مشروع ضخم لإنتاج الميثانول الحيوي حيز التنفيذ
ترمب يعلن ارتباط نجله الأكبر للمرة الثالثة
ترامب: إذا صدر حكم قضائي ضد الرسوم الجمركية ستكون كارثة
علماء يكشفون غلافا جويا مفاجئا لكوكب صخري فائق الحرارة
علماء: الاحتباس الحراري يفاقم الظواهر المناخية المتطرفة
مصادر: أميركا حجبت معلومات مخابراتية عن إسرائيل خلال عهد بايدن
الأونروا:” إسرائيل” تمنع إيصال المساعدات إلى غزة